ترأس صباح الجمعة 22 تشرين الأول 2021 في بلدة كرمليس، غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو مراسيم وقداس رسامة الاسقف المعاون لأبرشية القوش مار بولس ثابت مكو في احتفال جميل ومنظم. اشترك فيها سعادة السفير البابوي في العراق المطران متيا لوسكوفار ولفيف أساقفة العراق للكلدان واساقفة من الكنائس الشقيقة وجمع من الكهنة والراهبات وقائمقام الحمدانية وتلكيف، وجمهور غفير من مؤمني أبرشيتي الموصل والقوش. وساعد غبطته في الرسامة المطرانان ميخا مقدسي وميخائيل نجيب.
وفي ختام القداس شكر الاسقف الجديد بولس ثابت، غبطة البطريرك ساكو واباء السينودس الكلداني على ثقتهم باختياره اسقفا كما شكر اهل كرمليس واعرب عن عزمه ببذل جهده في رسالته الجديدة من اجل خدمة االابرشية الجديدة. بعده اعطى البطريرك والأساقفة المحتفلون البركة الختامية. ثم انتقل المشاركون الى تناول الغذاء في مركز البلدة الثقافي لتقاسم طعام المحبة.
واليكم وعظة البطريرك
سيدنا بولس،
تهانيّ الحارة لك مع خالص تمنياتي بالنجاح وتهاني لابرشية القوش وسيادة المطران ميخا مقدسي، وادعو كهنتها وشعبها للتعاون معك لتقدمها وازدهارها وتهاني لابرشية الموصل وسيدنا ميخائيل نجيب على اختيار اسقف منها.
جاء في مثل الوزنات بحسب انجيل متى قول ينطبق حقيقة عليك:
“ نِعِمَّا أَيُّهَا الْخادم الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ” (25/ 23).
ما قمتَ به من خدمة متميزة لرعيتك في كرمليس وفي ابرشية الموصل لا يقاس بثمن، قبل التهجير واثناء النزوح وفي الاحتفال بالعودة .. شكراً لك. إنَّ الكنيسة الكلدانية لم تنسَ ذلك واتمنى الا تنساه كرمليس ايضاً.. ليستمر الرب في مباركتك ومباركة كنيسته.
لقد كنتَ طوال خدمتك تمثل حضور الله بين اخوتك في كرمليس، اليوم إجعله حيا وحاضرا في ابرشية القوش، ومن خلالها في كنيسة العراق… كن شاهداً لمحبة الرب وخلاصه، ولتكن خدمتك الجديدة هذه مَسِيرة محبة وعطاء، تقودُك كلمة الرب وتُضيءُ دربك لجعل كنيسة القوش متناغمة كعائلة واحدة من الاخوة والاخوات في وحدة الايمان والمحبة.
وجِّه كلَّ شيء الى المسيح. من المؤسف أن بعض كنائسنا تحمل تجاعيد الشيخوخة، علينا ان نزيلها ونجددها كما يريد الله ويحتاجه مجتمعنا. الطقوس هي للانسان وليس العكس. التقليد (التواتر الرسولي) في المفهوم المسيحي ليس في الوراء، أي الحنين الى الماضي، انما يقود إلى الامام. التقليد هو قبل كل شيء أمانة المسيح لكنيسته في عطية الروح القدس المستمرة لها، وفتح الطريق نحو الحاضر والمستقبل، والا تحولت الى متحف! كل شيء في عالمنا يتطور وعلى الكنيسة أن تواكب وكذلك الطقوس. نحن بحاجة الى المراجعة المستمرة.
يشير سفر حزقيال 34 الى الاهتمام بالقطيع (الرعية). هذا يتطلب ان تكون مثالا ً للالتزام الثابت في خدمة الآخرين، رجل صلاة وليس رجل طقس، مملوء من الله، حالة النضوج والمسؤولية والتماسك والقدرة على اتخاذ القرار المناسب والحكيم، وتجنب النهائيات السائبة التي تدمّر الكنيسة. على الاسقف أن يكون اُسقف المعية، اي ان تؤمن بمواهب الجماعة الكنسية الموكلة اليك وتحتضنها وتستثمرها.
مهمة الاسقف الاولى كما جاء في الرسالة الاولى الى تيموثاوس. هي التعليم “عَلى الأُسقُفِ أَن لا يَنالَه لَوم، أَن يَكونَ قَنوعًا رَزينَا مُهَذَّبًا مِضْيافًا، أَهْلاً لِلتَّعْليم”(1/ 3-2). المعلم يسعى ليعيش ما يعِظ به ، وهذا هو الشيء الأكثر أهمية ليصبح التعليم شهادة. والانجيل الذي وضع على ظهرك هو للاصغاء اليه واعلانه بشغف وفرح مهما كانت الصعاب.
فكر جيدًا في المسؤوليات الكنسيّة الملقاة على عاتقك. وانا واخوتك نتمنى لك ولابرشية القوش كل خير وبركة سماوية، ونرافقك بالصلاة.