وكالة فيدس/ سيتم جمع المخطوطات والكتب القديمة، المسيحيّة والإسلاميّة، التي سُرقت في السنوات الأخيرة من الدمار على يد جهاديي الدولة الإسلامية (داعش) وحفظها في متحف ومركز دراسة أراده أساقفة الكنيسة الكلدانية خصيصًا لهذا الغرض. اتخذ قرار إنشاء مركز الترميم والعرض الجديد من قبل الأساقفة الكلدان أنفسهم، الذين اجتمعوا يوم السبت 23 تشرين الأوّل الحالي في أربيل، عاصمة إقليم كوردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي، برئاسة البطريرك الكلداني الكاردينال لويس رافائيل ساكو.
سيُبنى المتحف في بلدة عنكاوا، ذات الغالبيّة المسيحيّة في أربيل، في مبنى مجاور للمعهد الإكليريكي البطريركي. وستشهد هذه المبادرة مشاركة مباشرة من الجماعة المحلية للآباء الدومينيكان الذين التزموا دائمًا بالحفاظ على الكتب والمخطوطات القديمة ودراستها، والتي تمثّل شهادة ثمينة لجذور الجماعات المسيحية الأصليّة ذات الأصل الرسوليّ في أراضي العراق الحالي.
وتمّ تقديم التراث الذي سيتدفق إلى المتحف في اجتماع الأساقفة الكلدان من قبل المطران نجيب ميخائيل موسى، رئيس أبرشية الموصل الكلدانيّة. وقبل أن يتولى رئاسة أبرشية الكلدان في المدينة التي احتلها عناصر تنظيم داعش الإرهابي، كرّس الأب نجيب معظم حياته لرعاية ودراسة المخطوطات والنصوص القديمة التابعة لكنائس الشرق القديمة والتي تم جمعها من قبل الآباء الدومينيكان.
كان الأب نجيب ميخائيل، المولود في الموصل عام 1955، مديرًا لمركز رقمنة المخطوطات الشرقية منذ العام 1990. وفي ليل 6 و7 آب 2014، هرب الأب ميخائيل مع آلاف المسيحيين من سهل نينوى إلى الشمال، نحو أربيل، آخذًا معه عددًا كبيرًا من المخطوطات والوثائق القديمة التي لا تُقدّر بثمن في شاحنة صغيرة. وفي السنوات التالية، أشرك الأب نجيب عشرات المهجّرين في أربيل في ترميم المخطوطات والكتب القديمة. وقد مثّل هذا المشروع تطورًا بالغ الأهمية لحماية التراث الثقافي في العراق.