رسالة بولس الى كنيسة افسس
فصل 6: 10 والجهاد الروحي
نبذة سريعة عن بولس :
يهودي اصله يعود لسبط بنامين ، من الذين عاشوا خارج اورشليم في روما وحصل على جنسية المواطن الروماني، عرف اللغة اليونانية لغة الامبراطورية الرومانية حصل على دراسة جامعية ومنفتح للحضارة الهيلينية، وبنفس الوقت درس الشريعة عند الفريسيين ومتمسك بالشريعة وبالتقاليد اليهودية الختان وحفظ السبت والاعياد ويطبقها بدقة
بولس من ضباط الجيش الروماني المضطهدين لتلاميذ المسيح واتباعهم ، ولكنه اهتدى للمسيحية كدعوة المسيح له وهو في طريق سفره الى دمشق مبررا لليهود انه لم يتخلى عن يهوديته لانه راى المسيحية اكتمال لليهودية .مات شهيدا في روما عام 67 م
ايمان بولس :
آمن ان يسوع الناصري المصلوب هو المشيح الموعود به الذي ينتظروه اليهود ، وان الانجيل الذي كرز به المسيح هو الطريق الجديد الذي يريده الله خلاصا لليهود وبقية الامم. وعلى كل يهودي ان ينتقل من طريق الخلاص في التوراة الى طريق الخلاص في البشارة التي تمنحها قدرة الله للذي آمن به.
فهم بولس بموت يسوع وقيامته التي شهدها تلاميذه دخل البشر ضمن الزمن الخلاصي ، ولكن هذا الخلاص لا يتحقق للانسان الا بالايمان والرجاء والمحبة .
كتب رسائل عديدة لكل الكنائس التي انشاؤها في البلدان التي بشر بها مع التلاميذ ، من هذه الرسائل رسالته الى كنيسة افسس التي كتب رسالته بين عامي 61- 63 م وهو في السجن
الهدف من اسلوب النص :
مضمون النص وصايا ايمانية ختامية استخدم مصطلحات عسكري حربية ، ملابس وعدة واسلحة واجواء حرب ومعارك ، هذا المحيط تبرز في الانسان صفات الشجاعة ، الجرأة ، الحماس ، الغيرة والشهامة، البطولة والاستشهاد والنصر والخلاص من العدو .
اذن هدف بولس بالتحدث بهدا الاسلوب اثارة عواطفهم تجاه ايمانهم ليحافظوا عليه ويدافعوا عنه ضد عالم الارواح الشريرة في الاجواء السماوية وحسب النظريات الفلسفية الخلاصية لاهل افسس .
تشبيهات بين الاسلحة المادية والاسلحة الروحية :
6: 10 ( تقوَوا في الرب وقدرته العظيمة ) الايمان والثقة والاتكال على الرب
6: 11- 13 (تسلحوا بسلاح الله الكامل، احملوا سلاح الله الكامل، حاربوا وقاوموا ) حمل
وفهم كلمة الله وما تحمله من الحق والعدالة والسلام والمحبة …الخ
6: 14 ( متمنطقين بالحق ) النطاق الذي يضع وسط جسم الانسان ليوازن العدالة بالدين
الخلاصي الحق عن بقية الاديان.
6: 14 (لابسين درع الاستقامة) الدرع الذي يلبس ليحمي الصدر هكذا على الانسان ان
يحفظ قلبه من مغريات الشر وشكوك الاشرار
6: 15 ( منتعلين بالحماسة في اعلان بشارة السلام ) الانتعال هو قطع حديدية تلبس من القدم
وحتى الركبة تشجع ارجل المحارب المحمية على التقدم هكذا يجب ان تكون شجاعة
المؤمن في البشارة برسالة يسوع في الانتصار.
6: 16 ( احملوا الايمان ترسا” في كل وقت ) الترس ،الطبق الحديدي الذي يحمله المحارب
ليصد رماح او سيوف الاعداء هكذا يجب ان يكون ايمان الانسان صلب قوي ضد اي
اضطهادات.
6: 17 ( البسوا خوذة الخلاص ) الخوذة التي يضعها المحارب على راسه ليحميه هكذا
المؤمن يحمي فكره بالايمان وخلاص يسوع
6: 17 ( وتقلدوا سيف الروح الذي هو كلام الله ) مثلما يستخدم المحارب السيف كسلاح
للخلاص من عدوه هكذا المؤمن يستخدم كلمة الله ضد المعارضين .
6: 18 ( صلوا كل وقت في الروح ) الاستمرار على الصلاة من الفكر والقلب لا من الشفاه
فكل من يطلب من الله يمنحه وذكر القديسين وبولس كي يكمل رسالته التبشيرية
معنى واسس الجهاد الروحي للمسيحي :
الجهاد الروحي هو سلوك المؤمن في مواقف او قرارات التي يجب ان تحمل الخير والاحترام لنفسه وللاخرين ولايمانه من مقارنته وفق :
1- الوصايا العشر ، لايكن لك اله…احفظ يوم ….لاتحلف…لا تزن..لاتقتل …لا تشهد….الخ
2- القاعدة الذهبية ….افعلوا للناس ما اردتم ان يفعله لكم ( متى7: 12)
3- وصية المحبة …. احبب الهك واحبب قريبك مثلما تحب لنفسك (مر 12: 30 )، احبوا بعضكم بعضا مثلما احببتكم ( يو13: 31 )
4- التطويبات ( البركات) …هنيئا للمساكين..للمحزونين..للودعاء..للجياع والعطاشى..للرحماء..لانقياء القلوب …لصانعي السلام …للمضطهدين ( متى5: 1-11)
اهمية الجهاد الروحي اليوم على ايمان المسيحي ؟
هي محاولة المسيحي للتوفيق بين محيط ومتغيرات عصرنا وبين محيط ايماننا الحضاري الرسولي الاصيل كي لا ينجرف وراء مغريات عصرية تبعده او تقطع علاقته بالله وبالقريب ، ولا ينغلق على نفسه رافضا هذه التغيرات .
