عصاك وعكازك هما يعزيانني
غبطة ابينا البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو كلي الطوبى، سعادة السفير البابوي في العراق، السادة الاساقفة الاجلاء، الاباء الكهنة والراهبات، السادة المسؤولين الرسميين والشيوخ والوجهاء في الدولة والاحزاب السياسية الكرام مع حفظ الالقاب. الاخوة المؤمنين
بعد الشكر للثالوث الاقدس، اقدم شكري لغبطة ابينا البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو الذي تجسم عناء السفر ليترأس هذه المراسيم. شكرا لحضوركم وصلاتكم ودعمكم. كما اقدم جزيل شكري لسعادة السفير البابوي متيا ليسكوفار على حضوركم ومن اجل كل ما تقومون به لكنيستنا وابرشيتنا. اقدم جزيل شكري لاخوتي السادة الاساقفة حضوركم سند لنا. شكر وتقدير كبيرين اقدمه لسلفي الذي دبر هذه الابرشية لاكثر من واحد وعشرين سنة المطران ميخائيل مقدسي. نصلي من اجلكم في مهمتكم الجديدة وستبقى مكانتكم في هذه الابرشية مكرمة مستفادين من خبرتكم ونصحكم الابوي.
ما تجمعنا لاجله وقمنا به من مراسيم قد تبدو غير مالوف لبعضكم، وذلك لانها مراسيم تقام كلما كان هناك اسقف جديد يستلم مهمة خدمة وتدبير ورعاية هذه الابرشية او المقاطعة الكنسية. هذه الرتبة برمزيتها تحمل معاني ومسؤوليات علينا تجسيدها وتحملها وعيشها بأمانة وصبر ومحبة متفانية. لقد وضع كرسي الاسقفية هنا في اقدس مكان من هذا البناء ليكون قريبا من حضور صاحب هذا المكان وربه، يسوع المسيح. وضع هنا لكي يستطيع الاسقف ان يرى بصورة اوضح كل ابناء شعبه، لكي ينظر اليهم كما ينظر يسوع المسيح الى كل شخص وعلى وجه الخصوص ذلك المحتاج والبعيد. كرسي الاسقف يجاور الصليب لكي يصبح معنى الصليب منطقا يعمل به الاسقف دوما. اما العكاز الذي تقلدته اليوم والذي يشير الى المهمة الراعوية التي يكون الاسقف رأسها، هو وسيلة للخدمة وبه ساتذكر دوما مهمتي التي هي التوجيه والتدبير، الراعي يبرز عصاه ضد هجوم الذئاب، والاسقف له عصا يبرزها بوجه ذئاب الجهل والفقر والافكار الهدامة والشقاق والفرقة وكل ما يشوه صورة الانسان وكرامته. نعم نحن ندافع عن ايماننا وايماننا يعلمنا ان ندافع عن كرامة كل انسان مهما كان. بهذه المناسبة المهمة التي بها اتقلد مهمة تدبير هذه الابرشية العريقة على خطى ابائها واساقفتها الذين خدموا ودبروا من قبل، اود ان اوجه ثلاثة نداءات سأبني عليها عملي الراعوي وبرنامجي الاسقفي.
اولا: اوجه دعوتي الى كل ابناء ابرشية القوش، الموزعين على هذه القرى والمراكز الثمانية. دعوتي لكل يلتفوا حول المسيح الذي اختار المؤسسة الكهنوتية وعلى رأسها الاسقف لتكون فاعلة بأسمه ومقدمة حضوره من خلال خدمتها المقدسة. ليكن التفافنا حول المسيح قوة تنشط التزامنا الايماني والاخلاقي، قوة تساعدنا لنتضامن مع بعضنا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا، لنتضامن لكي يكون فعل محبتنا قويا واضحا فعالا. ما يجمعنا يا ابناء ابرشيتنا العزيزة هو المسيح فأن ابتعدنا عنه ارتخت اواصر وحدتنا. اسقفيتي هي مرافقة واخوة وابوة لكم.
ثانيا: اوجه ندائي الى كل من يقاسمنا الارض في حدود هذه الابرشية وهذه المنطقة، اخوتنا في الانسانية والوطن، اخوتنا من المكونات الدينية والاثنية الاخرى. لقد تعايشنا قرونا طويلة ونضج فينا وعي يقوم على احترام خصوصية كل مكون وارضه. توجد حدود بيننا ولكنها ليست حواجز، حدود تقوم على احترام خصوصية المجتمع والارض والعادات، انها حدود كريمة موصى بها. اخوتي ابناء المنطقة جميعا: لنتضامن من اجل ازدهار هذه المنطقة التي عانت التهجير والحرب والدمار، لنتعاون لكي نجعل مجتمعاتنا سعيدة وحياتها كريمة، كل من موقعه وحسب دوره ومكانته ووظيفته. لقد كانت التضحيات والخسائر كبيرة من قبل الاهالي الذين هجروا ولكنهم اصروا على البقاء والعودة الى ارضهم. لقد صمدنا بوجه من اراد تدمير منطقتنا وتهجيرنا ولكن تحملنا هذا رغم الخسارات الفادحة، لنثبت اذن على مباديء الاخوة والتعاون واحترام الخصوصية والجيرة.
اما ندائي الثالث فاعتبره صدى لنداءات غبطة ابينا البطريرك الذي سعى في كل المناسبات التي طالب بها ايجاد الحلول لمناطقنا هذه وما عانته من ويلات التهجير والخراب والحرب. اوجه ندائي الى كل السادة المسؤولين في حكومة محافظة نينوى واقليم كردستان، اداريين وسياسيين وامنيين. لستم غريبين، لا بل الكثيرين منكم هم من ابناء هذا المنطقة وتعرفون حجم المعاناة التي يعيشها اهالي هذه البقعة من سهل نينوى. بالتعاون والتنسيق نطمح ان نرى مواطنينا يتنعمون بعيش كريم،. لقد كانت تضحيات الجيش العراقي وقوات البيشمركة كبيرة. كانت الدماء التي روت هذه الارض هي من اجل ان يعيش ابناء الارض نفسها حياتهم بكرامة وحرية.
في الختام اقدم عبارات الشكر والامتنان لكم جميعا لحضوركم مراسيم التنصيب هذه، حضوركم هذا دعم معنوي كبير يساعدنا لكي ننطلق في خدمة كنيستنا واهلنا ومجتمعنا ووطنا. شكر كبير لكل من تعب في الاعداد والتحضير لهذه المراسيم، شكرا لكل من دعمنا ويدعمنا ويسندنا. اشكر الاباء الكهنة الذين خدموا بتفان هذه الابرشية. كما اشكر اللجان الابرشية والخورنية المالية والراعوية والتعليم المسيحي لخدمتهم في هذه السنوات الصعبة، ليحفظكم الرب ويحل عليكم بركاته وسلامه وشكراً.