الكنيسة: شعب اللـه المقدس

Khoranat alqosh9 نوفمبر 2021846 مشاهدةآخر تحديث :
المطران فيليكس سعيد الشابي
المطران فيليكس سعيد الشابي

القداسة:

لكل الاديان “كتب مقدسة”. ما يعني ان الاديان والشعوب تسعى نحو القداسة. وفي المسيحية يسعى المسيحيون ايضا الى القداسة، لارتباطهم باللـه القدوس، لذا ينبغي على الشعب ان يكون قديسا ايضا. وان كانت الكنيسة تسمى “عروس المسيح”، فيجب ان تكون العروس “قديسة” لارتباطها بقرينها “القدوس” ربنا يسوع المسيح.

شعب اللـه في الكتاب المقدس:

في العهد القديم يسمى الشعب اليهودي “بشعب اللـه المختار”. وهذا الشعب الذي اختاره اللـه، باختياره لابراهيم الذي خرج من “اور الكلدان” الى بلاد كنعان ليعبد اللـه الواحد، فصار ابا للمؤمنين. هكذا يطالب اللـه بني ابراهيم ان يكونوا شعبا قديسا “كونوا قديسين لاني انا الرب الهكم قدوس” (احبار 19: 2)، وعندما كان يخطأ اسرائيل وينقسم قلبه عن عبادة اللـه (الشرك)، فكان اللـه يعاقبهم ويطلب منهم التوبة والرجوع عن خطيئتهم والعودة الى حالة “القداسة”.

في العهد الجديد، اذ يبدأ يسوع بالبشارة فانه ينادي، كما نادى سابقه يوحنا المعمذان، بالتوبة كشرط جوهري لمغفرة الخطايا والقداسة “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” (متى 4: 17) . لقد احب يسوع كنيسته لدرجة بذل ذاته لاجلها. وكشرط اساسي للدخول في الكنيسة، يجب قبول العماذ: “تلمذوا جميع الامم وعمذوهم باسم الاب والابن والروح القدس” (متى 28: 19). فهو يعطي “القداسة” للمؤمن، شرط ان يحافظ عليها ويبتعد عن الزلات والخطايا.

وفي كتابات الرسل، هناك مديح لا ينضب لصفات الكنيسة، وايضا توصيات للجماعات المسيحية الاولى “الكنائس” بكيفية عيش سيرة مقدسة حتى امام الاظطهاد والظلم: “باركوا مضطهديكم، باركوا ولا تلعنوا” (رومية 12: 14).

كيف يعيش شعب اللـه القداسة؟

  • ان الكتاب المقدس هو دليل حياتي للمؤمن المسيحي، وبالاخص العهد الجديد الذي يحدثنا عن سيرة ربنا يسوع المسيح وكيفية السير في اثره في درب القداسة والطهارة.
  • بالمواظبة على اقتبال الاسرار كالعماذ والتثبيت والزواج ومسحة المرضى، وعلى وجه الخصوص وبصورة متواترة اسرار القربان المقدس والاعتراف او المصالحة مع اللـه “من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه” (يوحنا 6: 56).
  • الاسرة “كنيسة بيتية”: في عصر اخذت فيه التكنلوجيا والازمات الاقتصادية وجائحة كورونا وهموم ومشاغل الحياة الكثير من وقتنا… مع ذلك فلابد ان تصلي الاسرة في البيت، كان تقام صلاة الوردية مع الاب والام والاطفال معا. وان كانوا لا يتقنون اداء الصلاة، فيمكن ان يتابعوها على التلفزيون او على اليوتوب، وانشاد مع بعض التراتيل الروحية. بحيث ينموا ويتربى الاطفال على اجواء العبادة الروحية.
  • كما يمكن للاسر ان تطلب من كاهن الرعية عمل “سهرات انجيلية”، بحيث يزور الكاهن احدى العوائل، وهذه تدعو العوائل المجاورة والصديقة، ويتقاسمون فيها كلمة اللـه مع بعض، ويشرحها الكاهن لهم، ويجيب على اسئلتهم الدينية والحياتية وهمومهم المختلفة.
  • الاشتراك في الفعاليات والخدم الكنسية المختلفة: كالانظمام الى مجاميع الصلاة، وفرق الشبيبة، والشمامسة، وخدمة الكنيسة او الجماعة: كزيارة المرضى والفقراء والصلاة معهم…من هذه الروحانية العائلية تنمو ايضا الدعوات المكرسة الرهبانية والكهنوتية…
  • عيش الانجيل في الحياة اليومية: بعد ان يتربى المؤمن على الصوم والصلاة والعبادة الحق، وينشأ في ممارسة الفضائل والخدمة في جماعة الكنسية، هنا يبدأ المشوار الثاني، في ميدان الحياة العامة. ان نكون مواطنين صالحين في مجتمعنا وحيثما كنا، فنعمل بامانة واخلاص، ونكون مثالا في الاخلاق والاعمال الصالحة يحتذى منه الاخرون، كما تطلبه منا الكنيسة والانجيل، هكذا يكون “سلوكنا مقدس” في البيت والكنيسة والمجتمع ايضا.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!