«لنصلِّ من أجل أن يخدم القادة السياسيّون شعبهم، ويعملوا للتنمية البشريّة المتكاملة والخير العام، ويهتمّوا بمن فقدوا وظائفهم ويعطوا الأولويّة للأكثر فقرًا». هذا ما طلب البابا فرنسيس الدعاء من أجله في شهر أغسطس/آب الحالي.
ففي فيديو نيّة الأب الأقدس لشهر أغسطس/آب الصادر عن «شبكة صلاة البابا في العالم»، أعلن الحبر الأعظم أنّ «السياسة لا تتحلى اليوم بسمعة طيّبة، إذ يشوبها الفساد والفضائح والابتعاد عن حياة الناس اليوميّة». وسأل: «أيمكننا المضيّ قدمًا باتّجاه الأخوّة العالميّة من دون سياسة حميدة؟ كلا. فعلى حدّ قول البابا بولس السادس: “السياسة أحد أسمى أشكال المحبّة لأنّها تسعى إلى الخير العام”».
وأضاف: «إنّني أتحدّث عن السياسة في ذاتها وليس عن العمل السياسيّ. أنا أتحدّث عن السياسة الصاغية إلى ما يحصل فعلًا، الفاعلة في خدمة الفقراء، لا تلك المحصّنة في المباني الضخمة ذات الأروقة الكبيرة». وتابع: «إنّني أتحدّث عن السياسة المهتمّة بالعاطلين عن العمل والعارفة حقًّا كم يمكن لنهار الأحد أن يغدو حزينًا عندما يكون نهار الاثنين مجرّد يوم آخر لا يعمل المرء فيه. فإذا قاربنا الأمر بهذه الطريقة، نرى أنّ السياسة أنبل بكثير ممّا تبدو عليه».
وختم قائلًا: «فلنشكر السياسيّين (وهم كثيرون) الذين يضطلعون بواجباتهم في روح الخدمة بدل السعي وراء السلطة. ولنشكر الساعين بكلّ جهودهم من أجل الخير العام».
يُذكر أنّ «شبكة صلاة البابا في العالم» تنشر شهريًّا فيديو يطلب فيه الحبر الأعظم رفع الدعاء إلى الله من أجل نيّة معيّنة. وتضمّ هذه الشبكة نحو 22 مليون كاثوليكي من مختلف أنحاء الكرة الأرضيّة يستجيبون لنداء الأب الأقدس الشهري فيتلون الصلوات.
وتجدر الإشارة إلى أنّها ليست المرّة الأولى التي يتوجّه فيها البابا إلى السياسيّين ويدعو إلى الصلاة من أجلهم. ففي شهر يونيو/حزيران الفائت شارك، على سبيل المثال، في قمة مجموعة السبع في مقاطعة بوليا الإيطالية. هناك تكلّم على الذكاء الاصطناعي أمام رؤساء دول عدّة.
وهو يخطب عادةً في رحلاته الرسوليّة أمام سياسيّي الدول المستضيفة له، كما يُتوقَّع أن يفعل في رحلته إلى جنوب شرق آسيا بين 2 و13 سبتمبر/أيلول المقبل، وفي رحلته إلى لوكسمبورغ وبلجيكا بين 26 و29 من الشهر عينه.
بقلم: إلياس الترك
روما, الجمعة 2 أغسطس، 2024