رسالة ابرشية القوش بمناسبة اعياد الميلاد 2024
المجد لله في العلى
رسالة بمناسبة عيد ميلاد ربنا المجيد
ان ميلاد ربنا وإلهنا يسوع المسيح في الجسد هو اكتمال للنبوات والعهود التي أعطاها اللّٰه للبشرية.
فقد وعد بأن يمنحنا أعزَّ ما له، ابنه الوحيد، كما تنبأ إشعيا النبي قديمًا قائلاً: “لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ، وَتُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّئَاسةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إلَهَا قَدِيرًا، أَبَّا أَبَدِيًا، رَئِيسَ السَّلَامِ” (إشعيا 9:6). إن جوهر عيد الميلاد يقوم على عطية عظيمة منحها اللّٰه للبشرية، وهي الخلاص المتجسد بحضور ابنه معنا «عمانونيل”. والاحتفال الحقيقي بعيد الميلاد يكون من خلال قبول هذه العطية والشعور بحاجتنا إلى ما يمنحنا الله. يتجلَّى ذلك بوضوح في تناول القربان الأقدس الذي يُقدّم لنا في سرّ الإفخارستيا. صلواتنا الطقسية تؤكد العلاقة الجوهرية بين مغارة الميلاد والقداس الإلهي؛ فالمذود الذي وُضع فيه المسيح عند ولادته (لوقا 2:7) هو رمز يشير إلى المذبح المقدس، حيث يتجسد المسيح في القداس: «السلام للمذود الذي يرمز إلى المذبح المقدس” (مدراش ليلة الميلاد).
ندعوكم، أبناءنا الأحباء، إلى الاقتراب الحقيقي من سر القربان المقدس في هذا اليوم المبارك، والمشاركة الفعالة في طقوس القداس والتوبة والصلوات. إن عيد الميلاد هو فرصة للاتحاد مع المسيح في أسراره. ان المظاهر الخارجية للاحتفال هي أمور قد تعبر عن الفرح، لكنها تفتقر إلى المعنى إن لم يكن يسوع هو السبب الرئيسي للاحتفال. فلتُركِز على ما هو أبدي وباقٍ، وعلى ما ينفع لخلاصنا ومستقبلنا السماوي.
أبناءنا الأعزاء،
سيقوم قداسة البابا فرنسيس عشية هذا العيد بافتتاح سنة اليوبيل المقدسة. إنها دعوة للسير مع المسيح الذي تجسد وولد ليجعل حياتنا محطة للنمو والنضوج على صورته. ليكن هذا العيد مناسبة فرح الجميع. فلنصلّ من أجل السلام والأمان، ومن أجل تقدم العالم وازدهاره الإنساني، ومن أجل المناخ واعتداله. لنرفع صلواتنا من أجل كل المحتاجين والفقراء والمرضى والمتألمين، وليمنحنا الإله المتجسد سلامه وفرحه كل الأيام.
ميلاد مجيد وعام مبارك .
المطران بولس ثابت حبيب المكو / ابرشية القوش الكلدانية