خاص – خورنة القوش / في مساء خميسٍ ملبدٍ بالرهبة والسكينة، وبين جدران كنيسة مار كوركيس في بلدة القوش التي احتضنت الألم والرجاء، بدأت عند الساعة الثامنة من يوم الخميس 17 نيسان 2025، صلاة تفسير الآلام، بعد رتبة غسل أرجل التلاميذ، تلك اللحظة التي انحنت فيها المحبة لتخدم، وتحدثت الأيادي عن التواضع قبل الكلمات.
قرع ناقوس الكنيسة بصوتٍ حزين، كأنه ينوح على اقتراب لحظة الفداء، لينذر القلوب بأن الظلام قد بدأ يزحف، ليس فقط على الأرض، بل على النفس البشرية جمعاء، اجتمع المؤمنون يشاركهم سيادة المطران مار بولس ثابت راعي ابرشية القوش الكلدانية والمطران ميخا مقدسي والاباء الكهنة والشمامسة والشماسات بقلوب خاشعة، يشعلهم الإيمان والحزن، ليشاركوا الرب يسوع آلامه في لحظاته الأرضية الأخيرة، ويرافقوه بصمتٍ موجع وتأملٍ عميق.
انطلقت مراسيم تفسير الآلام بحسب الطقس الكلداني، حيث تعالى صوت الصلاة، واختلطت الكلمات بالدموع، فيما قرأ الأب رودي الصفار خوري كنيسة القوش، إنجيل الآلام، وانطفأت الأضواء شيئًا فشيئًا، كأن النور ذاته قد انكسر، وكأن العالم فقد اتجاهه حين غاب عنه من قال “أنا هو نور العالم”.
تصوير : كرم الالقوشي – ستيفان مدالو – آون نيسان