منذر حبيب كلّه
القوش في 2 تموز 2016
المقدمة ” اسماء تاريخية لمناطقنا وأرضينا وحتى جبالنا لاننتبه اليها بل قد نجهلها ولانعير لعا اهمية وتذكر ومنها ( جبل قند ) الذي ينتشر مستعرضا شمال سهل نينوى وهو من الجبال الصغيرة وقليلة الارتفاع والتي لايتجاوز ارتفاعه 450 م عن مستوى سطح البحر ،
يقع جبل قند جنوب بلدة القوش مسافة (8 كيلومتر) تقريبا ويمتد من الشرق الى الغرب موازيا لجبل القوش تقريبا ، وهو عبارة عن سلسلة من التلال الجبلية والاراضي المتموجة التي كانت تزرع قسم منها بالطرق البدائية المعروفة ومرتفعات وكنود ومروج صغيرة المساحات مستوية نوعا ما بالاضافة الى ضفاف الوديان وحوض نهر الخوصر الذي يتقاطع معه ويمر من خلاله متعرجا كمسير الحية بين الاحراش . يمتد الجبل من قرية ديرستون ( ضفاف بحيرة سد الموصل ) غربا الى اقدام سفح جبل مقلوب شرقاً ، ويبلغ طوله 50 كيلومتر تقريبا ، ويبلغ عرضه مابين ( 1 الى 5 كيلومتر في بعض المناطق ) .
يتكون الجبل من اراضي مختلفة ( صخرية ، حجرية ، كلسية ، معادن ، زراعية ، وأخرى ) ، كما ان الجبل غني بالمعادن والنفط الاسود في باطنه حسب التنقيبات التي اجريت في مناطق متفرقة منه ومنها حقل القوش الواقع في المقاطعة 67 القوش الجنوبية والذي تم حفر بئر نفطي بداخله في السبعينات من القرن الماضي الا انها تركت ولم يتم تجديدها .
عند البحث عن خواص هذا الجبل عن طريق الكشف على مقطع منه أو مساحة معينة نلاحظ اختلاف في تكوينه بين مسافة واخرى في نفس الموقع او المنطقة ، فان الجبل بشكل عام عبارة عن تلال عالية و مناطق تتفاوت بين اراضي صخرية لايمكن زراعتها وأخرى زراعية متموجة نوعا ما يمكن زراعتها بمحاصيل الحنطة والشعيرحيث كانت سابقا تزرع بالطرق البدائية وكذلك يمكن زراعتها باشجار الغابات والمراعي الطبيعية وفعلاً تم إنشاء مزرعة للزيتون في كنود القوش ، ولايخلو الجبل من عيون منتشرة هنا وهناك وفي بعض الوديان يلاحظ المياه السطحية ظاهرة فوق سطح التربة متجمعة او راكدة وما ان يحاول الفلاح حفر بضعة امتار حتى يكون باستطاعته الحصول على بئر سطحي . وكذلك هناك حاوي نهر الخوصر الخصب الذي يقطعه مسافة تزيد على خمسة كيلومتر في المنطقة الواقعة بين القرى ( عين بقرة وداشقتان وكرماوة وسندانك وكلاتة فرحان ) ، كما ان جبل قند يتخلله الكثير من الوديان التي تمتد باشكال مختلفة من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب، وكذلك تشكل العيون المتناثرة في ربوعه مصدرا مهما للمياه ، وفي هذا الجبل تتواجد الكثير من القرى التي اقيمت منذ ازمنة بعيدة دلالة على غنى هذا الجبل فبالاضافة الى القرى التي ذكرتها اعلاه هناك قرى اخرى وهي ( دير ستون ، حتارة كبير ، دوغاة ، ماكنان ، سريشكة ، خوشابا ، النفيرية ، النركزلية ، الشيخ ملوان ، ركابة حمدان ، طاق حرب ، طاق ميكائيل وكاني ساردك وكداد ). ومن الملاحظ ان المقاطعات الزراعية الخاصة بتلك القرى قد تم تثبيت مواقع الاراضي الصخرية الغير قابلة للزراعة والتي هي جزء من مساحة وامتداد الجبل .
ان انتشار تلك القرى بين ثنايا الجبل تجعله آهلا بالسكان الذين يعملون في المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ، فكما قلنا لايخلو الجبل من مساحات صالحة للزراعة
وكذلك المراعي الطبيعية التي تعتبر المصدر المهم للمحافظة على القطاع الحيواني من الابقار والاغنام والماعز في تلك القرى .
تتكاثر الطيور والحيوانات البرية المختلفة في الجبل وبين اخاديد وديانه ومرتفعاته وكهوفه الكثيرة وقرب العيون ومن تلك الحيوانات الارانب و الغزلان ، أما الغزال الذي كان موجوداً بكثرة قبل عدة سنوات الا ان الصيد الجائر حدد من اعدادها في الوقت الحاضر والتي قد لاتتجاوز العشرات على طول الجبل ، تلك الغزلان التي كانت تنتقل بين جبل قند وجبل القوش والسهول المجاورة وحسب المواسم والرعي والتكاثر ، ونقلا عن الآباء والاجداد كانوا يشاهدونها بين حقول البطيخ والترعوز وعباد الشمس صيفا وفوق المروج والمرتفعات ربيعا وخريفا .
جبل قند يعتبر محمية طبيعية جيدة في اجزاء كثيرة منه اذا ما تم تطويره واضافة بعض المستلزمات الخاصة بالمحميات كالسياج .
استخدم الانسان المرمر والصخور الموجودة بكثرة والقريبة من سطح التربة لصناعة مادة البناء ( الجص ) حيث تكثر اليوم آثار مواقع تلك المقالع والتي كانت موجودة وكذلك كان يتم صناعة مادة الجص في نفس الموقع او يتم نقلها بواسطة الحيوانات قديما وحديثا بالمركبات ويقومون بعمل ( كور ) وهي طريقة بدائية لصناعة الجص او الخرسانة بالتسخين .
الفائدة الاقتصادية للجبل :
نظرا للمساحات الواسعة للجبل وموقعه واراضيه المتموجة وتلاله التي يمكن وصفها بالمنخفظة وسهولة التنقل بين القرى الموجودة بين مروجه لوجود طرق ميسمية قديمة من الممكن استغلال جزء من اراضيه للسكن عن طريق بناء المجمعات وكذلك اقامة المدن الصناعية اسوة بتلك الموجودة في الدول الصناعية وكذلك تخصيص اراضي لإقامة
المشاريع ذات المنافع المختلفة بالاضافة الى كون الجبل بحد ذاته يطوف على بحر من النفط والذي يساعد الجهات الصناعية في اقامة المشاريع المتعلقة بالصناعات النفطية ،
ان استثمار الجبل في تلك المشاريع المقترحة يساعد الدولة في التخلص من عقدة ايجاد اراضي صخرية غير قابلة للزراعة لاستخدامها في المجالات الصناعية .
ان الفحوصات المختبرية التي اجريت على مواقع معينة اثبتت صلاحية التربة في صناعة الطابوق الخاص بالبناء والذي قد يساعد في سد الحاجة المحلية للمنطقة وتوفير الانتاج الوطني والاستغناء من الاستيراد .
كذلك انتاج مادة الجص والجبس الذي يستخدم في البناء في اقامة معامل حديثة .
نظراً لتجمع مياه الامطار القادمة من جبل القوش والتقاء الوديان ونهر الخوصر وجدول سندانك في مناطق محددة يمكن اقامة سدود صغيرة او متوسطة الحجم والمساحة وتساعد خاصية الاراضي الصخرية التي لم يتم امتلاكها للأغيار والتي تعتبر معظمها اراضي مملوكة للدولة ومتروكة فلا يوجد اية موانع او مشاكل ومتعلقات بالملكيات الخاصة في حالة انغمارها بالمياة التي تخصص للسدود فيما اذا قررت الدولة اقامتها .
جبل قند
Comments تعليق واحد
Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
إضافة الى ماتم ذكره الأخ العزيز منذر حبيب گله في 2016 عن القوش الحبيبة وجبل قند جنوبا ، هناك دراسة جيوفيزيائية لمنطقة قند – القوش قبل اكثر من ٥٠ سنة ، وهناك بئر نفطي قند-١ ، مقفل ومتروك لظروف معلومة ولحد اللحظة ، وقد حاولت قبل سنوات وضمن اختصاصي في القطاع النفطي أن يتم إحياء هذه المنطقة النفطية والثروات الطبيعية على تطوير المنطقة وإجراء مسوحات زلزالية بالبعدين 2D وبالابعاد الثلاثة 3D والطلب الى شركة الحفر العراقية عن طريق نفط الشمال على إجراء إستصلاح البئر قند- ١ وإعتمادا على أجهزة الحفر المتوفرة وإستخدام التقنيات الحديثة والبرامج المتطورة أسوة بالحقول النفطية والغازية في المحافظات قاطبة
ومن الله التوفيق للجميع
أخوكم
الخبير النفطي المتقاعد