الكاردينال لويس روفائيل ساكو
بطريرك بابل على الكلدان
كورونا، لا يزال هذا الوباء، بالرغم من الاجراءات الوقائية في جميع انحاء العالم، يحصد أرواح الآف الاشخاص، ولا تزال أعدادُ الإصابات ترتفع بسرعة يوماً بعد يوم، مما يُهدد حياة البشر صحياً واجتماعياً واقتصادياً. كما يتزايد عددُ الأشخاص الذين يفقدون وظائفهم ومَصدر رزقهم بشكلٍ يوميٍّ. لذا على المجتمع الدولي بأسره ان يُدركَ الخطر الحقيقي لعدوى فيروس كورونا، قبل فواتِ الأوان، وأن يَتخِذ القرارات الأنسب للتصدي للوباء. فالبشرية بحاجة الى يقظةٍ ونهضة.
الفصح – القيامة بالرغم من أن المسيحيين في العالم، لا يُمكنهم هذا العام الاحتفال بالمناسبات الليتورجية المختلفة بسبب الظروف الحالية، إلا أنهم يواظبون على الصلاة في بيوتهم، ويبقى رجاؤهم هو العبور الحقيقي: من الظلمة الى النور، ومن الهشاشة الى القوة، ومن المرض الى الصحة، ومن المعاناة إلى الحرية، ومن الانانية الى الغيرية، ومن الانعزال إلى التضامن إلانساني والأخوي حتى يتمكن الناس من العيش معاً بالمحبة والاحترام، والسلام والفرح.
نقد الذات والامل
على كل شخص أن يحلل ( ينتقد) سلوكه الخاص. فأخلاقنا تراجعت: فساد، وطمع، وسرقة المال العام، وعنف وتهديد وقتل وتهجير، وطلاق واجهاض إلخ. لقد أقصينا الله عن عالمنا أو استخدمناه غطاءً لتصرفاتنا السيئة! فالفصح ودرسُ كورونا دعوة للاهتداء الكامل إلى الله، والى مباديء إيماننا والى الروحانية والأخلاق الحميدة، وتهيئة غدٍ أفضل.
القادة السياسيون، عليهم ألا يفقدوا انسانيتهم، بل ان يكون تفشّي وباء كورونا والحروب والصراعات الموجودة في أكثر من بلد، مع الآف القتلى والجرحى، وملايين النازحين، وتدمير البنى التحتية، فرصة لهم لمراجعة استراتيجياتهم السياسية وتصحيحها، وتقديم اجوبة ملموسة لاحترام الحياة بكل أشكالها: احترام البيئة والحدّ من التلوث والتغيير المناخي، والكفِّ عن تصنيع الأسلحة الفتاكة التي تصنع الموت.
لقد حان الوقت للقادة السياسيين أن يحترموا حقوق الانسان، ويتبنّوا سلوكيات جديدة، وقوانين مناسبة تضمن عالماً خالياً من الحروب، والصراعات، والقتلى، والخوف والفقر. لقد آن الأوان لكي يبحثوا عن خطة شاملة لبناء مجتمع أكثر سلاماً وازدهاراً، حيث يتم تطبيق العدالة الاجتماعية وخلق بيئة نقية، من أجل حياة أفضل، في ضوء ما دعا اليه البابا فرنسيس في رسالته العامة ” كُن مُسبحِّا” Laudatory Si، حول “العناية ببيتنا المشترَك” عام 2015.
لعلّ تزامنُ عيد الفصح – القيامة مع كارثة كورونا، ينير بصائرنا، فننهض من كبوَتنا بقوة وإصرار لتحمُّل مسؤولياتنا كاملةً، حتى لا نتراجع أمام إنسانيتنا وعالمناً.
لنصلِّ من أجل يقظة البشرية ونهوض عالمنا.
قيامة مباركة ونهاية سريعة لفايروس كورونا. ليحمي الرب العراق والعالم