آكي بغداد ـ أعرب البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل ساكو عن الاقتناع بأن العيش المشترك في العراق كان مشرقاً، فلنعد إليه.
وقال البطريرك ساكو في رسالة نشرها الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية (مار أدَيّ) الإثنين، إن “التعددية، التنوع، الاختلاط والعولمة ظواهر عالمية، لذا يشكل موضوع العيش المشترك الهاجس المشترك والمحوري للشعوب، بكونه ضمان وحدة تعددية المجتمع، وتنوعه، وتماسك اللحمة الوطنية، والعيش معاً بتفاعل وتناغم”.
وأوضح أنه، “لذا فمن الضروريٌّ البحث عن القواسم المشتركة التي تساعد على فهم الآخر وتقييمه واحترامه، وتجنب البحث عن الاختلافات التي تُوسع الخلافات والانقسام”، فـ”موضوع العيش المشترك وتعزيز قيم الاعتدال والتسامح والاحترام ليس عملية ترويج شعارات، بل عملية تنشئة مستدامة للناس وبناء مؤسساتي. هناك كثير مما يجب القيام به في مسائل الدولة المدنية، المواطنة العدالة الاجتماعية والمصالحة”.
وذكّر الكاردينال ساكو بأن “بلاد ما بين النهرين كانت مهد الحضارات والفكر، كالحضارة السومرية والأكدية والكلدانية – البابلية والآشورية والفارسية والعربية والمسيحية والإسلامية. فيها ولدت أولى الكتابات، ومنها انطلقت أولى الديانات التوحيدية مع إبراهيم الخليل. العراق كله متحف كبير. هذه الحضارة الأُم ينبغي ان تتواصل اليوم وتتفاعل مفرداتُها القيميَّة وتتعزز”.
وأشار بطريرك الكلدان إلى أن “في العراق الحديث عاش العرب، الكورد، التركمان والأقليات الأخرى، المسلمون، المسيحيون، الصابئة والايزيديون جنباً الى جنب بتسامح وأمان لأنهم كانوا يشعرون بانتمائهم الى ارض واحدة، ولهم صلات القرابة واللغة والإيمان بالرغم من اختلاف الدين”.
وتابع: “لم يكونوا ينظرون الى بعضهم البعض كمواطنين مختلفين، بل كإخوة متنوعين ومتحدين. ولم يكونوا يسألون عن الدين والمذهب والطائفة والقومية. كانوا كلهم يشكلون شعباً واحداً يحتضنهم الوطن الواحد، ساهموا في بنائه وازدهاره. هنا أحبُّ أن اشير الى إسهام المسيحيين الكبير في التراث العربي في زمن العباسيين والعراق الحديث”.
ولفت ساكو إلى أن “العراقيين يتحسرون اليوم على أيام زمان، لانهم يشعرون بان ذهنية المحاصصة والاقصاء الديني والمذهبي والعرقي والفوضى السياسية، خرَّبت وطنهم، وفكَّكت مجتمعهم، وأربكت مستقبلهم ومستقبل وطنهم. يتمنون ان تكون لهم الإرادة والقدرة لاستعادة العيش المشترك الذي فقدوه”.
وطرح البطريرك أفكاراً للتأمل والتحليل بحثاً عن أسباب الفرقة والتشتت، وللتشجيع على إيجاد سبل معالجة لإرساء قاعدة سليمة والارتقاء بالعيش المشترك ليكون سلوكاً طبيعياً للعراقيين فيعيشوا بوئام”، وهي أفكار كـ”الاستفادة من مخرَجات زيارة البابا للعرق، نبذ الاصولية بكل أشكالها، إصلاح القوانين، التربية البيتية والمدرسية، وسائل الاعلام، التربية الروحية في الجوامع والكنائس”.
وخلص رأس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الى القول: “حبذا لو تقتني المدارس والعائلات نسخة من كتاب تعريف الديانات في العراق بشكل منهجي وايجابي، الذي اعددته لجنة مشتركة من فريق الحوار المسيحي الإسلامي، وذكر معالي وزير الثقافة حسن ناظم وهو عضو في اللجنة ان الكتاب جاهز للطباعة”.