وفي مقتطف من المقابلة التي نُشرت على قناة Univision Noticias على موقع الـ YouTube، يركز البابا فرنسيس بشكل خاص على ظروفه الصحية وعلى الشائعات التي انتشرت، في الأسابيع الأخيرة، حول تخلّيه عن الخدمة البطرسيّة. قال البابا: “في الوقت الحالي لا أشعر أن الرب يطلب مني ذلك، ولكن إذا شعرت أنه يطلب ذلك فنعم”. ووصف بالصدفة، واقع ذهابه إلى منطقة L’Aquila حيث دفن البابا شيليستينوس الخامس، خلال أيام الكونسيستوار القادم في نهاية شهر آب أغسطس.
وبشأن حالة ركبته، شدد البابا فرنسيس على أنه حتى لو كان يشعر بأنه “محدود”، لكنّه “يتحسن”. وأضاف أن الرحلة إلى الكونغو “بالتأكيد” لم يكن بإمكانه القيام بها في ذلك الوقت وقال: “لم تكن لدي القوة، أما الآن بعد عشرين يومًا، فهناك هذا التقدم”. وأعاد التأكيد في هذا السياق على “المثال العظيم الذي قدّمه البابا بندكتس السادس عشر” والذي سيساعده على “اتخاذ القرار” إذا لزم الأمر. وتحدث أيضًا عن “تعاطفه الكبير” مع البابا الفخري، الرجل الذي يعضد الكنيسة بصلاحه واختلائه للصلاة. وأكّد أنه يشعر بالسعادة في كل مرة يذهب فيها لزيارته في دير “Mater Ecclesiae“.
رداً على سؤال حول إمكانية وجود قوانين حول شخصية البابا الفخري، لاحظ البابا فرنسيس أن “التاريخ نفسه سيساعد على تنظيم أفضل”، لقد “سارت التجربة الأولى بشكل جيد للغاية”، لأن بندكتس السادس عشر “رجل قديس وحكيم”. لكن بالنسبة للمستقبل، “من الأفضل تحديد الأشياء بشكل أفضل أو شرحها بشكل أفضل”. وفيما يتعلق باحتمالية تخلّيه عن الخدمة البطرسيّة، أجاب بأنه لن يذهب إلى الأرجنتين، وقال “أنا أسقف روما، وفي هذه الحالة سأكون أسقف روما الفخري”. وفي حال تمَّ ذلك قال إنه ربما سيذهب إلى مقر الأسقفية في بازيليك القديس يوحنا في اللاتيران. وتذكر البابا في هذا السياق أنه، قبل الكونكلاف، كان قد أعدَّ تقاعده كرئيس أساقفة فخري لبوينس آيرس. فبالنسبة له، كان من الأساسي أن يذهب لكي يزور المرضى ويمنحهم سرَّ الاعتراف. كان من الممكن أن يكون هذا “عمله الرسولي” أن يكون في خدمة الناس أينما كان، وقال هذا ما كنت أفكّر به في بوينس آيرس.
في المقابلة، التي نشرتها بالكامل Televisa Univision، لم يتوانى الأب الأقدس عن معالجة العديد من قضايا الساعة ومن بينها الوباء، متذكرًا وقفة الصلاة في ساحة القديس بطرس في ٢٧ من آذار مارس عام ٢٠٢٠. ثم قدّم تأمّله حول الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أنه من الضروري بالنسبة له أن نتحدّث عن “البلد الذي يتعرض للهجوم بدلاً من أن نتحدّث عن المعتدين”. ثم أكد عزمه على لقاء البطريرك الروسي كيريل في أيلول / سبتمبر في اللقاء بين الأديان الذي سيعقد في كازاخستان. وإذ ذكّر بمأساة دول قلبها العنف رأسًا على عقب – مثل اليمن وسوريا – أكد البابا فرنسيس أن ما نشهده هو “حرب عالمية ثالثة تُشنُّ على مراحل” وأن الأسلحة النووية “غير أخلاقية”، كذلك حيازتها وليس فقط استخدامها.
بعدها أعاد البابا فرنسيس التأكيد مجددًا على إدانته للإجهاض، لأنه من غير العدل تمامًا القضاء على حياة بشرية وهذا يمكن التأكيد عليه “انطلاقًا من البيانات العلمية” التي لا يمكن التفاوض عليها. وحول القضية في الولايات المتحدة، بعد قرار المحكمة العليا بإلغاء الحكم على الحق في الإجهاض، أشار البابا إلى الاستقطاب السائد في البلاد، مؤكداً أنّه على الرعاة أن يهتموا دائمًا بالبعد الرعوي وإلا فستولد مشكلة سياسية. وإذ سُئل حول كيف يجب أن يتمَّ التصرُّف، في حالة رجل دولة كاثوليكي يدعم الإجهاض، قال البابا فرنسيس “أتركه لضميره، فليتحدّث مع أسقفه، مع راعيه، مع كاهن رعيته حول هذا التناقض”. ومن الولايات المتحدة إلى كوبا، عبَّر الأب الأقدس عن حبه للشعب الكوبي وأساقفة البلاد. وأكد في هذا السياق أنه كان لديه أيضًا علاقة إنسانية مع الرئيس السابق راوول كاسترو، معربًا عن ارتياحه لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والولايات المتحدة، في وقت رئاسة أوباما.
ختامًا تحدّث البابا أيضًا عن انتظاراته من الزيارة القادمة إلى كندا تحت شعار المغفرة عن الشر الذي تمَّ ارتكابه في الماضي، ثمَّ كز أخيرًا على مأساة قتل النساء، وأشكال العبوديّة الجديدة، ولاسيما على آفة الانتهاكات الجنسيّة في الكنيسة. وأشار الأب الأقدس في هذا السياق إلى التأثير الذي أحدثته الفضائح في الولايات المتحدة، مستشهداً بشكل خاص بتقرير بنسلفانيا وقال “لقد تم الكشف عن القدر”، أعترف بأن “الكنيسة قد أصبحت اليوم أكثر وعيًا حول الانتهاكات الجنسيّة التي هي جريمة بشعة، وأضاف إنَّ الكنيسة لديها “الإرادة للمضي قدمًا” ولكي لا تبقى “شريكة” في هذه الجرائم.