الجزء الاول..الياس ياقو قودا

Khoranat alqosh12 مارس 2012410 مشاهدةآخر تحديث :
الجزء الاول..الياس ياقو قودا

نبيل يونس دمان
الياس قودا( الملقب ابن شلّي) احد رجال القوش البارزين في مغامراتهم اذا لم نقل بطولاتهم، لقد رفع اسم بلدته عاليا بين العشائر في النصف الاول من القرن العشرين. كانت ولادته عام 1897، ثم نزلت العائلة الى بغداد طلباً للعيش، كان معهم عمهم الذي تركهم ونزل الى البصرة، وبعد مدة توفي والدهم هناك، فما كان من والدته( تريزا) وهي من بيت بوكا الا ان تصحبه واخيه الاصغر الى القوش. اصيبت والدتهم في صغرها بعاهة في رجلها، لذلك اطلق على اولادها الياس وداود( 1903- 1935) عند رجوعهم الى البلدة باولاد شلّي. في فترة السفر برلك شبّ الصبيان ليصبحا من رجال القوش الشجعان في فترة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، نشأ الياس ورضع وتشبع من قيم الرجولة والمغامرة التي كانت سمة ذلك الزمان، حيث لم تكن المثل والمبادئ وحتى القوانين التي نعرفها سائدة، كانت الرجولة تقاس قبل كل شيء بالجرأة والتحدي، في العشرينات شكل الانكليز( الليفي) وهي ميليشيات محلية لحماية مصالحهم، انخرط الياس في تلك الوحدات في مدينة الموصل، هناك تدرب على الاسلحة وفنون القتال والدفاع وغيرها من الاعراف العسكرية، وعند خروجه منها اقتنى سلاح جيد هو البرنو بجانبه المسدس والناظور، واصبحت وجهته المغامرة والولع بالسلاح، وفي احيان كثيرة العصيان في الجبال، وعلى ذلك الطريق اشتدت علاقته باثنين آخرين هم: ميخا زراكا( 1897- 1965) وسليمان كتو( 1904- 1930) فارتبطوا باوثق الصلات واصبحوا باسلتحم وهندامهم وقيافتهم يجوبون الوديان والجبال، لا يقف عند طموحهم حد، ونتيجة تلك الاعمال وغيرها صاروا مطلوبين بشدة للحكومة.
يذكر المطران يوسف بابانا ما يلي( في سنة 1924 قدم الى القوش حاكم الموصل الانكليزي الجنسية ” نولدن” وطلب من يوسف ﭙولا ان يكلف شخصا لايصال رسالة الى حاكم دهوك ” جالدين” فوقع الاختيار على الياس ياقو قودا المعروف بابن شلي وبينما هو في طريقه الى دهوك فوق جبل سينن وشيخ خدر اذ بطائرة تمر بتلك الاجواء، فصوب الياس بندقيته نحوها واخذ يطلق الرصاص دون ان يصيبها فاخذت الطائرة تحوم حول المنطقة تفتش عن مصدر النار غير ان الياس اختبأ في بعض الشقوق ورجع الى القوش دون ان يكمل مهمته التي كلف بها ومنذ ذلك الوقت اصبح مطلوبا للعدالة) * ص 165 هذا هو احد اسباب التحاق الياس بالجبل، وهناك من يقول انه قتل احد الغرباء حول القوش فاصبح مطلوبا، وقسم اخر يقول بان الياس قام بسلب احد البدو في اطراف القوش فاعتقل بسبب ذلك وعندما خرج، سمع بهروب اثنين من اصدقائه الى الجبل وهم ميخا زراكا و سليمان كتو، ربما ارادها حجة قوية ان يلتحق بهم فطعن زوجته” شمي بوكا” عدة طعنات بالخنجر ولكنها لم تمت، عندما حضر القس ابلحد عوديش لاعطائها مسحة الزيت شاهد الدم الغزير ينزف منها فتركها وخرج ثم عالجها اطباء البلدة الشعبيون فشفيت، اما الياس فقد هرب نحو الجهة الشرقية من القوش وعندما وصل الى الغدير كانت الشرطة تتعقبه فانتشرت في الارض التي بني فيها بيت المعلم يوسف رئيس، صاح الياس بالاولاد المتجمعين ان يبتعدوا حتى يصوب على الشرطة هنا يقول احدهم وهو صادق ياقو برنو ان مامور المركز اوقفنا قائلاً ” لا تبتعدوا، ابقو معنا !!.
تعهد امام سلطات الموصل احد مفوضي الشرطة بانه قادر على اعتقال الثلاثة المطلوبين الى الحكومة، فنقل الى القوش وسكن في بيت وردكي شيخو المجاور لقنطرة القوناغ( مقابل بيت رزوقي السعرتي) فلما سمع الثلاثة بعنتريات المفوض امام الاهالي، نزلوا من الجبل في جنح الظلام وتسللوا الى باحة المنزل الذي يسكنه، ثم طرق احدهم باب غرفة نومه، فاستغرب من ذلك الطارق الذي تجاوز الباب الرئيسي، ثم فتح الباب فرأى امامه الثلاثة بكامل اسلحتهم واستعدادهم، ارتجف من الخوف، قالوا له” نحن امامك الان فقم باعتقالنا ” هنا بدأت زوجته بالبكاء، فقالوا لها “لا علاقة لنا بك، فقط جئنا نسلم انفسنا الى زوجك” ، اخذ المفوض يعتذر منهم بشدة، ويقول” انا لم اقل ذلك والناس تبالغ وتنقل اخبار غير صحيحة “، فقالو له” اطلب فورا نقلك من هنا ومن اجل مصلحتك” ، ويقال انه في اليوم التالي استدعى احد سواق البلدة ليعود به وعائلته الى الموصل.
القوش في 12- اذار- 2012 nabeeldamman@hotmail.com

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!