بقلم نبيل يونس دمان
في مختلف الازمنة ، كانت للبلدة القوش روابط ومصالح اقتصادية متبادلة مع القرى الايزيدية المتناثرة حول البلدة ، وعلى هذا الاساس سادت علاقات حسنة مع الجيران ، بالرغم من جذور التعصب القومي والديني في المجتمع العراقي والتي غذّتها وعمقتها التدخلات الخارجية ، وتوارثتها الحكومات المتعاقبة ، لتستغلها بين فترة واخرى لأثارة النعرات بين تلك الطوائف التي ليست لها اية مصلحة في التصادم او المواجهة مع بعضها البعض .
في فترة الستينات وتحت ظل ظروف القتال في كردستان ، كانت الحكومة المركزية تتصل برؤساء العشائر والشيوخ والامراء من الاكراد والعرب وغيرهم لكسبهم الى جانبها ، فتغدق عليهم الاموال وتسلحهم لمحاربة الحركة الكردية . تجدر الاشارة هنا ، بان قسم من المتعاونين مع السلطة ، كان يغير ولائه بين الحكومة والحركة حسب مقتضيات مصالحه الخاصة ، واستنادا ً الى موازين القوى وحساب الربح والخسارة .
هكذا تشكلت مجاميع مسلحة وغير نظامية من الطائفة الايزيدية بقيادة اميرهم تابعة للحكومة . اما القوش فلم تبادر ولم تستجب لتلك الدعوات والضغوط ، فاصبحت في نظر الحكومة ، بلدة تدعم وتساند الحركة الكردية ، فجرى تأليب هؤلاء المرتزقة عليها وقاموا باعتداءات متتالية كما اسلفنا .
في مطلع نيسان عام 1969 ، حدثت مشكلة بسيطة في ثانوية القوش للبنين وكان بالامكان تجاوزها لو أحسن التصرف كل الاطراف . لكن ذلك لم يحدث للاسف ، فتطور الموقف الى معركة مسلحة نغترف ما تسعفنا به الذاكرة ، متخذين منها العبرة بان لا تتكرر مثلها ابدا .
كان مدرس مادة الاحياء الاستاذ منذر بطرس خندي يقوم بالتدريس في احد الصفوف المتوسطة ، وبغير قصد زلّ لسانه الى كلمة تثير الطلبة الايزيدية في الصف وهو يشرح موضوع القنفذ الذي يستطيع الدفاع عن نفسه بواسطة جلده الكثيف بأشواك تشبه الإبر ، ومما قاله ” للقنفذ حركة شَي ….. وذلك بتكورّه عند مهاجمة الثعبان له ، ومن عدة ضربات من الثعبان للقنفذ ، يرى الاول نفسه ينضح دما ً حتى الموت ” . هنا نهض عدد من الايزيدية وقالوا للاستاذ انه اخطأ ، فانتبه حالا الى خطأه واعتذر لهم مكررا ً اسفه لما حصل ، ولكنهم لم يقبلوا اعتذاره ، فقال لهم ان تلك الجملة موجودة في الكتاب المقرر ، ومع ذلك لا يسعه جرح مشاعر اي احد ، ولكن دون جدوى ايضا ً. خرج هؤلاء الطلبة من الصف دون اذنه ، وفي الليل اجتمع الطلبة الايزيديين مع بعضهم وقرروا معاقبة الاستاذ منذر بطرس .
في اليوم التالي اندفع حشد يقدر بثمانين طالبا ً الى ساحة المدرسة بعد انتهاء الاستعراض الصباحي ، فواجههم مدير المدرسة سعيد ميخا القس نونا ، وليستمع الى مطاليبهم ولماذا يضربون عن الدوام ، فقالوا له بصراحة ، انهم ينوون معاقبة المدرس منذر ، بسبب الخطأ الذي ارتكبه في الامس ، وقالوا للمدير ان لا مجال للتفاهم ، وكان المدرس يقف على بعد امتار من المدير ، فيما باقي المدرسين والطلبة جميعا ً في الصفوف . بعد لحظات اندفع الحشد ليرغم المدير على التنحي جانبا ً، فيما اندفع البعض نحو الاستاذ منذر بهدف محاصرته وضربه ما تسنى لهم ، فاستل المدير عصاه وضرب مقدمة المهاجمين بشدة . هنا انفجر الموقف ، وترك الطلبة صفوفهم الى الساحة مشتبكين مع المعتدين في عراك الايدي والعصي المتوفرة ، فتش الطلبة الايزيدية وبارتباك عن منافذ للنجاة فواجهتهم ابواب المدرسة الموصدة ، هنا تدخل المدرسون بحمية واندفاع لفض الاشتباك دون ان يحدث تأثير يذكر ، فتوجه بعضهم بسرعة لفتح البوابة الرئيسية ، ومنها خرجت تلك الزمر على عجل وقد تلقت درسا ً لن تنساه ابدا ً . مما يجدر ذكره هنا ، ان البعض منهم لم يشاطر ويشارك اصحابه تلك العملية ، لا وقف على الحياد ، اذكر منهم جلو الياي اومي من قرية ( ليسيان ) و سليم حسين من قرية ( سريجكا ) .
هرب هؤلاء الى قرية باعذرة حيث مقر( المير) مشياً على الاقدام ، وهناك اوضحوا كل شيء مع المبالغة والكذب ، واقحموا الدين في الموضوع الذي لم يكن اطلاقا ً السبب فيما حدث . اتصل الامير بقيادة نينوى ، فجاء الجواب من المحافظ علاء الدين البكري ومن قائد الفرقة عبد الجبار الأسدي ، ليشجعه على شن هجوم مسلح على القوش .
عصر يوم 9- نيسان ، تحرك المئات من المسلحين باتجاه البلدة ، وقد تم تجميعهم من مختلف القرى بسرعة وبينهم مجموعة من الاكراد الزيدكية وبعض المسيحيين من اطراف بلدة ( عين سفني ) ، وقد كذب عليهم بالقول انهم ذاهبون الى احتفال كبير يقام في قرية بوزان . وعند الوصول الى تلك القرية خطب في الجمع قائد الحملة فاروق سعيد بك قائلا ً : اننا هنا في طريقنا لاحتلال القوش وتأديب اهلها ، ومن يتردد يكون مصيره الموت . سار المسلحون ، وما ان ظهرت طلائعهم شرق دير السيدة حافظة الزروع ، حتى شاهدهم اهالي القوش بالعين المجردة . فسرى الخبر بسرعة ، واحدث توتر وقلق شديدين لم يشهدوا مثله فترة طويلة ، وتعالت الصيحات بابداء الحزم وحمل السلاح دفاعا ً عن البلدة وكرامتها .
لم تكن البلدة تملك اسلحة كافية للمواجهة سوى عشرين بندقية حراسة حكومية من نوع ( برنو صليب ) ، وعدد من البنادق القديمة ، واكثر منها بنادق الصيد ( كسريات ) التي غالبا ما تستخدم في الصيد ، لا يتجاوز مداها المئة متر !! ، ومجموعة صغيرة باسلة من مقاتلي الانصار . انتشر الرجال المسلحين الى مواقع جهزت بسرعة في شرق البلدة ، ووقف المدنيون العزل وغالبيتهم من الطلبة في الاطراف لرؤية ما سيحدث ، بينما تجمعت العشرات من النسوة والبنات في ساحة مار ميخا ، وهن يجهشن في البكاء ويقبّلن حائط الكنيسة ، متضرّعات الى الرب والقديسين كي يحفظوا بلدتهم .
عند وصول المسلحين الى مبنى دير السيدة ، تحرك وفد من القوش للتفاوض مكون من معاون الشرطة عبدالهادي رسن السوداني ( مديرالناحية وكالة ) واثنين من المعلمين وهم يوسف عموك ( زرقا ) وعابد بتي الصفار . حال وصولهم الدير اندلع القتال وبدأت المعركة .
حاول المهاجمون احتلال احدى القمم المطلة على البلدة في وادي القس حنا وعلى السهل الممتد حتى الدير ، فتحرك اثنان من الرجال لاحتلال القمة غير آبهين برشقات البنادق صوبهم ، وهم كوريال يوسف بلو و صبري الياس دكَالي . وعند تمكنهم من احتلال تلك القمة المهمة وبصعوبة بالغة ، حصل اختلال في ميزان المعركة ولغير صالح المهاجمين ، واستقر الموقف بثبات المدافعين عن البلدة.
في ذلك المساء قتل الراعي عبدالمسيح عوصجي ، وهو يعود باغنامه الى البلدة ، اعزلاً من السلاح لا يحمل سوى عصاه ، وكذلك اصيب احد كبارالسن وهو جعفو حكيم الذي اصبح معوقا ً في احدى رجليه ، وقد تمت معالجته على يد الطبيب الشعبي حميد ياقو حكيم . واصيب حازم حسقيال شدا اصابة طفيفة . كانت تلك كل خسائر القوش في تلك المعركة التي استمرت لعدة ايام .
في اليوم الثاني يتواصل القتال ، بعد ان اعاد المدافعون عن بلدتهم تنظيم انفسهم بشكل افضل ، وفي نفس اليوم رافق عدد من المقاتلين الشباب جثمان الراعي القتيل عبدالمسيح الى مدينة الموصل للتشريح ، ثم ووري الثرى ليلا ً بسبب المعارك في النهار ، وقد افتقدته اسرته الذي كان معيلها الوحيد .
في اليوم الثالث وصلت نجدة من قرية كردية مجاورة ، قوامها ستة مقاتلين مسلحين بشكل جيد ، وحال وصولهم رافقهم سعيد موقا قلو الى مبنى المارقرداغ ليشاركوا من على اسطحه في القتال المستمر . لقد كان لوصول هؤلاء الفتية الشجعان والمخلصين وقعه الحسن في رفع معنويات المدافعين ، وعصر ذلك اليوم اخذ العتاد بالنفاذ ، فتطوع فلاح شهم بقيادة ماكنته الزراعية ( التراكتور ) وهو شابا شهارا ، فتجول في القرى الكردية المجاورة ، وجمع كمية كبيرة من العتاد وبدون مقابل ، وعاد بها الى البلدة ليتم توزيعها على المقاتلين في اماكن ثباتهم في الدفاع عن عوائلهم وممتلكاتهم وكرامتهم .
في اليوم الرابع من القتال والوضع مستقر لصالح المدافين ، اتصل دير السيدة بالتلفون مع المطران عبدالاحد صنا في مبنى ( القوناغ ) ، ليطلب فيها الجانب المعتدي الذي يتخذ قيادته من داخل الدير وقف اطلاق النار لفترة محددة ، وذلك لسحب جرحاه من ارض المعركة . تم الاتفاق وارسل المطران من يبلغ المدافعين في مواقعهم بذلك . ولكن ما ان تحرك افراد العدو باتجاه احد الوديان جنوب الدير ، حتى كثف طرف القوش النار على تلك التحركات لافشالها ، ربما ظن بعضهم ان العدو يحاول الخدعة ويهدف احتلال مواقع افضل ، على كل حال كلما تكرر نداء المطران بالسماح لهم باخلاء جرحاهم ، كلما انطلق الرمي في ذلك الاتجاه وبالتالي لم يستطع المهاجمون انقاذ جرحاهم .
بعد ظهر ذلك اليوم شوهد رجلا ً يتقدم من مسافة بعيدة من طرف العدو فكثف من اطلاق النار عليه ، ولحسن حظه لم يصب ، وبعد فترة من اختفائه ، بسبب اجتيازه لوادي عريض ، ظهر ثانية وهو اقرب الى المدافعين بملابسه السوداء وايديه مرفوعة الى الاعلى ، تبين حالا ً انه احد رهبان الدير ، فتوقف الرمي فورا ً والكل متلهف للاستماع الى ما يقوله . وصل الراهب واسمه أرسانيس الى القوش ليخبر اهلها بان باقي الرهبان قد ذبحوا ، كان يلهث متعبا ً وملابسه ملطخة بالطين ، فاقتيد الى مبنى المطرانية لياخذ قسطا ً من الراحة وللاستفادة من معلوماته . اما المدافعون وبعد التفكير مليا ً بما قاله ، خرجوا باستنتاج بان المسالة فيها لعبة خطرة ، والهدف منها احداث بلبلة في صفوفهم ، اذ ربما تدفع الحمية بعضهم للمجازفة والتقدم نحو الدير لانقاذه ، فتتم ابادتهم في الحال . اثبتت الايام صحة استنتاجهم ، إذ لم يحدث شيء للدير او لرهبانه.
مع استمرار عمليات تبادل اطلاق النار بين الطرفين في الايام السابقة ، جرى تحرك باتجاه آخر ، وذلك باتصال بعض وجهاء البلدة بقيادة محافظة نينوى ، يحيطوها علما بالعدوان ويطالبون بوقفه، واجبار المعتدين على الانسحاب . لكن ذلك لم يجد آذانا صاغية ، بل ان القيادة المذكورة انتظرت بلهفة نتائج المعركة في كسر شوكة القوش ، وعندما خاب ظنها وعجزت الحملة في تحقيق نواياها ، دفعت السلطة في اليوم الخامس من القتال بقوة عسكرية من المغاوير الى المنطقة .
عندما لاحت سيارات الجيش على الشارع الرئيسي الممتد الى الموصل ، استبشر الناس خيرا ً ، بل لوّح لها البعض وذهب لاستقبالها ، وفي قرارة نفسهم انهم سيوضحون الموقف للجيش . ولكن تلك القوة لم تسمح لاحد بالتقرب منها ، وتوجهت غالبيتها الى دير السيدة ، فاسقبلوا بحرارة من قبل فاروق بك ، فيما تقدمت باقي القوة الى اطراف البلدة ، لتجبر رجالها المدافعين على ترك مواقعهم والدخول الى البيوت . اذكر جيدا ً عندما كنت واقفا ً بجانب والدي المسلح ببندقية برنو ، كيف اقبل ضابط من المغاوير ليجبره ويجبر غيره من المسلحين على ترك المواقع والدخول مرغمين الى داخل البلدة .
من الدير واطرافه استقل المهاجمون السيارات العسكرية وعلى رأسهم فاروق يك وتوجهوا الى القوش ، وتوزعت مجاميعهم حول البلدة وخصوصا ً جانبها الشرقي الذي اصبح تحت سيطرة المهاجمين ، اي تحقق لهم بواسطة الجيش ، ما عجزوا عن تحقيقه طيلة الايام السابقة في ميادين القتال .
اتخذ فاروق مركز الشرطة مقراً له مع قائد قوة المغاوير ، واحيط المكان بحراسة مشددة من حرسه الخاص ومن الشرطة والجيش ، وهناك اجريت مفاوضات بين الطرفين ، لم تسفر الا عن اعلان القائد العسكري بان ارادة السلطة تقتضي بقاء فاروق ورجاله لعدة ايام ، وذلك لاعادة الاوضاع الى طبيعتها ولتمكن الطلبة الايزيديين من العودة الى مقاعدهم الدراسية. هنا وقع الخبر وقع الصاعقة ، ودار وجهاء البلدة في الاحياء والازقة ، طالبين من السكان التجمع امام مركز الناحية ( قشلة ) ، وكان ابرز المتحركين في هذا الاتجاه القس يوسف توماس والقس يوحنان جولاغ . وهكذا تجمع المئات من المدنيين في الساحة المقابلة للمركز ، وتقدمت من بينهم السيدة الماص زلفا ، زوجة المناضل توما توماس لتدخل مركز الشرطة وتطالب بقوة وجرأة ان يغادر فاروق ورجاله البلدة قبل فوات الاوان .
في تلك الفترة كان مختار محلة سينا جوكا غزالة ، وكان رغم تقدم عمره وضعف بصره في الخطوط الامامية للمعركة طيلة الايام السابقة . في تلك الاجواء المشحونة استفسر عن ما تحدث به قائد المغاوير ، وعندما توضحت الصورة لديه ، صرخ في الجماهير المحتشدة لتتبعه وهو يردد ان لا جدوى من المفاوضات وانها مضيعة للوقت ، وطالب الرجال بحمل السلاح بوجه المعتدي لاجباره على الانسحاب من البلدة . ذعر المسؤولون في القشلة ، عندما شاهدوا الجموع تسير خلف المختار ، وصاح قائد المغاوير بارجاع المختار بالقول نصا ً ( رجعوه للشايب ) ولكن دون جدوى ، ثم اجرت السلطة اتصال فوري بالمطران عبدالاحد لتدارك الموقف ، فاوعز سيادته الى ابناء البلدة بضرورة ضبط النفس وانتظار نتيجة جولة جديدة من المفاوضات . اتذكر كيف توجهنا بسرعة بناء على امر المطران الى تل المقبرات ، لنطلب من بعض المسلحين المتلهفين للقتال بالرجوع الى البلدة .
في تلك الساعات العصيبة وصل ابن القوش توما توماس من الجبل ومعه العشرات من المسلحين ، وقد قدر عددهم باكثر من مئة رجل . سرت في البلدة موجة فرح ، عند ورود تلك الانباء ، وفي اتخاذ توما توماس ورجاله مواقع تجمعهم في وادي ” خووشا ” ، واصبحت انظار الناس تتوجه نحوه ، في قدرته العسكرية ورجاحة عقله في انقاذهم من الكارثة المحدقة .
بعد ان تدارس الرجل الموقف بكل تعقيداته ، ارسل انذارا الى المسؤولين في المركز ، يأمرهم بمغادرة البلدة ، وامهلهم فترة قصيرة من الزمن ، وعدا ذلك سيتم طردهم بقوة السلاح . اضطرب فاروق وتغيرت سحنة وجهه فيما ارتجفت يد الضابط التي تحمل ورقة الانذار ، وبعد مشاورات عاجلة ، قررا الانسحاب . خرج اولا ً فاروق وحمايته مستعينا ً بالسيارات العسكرية ، ولم يتحقق امله في ” تأديب ” ومعاقبة طلبة ثانوية القوش كما قالها في مركز الشرطة ، والقسم الاكبر قفل راجعا ً الى قراه مشيا ً على الاقدام ، لا يلوون على شيء .
اثناء عملية الانسحاب تلك ، كانت مجاميع من الصبية تسخر منهم وتهزأ ، وهم يجرون اذيال الخيبة . وبعد فترة قصيرة تجمع الجنود في الشارع الرئيسي للبلدة واجروا تمرينا ً عسكريا ً سريعا ً ، ثم صعدوا الى سياراتهم التي اقلتهم الى الموصل .
عند انتهاء المهلة التي حددها انذار توما توماس ، اصبحت القوش تحت سيطرة ابنائها ، تتنفس الصعداء وتنعم بالهدوء والاستقرار والزهو ! . وفي الايام التالية غدا وادي خووشا سوقا ً للسلاح حيث شرع الناس باقتناء ه تحسبا ً للمستقبل الذي يحمل على الدوام المفاجئات والاخطار.
بعد عدة شهور والبلدة تحتاط من اية عملية غادرة ، وتشدد من الحراسة في اطرافها والاسلحة اصبحت اكثر توفراً كماً ونوعاً ، استقر الرأي ان يذهب وفد للمصالحة . وهكذا تحرك وفد من وجهاء البلدة يتقدمهم القس يوحنان جولاغ الى قرية بيبان ، فلقي استقبال حار من الاخوة الايزيدية ، وتوصل الطرفان الى المصالحة وحل المشاكل القائمة ، فرجعت قوافلهم وحركتهم التجارية اليومية من والى سوق البلدة العامر ، كما كان الوضع قبل الصدامات المؤسفة ، وعاد ايضا ً طلبتهم الى الثانوية في ايلول 1969 ، كما التحق معلمي القوش بمدارسهم الابتدائية في القرى المحيطة .
ملاحظة :
الموضوع مقتطع من كتاب يعد للطبع بعنوان ( القوش حصن نينوى المنيع ) ، أرحب بكل اضافة او نقد او تصحيح يرد قبل ان يرى الكتاب النور .
nabeeldamman@hotmail.com