تسبحة صلاة صباح الخميس
(مُرتّلة أدناه بصوت الخوراُسقف نويل فرمان)
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
تنسب هذه التسبحة الجميلة الى مار افرام الملفان (3006 – 373) وهي شعرٌ على الوزن الثامن. تسبحة تُرتَّل بايقاع موسيقى رائع في صلاة صباح كلّ خميس من أيام الاسبوع.
- لاهوتها: مار أفرام شاعر، يحسّ بما لا يحسّه إنسان عادي. انه لاهوتي روحاني يعطي الأولوية للإيمان. وهذا يسمح له ان يقف أمام سرّ الله مؤمناً منذهلاً، وليس فيلسوفاً فاحصاً ومُحللاً. ان العلاقة مع الله تتأسس على الحبّ والإنجذاب، والحبّ لا أعمق منه: “لا تستطيع الكائنات ان تُدرك وجودك أيها الكائن الأزلي الساكن في النور البهي الذي لا شبيه له، وليس بمقدور انسان ان يدنوَ منه. من خلال مخلوقاتك تتجلى عظمة سخائك تجاه صنع يديك، انت السيد والخالق والقادر على كل شيء ومدبّر الكلّ”.
نفس المؤلف يكتب: “العين المستنيرة التي تندهش أمام مجد الله تنجح في ادراك ما يُخفق عن إدراكه الفحص والتقصّي”1. ونرساي الملفان (+ 502): “بالحبِّ يليق ان تبحث… ولن ننال الإيمان بالبحث، بل بالحبّ” (العِظة الثانية / 55 و170). و تدعو التسبحة المؤمنين الى اتخاذ موقف ملتزم وثابت ليكونوا: “برأي واحد في الإيمان ومن دون انقسام – شك”.
- الصلاة هي السبيل للاتحاد بالله. لم يعرف المسيحيون القدامى سبيلاً آخر للارتقاء الى الله سوى الصلاة. وقد أوصى يسوع بالصلاة الدائمة: “صلّوا كل حين ولا تملّوا”. (لوقا 18/ 1). الصلاة سجودٌ وصمتٌ وتضرع وطلب الغفران بثقة ورجاء: “تقبل يا رب طلبتنا، التي نرفعها اليك مبتهلين، اسمع صوت عبادِك الذين يسبحونك متضرعين. انت ملكنا وباسمك العظيم لنا الرجاء بان نفتخر . لنعمل كل شيء باعتناء ولنرفع المجد معاً للآب والابن والروح القدس، فقد خلّصنا بواسطة بكرٍ منّا، ولم يعاقبنا على الخطأ الذي اقترفناه”.
- الحس بالمسؤولية تجاه الآخر. تشير هذه التسبحة الى ضرورة الصلاة من أجل إهتداء الخطأة: “وليهدِ حنانُك الحمقى الذين يسيرون في طريق الشر، ويرسم أمامهم السبيل ليعلَموا انك أنتَ بعنايتك حررتهم. ولكي يخدموك بقلب واحد طاهر تماماً، كما يروق لك، ويُفرح الوهيتك”. عليهم ان يجعلوا روح الحب هذا حيا في قلوبهم وعلاقاتهم.
_________________________
1 ساكو الروحانية المشرقية، بغداد 2020 ص 26