الى ابناء ابرشية القوش وتوابعها العامرة
قام المسيح … حقا قام
ونحن نواصل مسيرة عيش التدبير الخلاصي في محطاته المنيرة قد بلغنا الى قمة هذه التدبير ومركزه، قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الاموات. ان القيامة هي اساس ومركز الحدث الفصحي بمجمله. انها نقطة ارتكاز الاحداث التي سبقتها والاحداث التي تليها. لقد توجه التاريخ كله منذ بداية الخليقة ومن ثم تاريخ الخلاص منذ دعوة ابينا ابراهيم مرورا بالتجسد وحياة يسوع الارضية وموته الى هذه اللحظة التي بها قام من بين الاموات. ومن هذه القيامة اكتملت الاحداث الخلاصية الاخرى من صعود وعنصرة والتبشير بالانجيل. التاريخ منذ القيامة موجه بنورها لكي تكتمل قيامة العالم بأسره كما قام المسيح. ونحن اليوم نحتفل بهذه المحطة المركزية من تاريخ الانسانية وخلاصها نحاول ان نجسد في حياتنا مفاعيلها الخلاصية. لقد قام المسيح وهدم جدار الفرقة بين الاخوة. لكي نكون فعلا ابناء القيامة يلزم ان نسمح لمفاعليها ان تتجسد في حياتنا من خلال الوحدة والاتفاق ونبذ الخلافات واحترام التنوع وحرية الفكر. نستطيع ان نكون كثيرين بمواهبنا وتوجهاتنا، ولكن واحد بأيماننا والتزامنا الاخلاقي. القيامة تتجسد فينا عندما نمتلك الفرح الداخلي بالرغم من الازمات والمصاعب التي تواجهنا، القيامة تنمي فينا الرجاء الذي لا يخيب. ان نجسد القيامة يلزمنا ان نظهر مفاعليها في حياتنا اليومية التي لا تخاف من الواقع، والتي تلتزم دوما بالتجمع حول يسوع القائم من بين الاموات في يوم كل احد من الاسبوع في القداس الالهي. لنوجه حياتنا على ضوء القيامة لانها اشارة ودليل يقودنا في طرق هذا العالم لكي لا نتيه وننتهي في الضياع. القيامة هي التزام بالايمان والعائلة والارض والثقافة والسلوك المتحضر، لنستعيد معنى القيامة في حياتنا عندما نقدس ما يستحق التقديس من علاقات ومباديء، وان نتخلى عن توافه الامور التي نبالغ في الكثير من الاحيان في تقديسها. قام المسيح وهذه هي الحقيقة الخالدة التي اذا ما عشناها سنكون قائمين معه.
لتكن ايامنا جميعها قيامة ولنصرخ ونقول: قام المسيح حقا قام
القوش 16 نيسان 2022
المطران المطران
مار ميخائيل مقدسي مار بولس ثابت مكو
