اسي مينا – سهيل لاوند/ تحتفل كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك في الموصل يوم الجمعة المقبل 28 أبريل/نيسان الحالي بمرور 160 سنة على تشييدها، تزامنًا مع تدشين الكنيسة بعد الانتهاء من ترميمها. ومن المتوقع أن يترأس الاحتفال رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك يونان مبارك حنّو.
وقد استغرقت إعادة الإعمار والتجديد قرابة الخمس سنوات (2018-2023)، وتميّزت بأنها أعادت إلى الكنيسة رونقها القديم من خلال المحافظة على فنّها المعماري، كما خرجت من أيدي بنّائيها الأوائل. وقُسّمت أعمال الترميم إلى ثلاث مراحل هي الآتية:
المرحلة الأولى (2018-2021)
بعد تحرير الموصل، احتُفل بالقداس الإلهي على أنقاض كنيسة مار توما في 3 يوليو/تمّوز 2018 لتكون أوّل كنيسة تفتح أبوابها في الجانب الأيمن من المدينة، وليكون هذا اليوم نقطة انطلاق حملة إعادة الإعمار، فكانت البداية مع ترميم السطوح والمذابح وقبّة الكنيسة ورفع الصليب عليها واستحداث أيقونات بدلًا من تلك المسروقة.
وبالرغم من جائحة كورونا، لم تتوقف أعمال الترميم، فأُعيد صبّ السقوف الخرسانيّة التي انتُزعت من تنظيم داعش بحثًا عن الحديد، فضلًا عن عمليّة طلاء شاملة لمبنى الكنيسة وتجهيز صحنها بثلاثين مقعدًا. كما أُعيد صنع الأبواب والنوافذ الخشبيّة ومنبر الوعظ ومنصّتي القربان والإنجيل وجرن العماد، ونُصِبَت ثلاث ثريّات.
المرحلة الثانية (2021-2022)
بدأت هذه المرحلة بصيانة جذريّة للخيمة المرمريّة فوق المذبح الوسطي، تلتها عمليّة رفع المرمر من أرضيّة الكنيسة للوصول إلى الأسس وإبراز قواعد الأعمدة التي طُمِرَت في العام 1959. ثمّ كُسِيَ الجناح الأيسر بالرخام، وأُعيد تشييد الأعمدة النصفيّة مع الأقواس التي تعلوها. وبعد الانتهاء من إمدادات الأسلاك الكهربائيّة والصوتيّة، بدأت عمليّة رصف المرمر القديم المطعّم بالجديد.
وكان يوم 18 سبتمبر/أيلول 2021 مميّزًا إذ أخذ الناقوس الذي جُلِبَ من لبنان مكانه، وقُرِعَ بعد سبع سنوات من الصمت. كما تميّزت هذه المرحلة بوضع الإنارة وترميم سياج الكنيسة وإصلاح بوابتها.
المرحلة الثالثة (2022-2023)
تميّزت المرحلة الثالثة بإعادة تأهيل الطابق العلوي بشكل تام، ويضمّ صالون الكنيسة وغرف الكهنة والمتحف والاجتماع والممرات، فضلًا عن مولّد كهربائي ومصعد خارجي.
واستمرّت أعمال الترميم داخل الكنيسة، وشملت تجهيز مقاعد إضافيّة ومكيّفات هوائيّة، إلى جانب أعمال جلي الكنيسة وطلاء جدرانها الخارجيّة.
الجدير بالذكر أن أعمال ترميم كنيسة مار توما تمّت برعاية بطريرك الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة الأنطاكيّة مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان وتوجيهه، وبجهود كاهنها الأب الباحث بيوس عفاص. كما أن الكنيسة لم تكن لتستعيد ألقها لولا تبرّعات محبّيها والمؤمنين المخلصين لها.
