شويثا دگناو (فراش اللصوص)

Khoranat alqosh9 نوفمبر 2009192 مشاهدةآخر تحديث :
شويثا دگناو (فراش اللصوص)

لا نعرف تسمية لهذا الموقع قديما، الا اننا نعرف قبل 500 سنة كانت تلك المنطقه تعرف بهذا الاسم. هذه التسمية ارامية كلدانية معناها فراش اللصوص وربما كانت مأوى اللصوص في الازمنة الغابرة. كان في القوش هيكل كبير للاله (ايل قاش) الذي سميت القوش باسمه و كان الهيكل في هذا الموقع، ولابد انه كانت هناك بيوت ايل قاش ولا نعلم بالضبط متى ترك الاهالي المنطقة ونزحو الى الجنوب حيث تستقر الأن بلدة القوش.

وهي على شكل هضبة ترابية عالية جدا قياسا بالمرتفعات الترابية المحيطة بالبلدة وداخلها، الطبيعية والأصطناعية، ويقدرعلوها بأكثر من 30 مترا وهي بشكل نصف مخروط. تقع هذه الهضبة شمال غربي القوش (شمال محلة سينا مباشرة)، وجنوب گوبا دمايا (كهف الماء التاريخي). تتكون تربة هذه الهضبة من خليط من تربة حمراء طينية وصخرية. ترى وكأنها حبلى للجبل وكبطن منتفخ له، ذي قاعدة عريضة من الاسفل، ودائرة صغيرة من الاعلى، وسطحها مستو عدل، تقدر مساحته بدونم واحد. تراكمت عليه صخور باحجام مختلفه انفصلت عن السلسلة الجبلية المطلة عليها، بسبب عوامل التعرية والتآكل والانزلاق. نقل عن الاسلاف ان هذه الهضبة او الربوة العالية، عبارة عن هيكل كبير طمرته الاتربة والصخور التي جلبتها السيول للامطار من اعلى سفوح الجبل وكورتها فوقه لتجعله بالشكل الحالي، وفي فصل الصيف وموسم الحصاد بالذات، كان طير السنونو الذي يعود في كل عام من هجرته الى البلدة والمنطقة، يدخل الى هذا الهيكل من فتحات واضحة للعين، ليقتضي فيه موسم تكاثره الجديد في اعشاش معلقة داخله بعيدة عن فضولية الانسان وتحرشه به. كما روي ايضا ان هذا المرتفع كان يوما معبدا لاله من الهه الطبيعية لدى الاشوريين، وكان يقام فيه كل عام مهرجان سنوي يؤتي بتمثال له من مدينة نينوى او مدن اخرى يطوف به الكهنة داخل الهيكل ثم يعاد الى معبده الاصلي، وكما ورد في الرواية عن المعبد السين سابقا. ويمكن القول ان هذه الهضبة هي موقع القرية القديمة المندرسة لايام الاشوريين وتركها اهلها بعد سقوط نينوى، كما حدث لكثير من المدن والقرى الاشورية، والتي توارت عن الوجود بشرا واطلالا بسبب هول فتك الفرس وانتقامهم من تلك الحضارة واهلها،ا فالتجأو الى المغاور والكهوف الجبلية لحين زوال الخطر، ومن ثم عادوا وبنو بيوتا لقرية جديدة اسفل منها. وهناك قصة واقعية حقيقية حديثة الوقوع نسبيا، تؤكد ان هذه الربوة، هي بقايا اثر حضاري اشوري، وهي:

ان الاخوين شمعون ودنو طعان كانا يوما ما عائدين من كهف الماء (گوبا دمايا) في يوم ممطر، فانحرفا عن طريق الكهف نزولا خشية الانزلاق لان الطريق صخري املس، فاتجها صوب المرتفع (شويثا دكناو) فخسفت تحت قدم احدهم الارض فظهرت لهم فوهة دن كبير. فما كان منهما الى البدء بالحفر بعد توقف المطر واخرجا الدن وكان مملوءا بالتراب الناعم. فافرغاه من محتواه واذا مع التراب هيكل عظمي لانسان مع اربع قطع نقود ذهبية واربع اخرى فضية. ثم ظهر بجواره دن اخر وفيه ايضا هيكل عظمي لانسان وكمية من النقود الذهبية والفضية نفسها. وهو مايؤكد ان هذه الدنان، هي مقابر عمودية لانسان لايام غابره، وكان ذلك في اواخر العشرينات من القرن الحالي. فاخذ الاخوان القطع النقدية الذهبية والفضية الى الصائغ توما قينايا واخيه منصور وكانا من الموصل اصل، اسكنا القوس منذ مدة وبنيا دارا فيها وحاليا يعود الى اولاد ميخا بنا. فاشترى توما القطع النقدية الذهبية الثمانية بمبلغ (120) روبية، اما القطع الفضية فرفضها ولم يشترها. فما كان من الاخوين الا ان قدماها الى القس فرنسيس حداد وطلبا منه التعرف بها لانه كان يجيد اللغة الاتينية، الا ان القس فرنسيس لم يتمكن من قراءة الكتابة على القطع النقدية، فبعد ايام قدم الى القوش قس فرنسي وكثيرا ما كان رجال الدين الغربيين يقومون بزيارة الاماكن المقدسة في القوش كالاديرة والكنائس القديمة فعرض القس فرنسيس القطع الذهبية على القس الفرنسي، الا انه ايضا عجز عن قراءة الكتابة اوالنقش عليها، فاخذها معه الى فرنسا وبعد مدة جاء جوابه، ان تلك القطع الفضية تعود الى حقبة اشورية متاخرة وارسل اقيامها للاخوين لكل واحد ثمان مئة روبية. وما يقينا ان هذه الربوة الترابية ماهي الا امتداد حضاري لايام الاشوريين بدلالة القطع الذهبية و الفضية، وبدلالة اخرى ايضا وهي ان اليهود والى منتصف القرن الحالي واثناء زيارتهم لمرقد النبي ناحوم والذي لا يبعد عن الهضبة اكثر من مائتي متر تقريبا كانوا يكملون طقوسهم الدينية بعد اقامتها داخل المرقد المذكور، فوق هذه الهضبة علما ان النبي ناحوم عاش في القوس في اواسط القرن السابع ق.م وان ذلك مثبت في كتاب العهد القديم (سفر ناحوم)، بمعنى ان معالم المرتفع الترابي كانت قائمة حية في عهد النبي المذكور وان الحضارة الاشورية قد سقطت عام 612 ق .م على يد الميديين والكلدانيين واكمال اليهود تلك الطقوس الدينية فوق هذه الهضبة، يؤكد قدسيتها واهميتها الدينية لديهم منذ ذلك القدم. وان كشف ما تحت التراب، والى اي حقبة تاريخية يعود، منوط بالتنقيب، واهتمام المسؤولين لدى دائرة الاثار العراقية والمختصين، هو امر ضروري كما نرى، لأنها تمثل الجزء الحضاري لالقوش القديمة وهي جزء من تاريخ العراق.

منقولـ

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!