العين الرياضية – ليث الكاتب/ شابة من بلدة القوش الواقعة عند أطراف محافظة نينوى شمال العراق، تخترق رياضة شاقة دون أن تضع في حساباتها أنها ميدان اشتهر فيه الرجال أكثر من النساء، لما يتطلب من جهود وقدرات بدنية كبيرة.
دينا فؤاد، بطلة رياضية لم يمنعها غياب الدعم ونظرة المجتمع صوب امرأة تهوى رفع الأثقال وإبراز العضلات، في هواية قد تتناقض مع مفردات الرقة وكثير من الصفات التي تمتاز بها النساء.
بدأت فؤاد حكايتها مع عالم القوى البدنية منذ طفولتها، متأثرة بوالدها الذي كان متعددا في ممارسة أصناف مختلفة من الألعاب الرياضية، حتى نمت وكبرت معها باجترار الزمن وتقادم العمر.
هوس منذ الطفولة
دينا فؤاد فتحت قلبها لـ”العين الرياضية” وقالت إنها مهووسة بالرياضة بشكل عام، حيث كانت تجلس لمراقبة والدها وهو يجري تمارين الرياضة، وقد وعدته وهي في عمر لم يتجاوز الـ7 سنوات، أن تكون بطلة يوماً ما.
في عام 2016، كانت فؤاد تخط أول مسارها نحو الإفصاح عن رغبتها وهوايتها بعالم القوة والأوزان، حين التحقت بعضوية قاعة رياضية مختصة بألعاب القوى البدنية عند مسقط رأسها في القوش.
أسرتها تلك الرياضة وتعلقت بها حتى باتت تتدرب يومياً نحو 6 ساعات في جهد استمر شهور بعد أن وضعت حلمها، لتكون رقماً مهماً في تلك اللعبة.
احتياج المرأة الشرقية
وعن اختيارها لتلك اللعبة دون غيرها، تقول ” المرأة وخصوصاً الشرقية تحتاج إلى ذلك النوع من الرياضات أكثر من المجتمعات الأخرى، كون أن هنالك استضعاف للنساء سواء داخل البيوت أو خارجها، وهنا تأتي أهمية وضرورة ذلك الخيار”.
وأضافت: “لسنا ضعيفات أو غير قادرات عن حماية أنفسنا، ولكن نحتاج إلى فرصة لإثبات ذلك وقد حققتها والحمد لله”.
بعد جهد كبير ومثابرة متواصلة، استطاعت فؤاد أن تكون مساعد مدرب القاعة التي دخلتها بعد أن خضعت لدورات عديدة وعلى حسابها الشخصي لتطوير مهارتها في ذلك الجانب.
الكابتن دينا فؤاد
بعد ذلك نالت شهادة معترف بها من قبل اللجنة الأولمبية، تؤكد جدارتها وتجيز لها الممارسة بشكل معتمد ورسمي.
خاضت الكابتن، كما يطيب لها ذلك الوصف والتسمية، العديد من البطولات على المستوى المحلي والوطني، كانت الأولى في أربيل، حصدت في أغلبها المركز الأول، مما أعطاها الثقة الكاملة في مشاركة خارجية ضمت متنافسين من مختلف دول العالم.
عن تلك التجربة تحدثنا اللاعبة العراقية ذات الـ24 عاماً، قائلة: “استطعت أن أنال لقب البطولة التي جرت في أرمينيا بعد تحقيق رقم قياسي بوزن 165 كيلوجراما، مما أهلني للفوز والتغلب على متنافسات من بلدان عديدة، بينها إيران وأوكرانيا وروسيا”.
الانضمام لمنتخب العراق
وعما إذا كانت تود الانضمام إلى منتخب العراق لألعاب القوى البدينة، توضح دينا: “لا توجد رعاية حقيقية ودعم كافي من الهيئات الإدارية المعنية، حيث اعتدت ومنذ سنوات على الاعتماد على ذاتي في توفير كل الاحتياجات اللازمة، من أجهزة ومعدات تدريب ومكملات غذائية وغيرها، كما أن الخيار الذي توفره القوى البدنية يسمح لك بتمثيل البلاد منفرداً أو ضمن وفد رسمي “.
وعن طموحها وغاية الأمنيات، تختتم دينا فؤاد حديثها: “ليس للطموح نهاية والغايات مفتوحة ومتوالدة، لكن ما يجول في خاطري الآن هو تحقيق المزيد من الألقاب العالمية، فضلاً عن التميز في مجال التدريب بما يسهم في صناعة لاعبات يرفعن اسم البلاد عاليا في تلك اللعبة”.