راهبة إيطالية: يمكن للعناية أن تحدث فرقًا حتى ضدّ الإتجار بالبشر

Khoranat alqosh24 يوليو 2021849 مشاهدةآخر تحديث :
راهبة إيطالية: يمكن للعناية أن تحدث فرقًا حتى ضدّ الإتجار بالبشر

الفاتيكان ـ أطلقت الشبكة العالمية لمكافحة الاتجار بالبشر (Talitha Kum) والتي تضم أكثر من ثلاثة آلاف راهبة كاثوليكية وعلمانية، حملة “العناية ضد الإتجار بالبشر” في ضوء اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر الموافق الجمعة 30 تموز/يوليو الجاري.

وفي هذا السياق، أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع المنسقة الدولية لـ(Talitha Kum)، الأخت غابرييلا بوتاني، التي قالت إن “البابا يطلب منا تعزيز اقتصاد الرعاية وتحقيقه في الحياة اليومية”.

العناية هي ما وصفها البابا بـ”اللقاح للقلب” وقد أكد على أهميتها في مناسبات عديدة، كان آخرها خلال فترة تعافيه في مستشفى جيميللي بروما. العناية بالمرضى والجيران وأفراد العائلة؛ العناية بالقريب والعناية بالمجروحين مثل ضحايا الاتجار بالبشر.

إلى هذه العناية تنظر اليوم، الشبكة الدولية للحياة المكرسة ضد الاتجار بالبشر؛ وتقوم بذلك من خلال إطلاق حملتها السالفة الذكر، والتي تريد أن تُثبت أن العناية يمكنها أن تحدث فرقاً في كل مرحلة من مراحل مسيرة مكافحة الاتجار بالبشر: العناية بالمعرضين للخطر، والعناية بالضحايا، والعناية بالناجين.

من خبرتهن في هذا المجال، تعرف الراهبات أن النهج طويلة الأمد الذي تركز على العناية يمكنه أن يقلل من خطر الاتجار بالناجين واستغلالهم مرة أخرى. لكنهنَّ يؤكِّدنَ في إطلاق الحملة بأن هذا النهج يتطلب مشاركة مؤسساتية لا يمكن للمكرّسات أن يضمِنَّها لوحدهنَّ. لذلك من الضروري أن يتحد جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة من أجل معالجة الأسباب المنهجية للاتجار وأن تلتزم الحكومات بدعم الذين عاشوا هذه المأساة ويحتاجون إلى العناية.

وبالتالي، فإن العناية تعني أيضًا التعليم وفرص العمل والمساعدة الطبية والعدالة، للواتي، مثل النيجيرية كيت، انتهى بهنَّ الأمر في الدعارة في سن الحادية عشرة، وقد اجتذبهنَّ اقتراح خاطئ بالتمكن من الحصول على التعليم الثانوي أو مثل روزا البيروفية، التي حلمت بالعمل في مطعم بعد إنهاء دراستها لكي تحقق مشروعها المهني، من خلال الإجابة على إعلان عمل وعدها بوظيفة في منشأة إقامة مرموقة، ولكن تم استغلالها جنسياً. أما جيسي فقد أصبحت ضحية للعبودية المنزلية في أوغندا، إذ أُجبرت على ترك وظيفتها في مصنع كيماويات بسبب حساسية شديدة من المواد المستخدمة في عملها.

وفي هذا السياق شدّدت الأخت غابرييلا بوتاني، لموقع فاتيكان نيوز على أنَّ البابا يطلب البابا منا أن نحوّل اقتصاد الإتجار بالبشر إلى اقتصاد عناية. مسيرة تطال المكرّسين والعلمانيّين، ويمكن تحقيقها في العائلات كما في الدول. وهناك العديد من القصص لأشخاص نجوا بفضل المساعدة التي تلقوها والمسار الذي تمّ تعزيزه أيضًا على المستوى الإقليمي والمؤسساتي من خلال سياسات الإدماج القادرة على استقبال الأشخاص الذين تمَّ استغلالهم ودفعوا الثمن باهظًا.

ورداً على سؤال حول الحملة التي أطلقتها (Talitha Kum) قبل أسبوع من اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر الذي سيحتفل به يوم الجمعة المقبل، قالت الأخت بوتاني إن فكرة الحملة تأتي من خبرة الوقت الذي نعيشه والمطبوع بالجائحة. زمن تعلمنا فيه واستعدنا قيمة العناية، وموضوع الحملة هو العناية ضد الاتجار بالبشر. يذكرنا الهاشتاغ #CareAgainstTrafficking بقيمة العناية، وهي كلمة عزيزة جدًا على البابا الذي ذكرنا في النسخة الأخيرة من يوم الصلاة والتأمل ضد الاتجار بالبشر، في الثامن من شباط فبراير الماضي، بأهمية تعزيز اقتصاد للعناية.

اقتصاد يتناقض مع اقتصاد الاستغلال، لا بمعنى السوق الكبيرة وحسب، وإنما أيضًا في القدرة على العناية بالبيت المشترك وكرامة الأشخاص. ومن هنا جاءت فكرة جمع قصص الأشخاص وسرد كيف يمكننا أن نعمل من أجل مكافحة الاتجار بالبشر. يمكننا القيام بذلك بطرق مختلفة، بدءًا بما نحاول القيام به من تصرفات عناية. لقد دعمنا الناجين والناجيات، حتى في ظل أزمة الوباء، من خلال تقديم مساعدات مادية ملموسة مثل دفع الإيجار أو الحصول على الطعام.

وتابعت المنسقة الدولية لـ(Talitha Kum) تقول هناك العديد من القصص، وخلال جمعها أثّرت فيَّ قصّة الراهبات في لبنان اللواتي تلقين طلبًا من أم إثيوبية مسنة، فقدت الاتصال بابنتها، التي كانت قد ذهبت إلى الشرق الأوسط قبل سنوات. لقد تمكنا من التعرف عليها، وقد وجدناها في لبنان بعد ستة أشهر من البحث عنها في مستشفى للأمراض النفسية بسبب الصدمة التي تعرّضت لها بسبب الإتجار. ومن هناك، بدأت عملية للتعافي والعودة إلى الوطن. إنَّ العناية تجعلك قريبًا من الجراح العميقة التي لا تلتئم بسرعة.

أضافت الأخت غابرييلا بوتاني مجيبة على سؤال حول الدعوة التي توجّهها هذه الحملة من أجل الالتزام الملموس الذي يُطلب من السياسات التي تكافح ضدّ ظاهرة الإتجار بالبشر وقالت نحن نقول ما هي احتياجات اليوم من خلال خبرتنا ونريد أن تصل هذه الرسالة إلى الحكومات والمنظمات الدولية بحيث يتم وضع كرامة الشخص البشري في المحور من خلال عملية التحرير هذه. في مرحلة صعبة كتلك التي نعيش فيها، يجب أن نتنبّه لكيلا نسمح بأن تؤثِّر علينا المواقف التي تجعل الاستغلال أمرًا طبيعيًّا. لقد تحدث إلينا البابا فرنسيس مرارًا حول أخطار اللامبالاة، التي تسمح للاتجار بأن يزدهر ويصبح أمرًا طبيعيًّا أيضًا. لا يمكننا أن نخفف من حذرنا، وإنما يجب تعزيز كرامة كل شخص.

أضافت المنسقة الدولية لـ(Talitha Kum) مجيبة على سؤال حول خطر أن تظهر ظاهرة الإتجار بعيدة عن الخبرة التي يعيشها الأشخاص بحيث لا يشعر المرء بالقدرة على فعل شيء لوقفها في الحياة اليومية وقالت أعتقد أن إحدى النقاط التي ينبغي التغلّب عليها هي الخوف، الخوف من الافتقار والخوف من الدخول في علاقة مع جراح الآخرين الذين يمكنهم أن يضعونا أيضًا في مواقف مزعجة.

خلال هذه السنوات التي التزمت فيها وعملت مع (Talitha Kum)، أدركت أن توحيد القوى، والتواجد معًا، وإيجاد بعضنا البعض ودعم بعضنا البعض هي أمور أساسيّة. إنها مسيرة مهمة إذا تم القيام بها معًا، من خلال جمع قوى الخير الموجودة في مجتمعنا لكي نجد الشجاعة للنظر. غالبًا ما لا ننظر لأننا لا نعرف ماذا نفعل، ولأننا لا نستطيع أن نفعل شيئًا بمفردنا. أما إذا تعلمنا أن نرفع نظرنا معًا، كما رأيت مرات عديدة في دعم خلق الشبكة حول العالم، فيمكن عندها للمعجزة أن تحدث.

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!