مقابلة مع الأب ريناتو ساكو في الذكرى السنوية السابعة لغزو داعش لسهل نينوى

Khoranat alqosh8 أغسطس 20211417 مشاهدةآخر تحديث :
مقابلة مع الأب ريناتو ساكو في الذكرى السنوية السابعة لغزو داعش لسهل نينوى
تعود إلى الأذهان في هذه الأيام الأحداث المأساوية التي عاشها أهالي سهل نينوى في العراق لسبع سنوات خلت، عندما أُرغم عشرات الآلاف على ترك أرضهم نتيجة غزو المنطقة من قبل تنظيم داعش. وعلى الرغم من مرور الزمن لم تتحقق لغاية اليوم مسيرة العودة بالكامل، لكن كثيرين يؤكدون أن شعلة الأمل لم تنطفئ في القلوب، خصوصا بعد الزيارة الرسولية التي قام بها البابا فرنسيس إلى العراق.

لمناسبة إحياء هذه الذكرى الأليمة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن الإيطالي Renato Sacco، من جمعية Pax Christi، الذي شدد على ضرورة ألا تتخلى الجماعة الدولية عن مسيحيي سهل نينوى، لافتا إلى أن عملية إعادة الإعمار ومسيرة العودة ستكونان طويلتين وشاقّتين. واستهل الأب ساكّو حديثه لموقعنا لافتا إلى أن تنظيم داعش، الذي سبق أن احتل مدينة الموصل، أقدم ليل السادس من آب أغسطس ٢٠١٤ – وبالتزامن مع الاحتفال بعيد التجلي – على طرد حوالي مائة ألف شخص من المنطقة، وقد توجه معظم هؤلاء إلى مدينة إربيل.

وأضاف أنه علم بهذا الأمر خلال اتصال هاتفي أجراه مع البطريرك ساكو وشخصيات أخرى، وبادر بالاتصال ببعض وكالات الأنباء لكن لم يُبد الصحفيون اهتماماً كبيراً في بادئ الأمر، قبل أن يتصلوا به بعد أن أدركوا حجم المأساة. وذكّر بحوادث مأساوية أخرى شهدها العراق في السنوات السابقة، شأن اختطاف وقتل الأسقف الكلداني فرج رحّو، عام ٢٠٠٨، بعد سنة على قتل رشيد غنّي وثلاثة من رفاقه. كما أن العديد من النساء تعرّضن للخطف وتحوّلن إلى سبايا، والآلاف منهن ما يزلن مفقودات.

في سياق حديثه عن مسيرة العودة قال الكاهن الإيطالي إن العديد من المسيحيين الذين هُجّروا أمضوا سنوات طويلة في إربيل، واليوم ما يزال كثيرون مقيمين هناك. ولفت إلى أن حجم الدمار كان هائلا، لذا فإن عملية إعادة الأعمار تتطلب وقتا، هذا ناهيك عن وجود الكثير من العبوات التي لم تنفجر. بيد أن العودة تمت إلى حد كبير في بعض المناطق شأن قره قوش والموصل، حيث بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها رويدا رويدا. ولفت – على سبيل المثال – إلى وجود أحياء في الموصل دُمرت تماماً، وهي غير صالحة للسكن، كما ثمة بيوت تمت مصادرتها. وقال إن مسيرة العودة قائمة لكنها تسير ببطء وسط الكثير من الصعوبات.

لم تخلُ كلمات الأب ساكّو من الحديث عن الزيارة الرسولية التي قام بها البابا فرنسيس إلى العراق في آذار مارس الماضي، وأشار إلى أن الزيارة كانت في غاية الأهمية بالنسبة للسكان المحليين والغرب على حد سواء، نظرا لما قاله البابا وفعله. وروى أن راهبة أخبرته أنه أثناء الزيارة لم يكن يشعر المواطنون باختلافاتهم الدينية والمذهبية، إذ كانوا كلهم عراقيين، لأن المأساة التي عاشوها تعني جميع المواطنين. وأضاف أن هذه الزيارة حاكت أيضا ضمائر الغرب، مذكراً بأنه لا يوجد زعيم في العالم فعل ما فعله البابا الذي زار آية الله السيستاني، وندد بالحرب، وبالاتجار بالأسلحة، خصوصا وأن كل الدمار حصل تلبية لمصالح تجار الأسلحة!

بعدها أكد الكاهن الإيطالي أن زيارة البابا إلى العراق تمكنت من ضخّ الرجاء في القلوب، وقال إنه يتعيّن علينا اليوم ألا نترك هؤلاء الأشخاص لوحدهم، لأن المشاكل التي يواجهون كثيرةٌ جدا، لافتا إلى أن العراق سيشهد انتخابات سياسية في تشرين الأول أكتوبر المقبل، في وقت ما تزال تعاني فيه البلاد من نتائج الحرب وآفة الفساد. وأوضح أن البابا فرنسيس يؤكد دوما أننا كلنا أخوة، وهذا الأمر ينطبق في العراق على المسيحيين، على اختلاف طقوسهم، كما على المسلمين والأيزيديين وغيرهم.

وذكّر الأب ساكّو – في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز – بأن العراق شأن باقي دول العالم يعاني من جائحة كوفيد ١٩، وهذه الأزمة الصحية تزيد من الصعوبات التي يواجهها المواطنون. وهو سبب إضافي كي لا تنسى الجماعة الدولية أبناء العراق وكي تمد لهم يد المساعدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!