باسل شامايا
في نهاية كل عام دراسي يتميز البعض من الطلاب والطالبات عن اقرانهم بالحصول على معدلات عالية مجتازين بها مرحلتهم الدراسية بتفوق .. ان هؤلاء الطلبة المتفوقين يسيرون منذ بداية السنة واضعين نصب اعينهم النجاح وقدتعتريهم الصعاب والمشقات لكنهم لا يتراجعون ولا يتوقفون عن المسير و خلال المسير يشخصون الخلل ان وجد ، فيعملون بكل جهد من اجل تصحيح ذلك الخلل ، ويتواصلون مع الحياة الدراسية بتفاؤل وأرادة ليكملوا مسيرتهم الى النجاح ، فيبرهنون بتفوقهم ان المثابرة والاصرار يؤديان بالنتيجة الى التألق والنجاح ، وفي المحصلة النهائية تتقدم ادارة المدرسة وعائلة المتفوق ومعارفه واصدقاءه بتقديم التهاني والتبريكات للمتفوق لحصوله على نتيجة قطف ثمارها في نهاية العام واستحق عليها الثناء والتقدير والاحتفال ، حيث يشكل ذلك حافزا مشجعا له ولأمثاله من الطلبة المتفوقين لكي يبذلوا المزيد من السعي والجد للحصول على نتيجة افضل بل ويمنح الفرصة ايضا لبقية الطلبة للاجتهاد والالتزام بالدراسة بشكل يومي ، وهكذا يبقى التفوق ملاصقا للطلبة المتميزين خلال حياتهم وفي مختلف مراحلهم الدراسية .. و طبقا للمثل القائل ( من جد وجد ومن زرع حصد ) تميز الطالب المجتهد مار مياد بتوزا من بين زملائه الطلبة بمتابعته المستمرة وحرصه الشديد على الدراسة حتى اظهر خلال العام الدراسي من الجد والمواظبة ما جعله مؤهلا اليوم ليمثل مرحلته في ثانوية القوش للبنين بالتفوق . المتفوق مار من مواليد بغداد 2007 ينتمي الى عائلة معروفة في القوش مسقط رأس والده الذي غادر بغداد عام 2005 متوجها الى بلدته بعد ان اشتد الوضع الامني سوءا في بغداد واستقر في القوش مع شريكته السيدة الفاضلة عذراء بطرس قودا وولديه مار وشقيقه الاصغر .. انهى مار دراسته الابتدائية في مدرسة ابتدائية القوش الاولى للبنين وحصل على معدل 94/3 في الصف السادس الابتدائي اما في ثانوية القوش للبنين فقد حصل على معدل 95/9 مرتبته الاول على مرحلة الاول متوسط .. يقول مار ان معدل دراستي خلال النهار بين ساعة وساعتين وفي حالة تهيئته للامتحان يبقى ملازما غرفته متفرغا للدراسة ما يقارب ثلاث ساعات وسألته عن الذي يتابعه خلال دراسته قال : أبي وامي يتابعاني وفي اغلب الاحيان اعتمد على نفسي .. فقط في الحالات الصعبة التجئ الى احدهما لمساعدتي .. وعن هواياته وكيفية قضاء وقت فراغه قال : انا اهوى السباحة ورياضة كرة القدم ومشاهدة افلام اجنبية وقضاء وقتا ممتعا في مشاهدة العاب الكترونية وحول الدراسة في العام الحالي سألته عن رأيه بالدراسة الالكترونية عبر الانترنيت قال : لا افضل الدراسة عبر الانترنيت بل الدراسة التي اعتدنا عليها في شرح الاستاذ بشكل مباشر .. وعن المعاناة في المدرسة والتدريس قال : لا نعاني من اي شيء في الدراسة والتدريس بل الكادر التدريسي عموما كان جديرا بايصال المادة الى الطلبة بشكل سليم . وعن كلمته التي يوجهها الى زملائه الطلبة قال : يجب ان نستفاد من تجربة العام الماضي ونعمل جاهدين للاستفادة من الاخطاء التي كانت سببا في هبوط المستوى الدراسي اطلب من زملائي ان يثابروا ويحضروا واجباتهم منذ بداية العام وكما قال بلغة الام ( حزقي كياناي ) شدو من عزمكم لكي تقطفوا ثمارا طيبة .. وفي كلمته الاخيرة شكر الهيئة الادارية على اهتمامها واحتضانها للطلبة المتميزين وتشجيعهم على الدراسة والتفوق وتمنى انتهاء ازمة كورونا لتعود الحياة الى مجراها الطبيعي وتفتح المدارس ابوابها دون كمامة وكفوف . وكان لعائلة المتفوق كلمة شكر حيث قال والده : جزيل الشكر والامتنان لحضوركم ورعايتكم للطلبة المتفوقين نامل ان تتواصل هذه المبادرة القيمة لانها تشكل حافزا للاجتهاد والمواظبة ، نتمنى ان تزول هذه الغمامة القاتمة عن سماء وطننا العزيز لتعود البسمة الى شفاه جميع الناس خصوصا اطفالنا الاحبة وهكذا اثنت السيدة عذراء والدة المتفوق على كلام وتمنيات الاخ مياد . وفي الاخير اقول للعزيز مار تمنياتي لك في القادم من الايام كل النجاح والتالق في مشوارك الجديد ولتكن على علم ودراية بأنك لا يمكن ان تحقق الاشياء المفرحة في حياتك الا بالسعي والاجتهاد والسهر الدائم وذلك يعتمد على قوة العزم والارادة .