لا تلقوا بجواهركم أمام الخنازير
علينا أن ننتبه. قال ربنا يسوع المسيح: “لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.” (مت 7: 6).
إن الجواهر والدرر والمقدسات التي يقصدها مخلصنا يسوع المسيح هي كرامتنا، وحياتنا، وخصوصيتنا، وأجسادنا أيضاً. هناك غرباء عن حياتك اليوم، لا يحق لهم أن يطلعوا على خصوصيتك، غرباء عن أخلاقك ونظرتك، فكرهم آخر، ليس لهم حق شرعي على أجسادكم، ممن لا يحق لهم مهما كانوا استخدام جسدك أو جسدكِ. ولكن مع هذا التهور الذي تشجعه أساليب التواصل الاجتماعي، يندفع البعض لإلقاء أجسادهم أمام الشهوانيين المتعطشين للاستمتاع بالنظر إلى خصوصية الآخرين، وخاصة النساء اللواتي يقعن ضحية لمن يستغلهن جنسياً، ومن خلال طرق التواصل الاجتماعي، يتسللون إلى حياة من يسمح لهم. لا يقدم هؤلاء الباحثون عن المتعة الجنسية الحب لك، ولا تلك التي تقبل بأن تخون زوجتك تريد خيرك، ولكن اعلموا أنهم أسوأ من الخنازير التي تدوس كل شيء، فهم يدوسون كرامتكم ويلوثون أجسادكم ويسحقون كل جميل فيكم، لاجل إشباع رغبتهم الأنانية لا غير. ثم يعودون ليُشهِروا بكم ويفضحونكم، أي كما يقول يسوع: يدوسون على جواهركم، ثم يعودون ليمزقونكم. يقول القديس أوغسطين: “لا تبدل الحياة الأبدية بشهوة وقتية”.
يوجد في كل حين الوقت لإعادة مراجعة الحياة والحسابات، خلاصك الأبدي أهم من التمرغ بالطين لإشباع رغبات وقتية يمكن أن تستخدم بطريقة أفضل وبطريقة مقبولة ومقدسة، وليس بطريقة مرفوضة.