السحر والتنجيم والرجم بالغيب

Khoranat alqosh16 يونيو 2023749 مشاهدةآخر تحديث :
الاكليريكي آندرو جما
الاكليريكي آندرو جما

كما يلجأ الإنسان في حياته إلى الوسائل والتقنيات الرقميّة التي أصبحت اليوم تحيط به من كلّ جانب، هنالك أيضًا فئة من الناس تلجأ إلى السّحر بقصد تحقيق غايات معيّنة. ومن المؤسف أن نلاحظ اليوم شيوع اللجوء إلى هذه الوسائل أكثر ذي قبل. وبينما لم تتوقف بعض الشعوب البدائيّة عن ممارستها حتى أصبحت جزءًا من عاداتها وتقاليدها ولربّما طقوسًا وشعائر لديها، نلاحظ تراجع الشعوب المتحضِّرة نحو ممارسة السّحر في ما قد يكون محاولةً من الإنسان للسيطرة على القوى الغَيبيّة للطبيعة أو للتخلّص من خوفه من ما يجهله.

لكن الكتاب المقدّس يعلّمنا «إِذا دَخلتَ الأَرضَ الَّتي يُعْطيكَ الرَّبُّ إِلٰهُكَ إِيَّاها، فلا تَتعَلَّمْ أَن تَصنَعَ مِثْلَ قَبائِحِ تِلكَ الأُمَم. لا يَكُنْ فيكَ مَن يُحرِقُ ٱبنَه أَوِ ٱبنَتَه بِالنَّار، ولا مَن يَتَعاطى عِرافةً ولا مُنجِّمٌ ولا مُتَكَهِّنٌ ولا ساحِر، ولا مَن يُشَعوِذُ ولا مَن يَستَحضِرُ الأَشْباحَ أَوِ الأَرْواحَ ولا مَن يَستَشيرُ المَوتى، لأَنَّ كُلَّ مَن يَصنَعُ ذٰلك هو قَبيحَةٌ عِندَ الرَّبّ، وبِسَبَبِ تِلكَ القَبائِح سَيَطرُدُ الرَّبُّ إِلٰهُكَ تِلكَ الأُمَمَ مِن أَمامِكَ. بل كُنْ كامِلًا لَدى الرَّبِّ إِلٰهِكَ، لأَنَّ تِلكَ الأُمَمَ الَّتي أَنتَ طارِدُها تُصغي إِلى المُنَجِّمينَ والعَرَّافين. وأَمَّا أَنتَ فلَم يُجِزْ لَكَ الرَّبُّ إِلٰهُكَ مِثْلَ ذٰلك» (تثنية الشتراع 18: 9-14).

ينقسم السّحر إلى أشكال عدّة، منها: السّحر الأسود والسحر الأبيض. فالأول يهدف إلى إلحاق الضرر بالإنسان أو بالأشياء بالاستعانة بالشيطان بحثًا عن المنفعة أو لربّما بقصد الإيذاء فقط. أمَّا الثاني فغايته الخير ولكن دون إلحاق الضرر بالآخر، لأن هدفه تغيير قوى الطبيعيّة ومجرى الحياة لشخص معيَّن، وربما يحدث ذلك من خلال طرق وأَساليب غير مناسبة، لكنّها في حدِّ ذاتها لا تستدعي الشّيطان، لأن الخطر هو في انتهاك العقل والنقص في الإيمان.

تُعبِّر الكنيسة الكاثوليكيّة عن موقِفها الواضح في تعليمها الرسمي في هذا الخصوص، حيث تقول: “يجب نبذ جميع أشكال العرافة: اللجوء إلى الشيطان أو الأبالسة، استحضار الأموات أو الممارسات الأخرى المفترض خطأً، أنّها تكشف عن المستقبل”. فالكنيسة الكاثوليكيّة تحارب جميع الممارسات التي تناقض إرادة الله لأنّها تعتبرها خطيئة جسيمة وتؤدّي بالإنسان إلى الهلاك.

فيما يخصّ التنجيم، فهناك عدّة أفعال تدخل في هذا هذا المجال وهي: مناجاة الأرواح، استخدام ورق الحظّ والشّعوذة، علم الأبراج، قراءة الكف وتفسير الأحلام. هذه الممارسات جميعها منتشرة اليوم في وسط مجتمعنا، يتوهّم ممارسوها أنها بقصد التسلية فقط، ولا مانع إذن من استطلاع المستقبل والغيب. لكن هذه الممارسات تعدّ رفضًا لسلطة الله على حياة الإنسان، إذا ما أُخِذَت على محمل الجدِّ، أمّا إذا أُخذت على سبيل التسلية دون أن يكون فيها خطر على إيمان الشخص فلا تعتبر خطيئة، ولكن تبقى هذه الأفعال عملًا غير محبَّذ. فالكنيسة الكاثوليكيّة تختصر رأيها في هذه الأفعال، حيث تقول: هذه الأمور على تناقض مع ما لله وحدَه علينا من واجب الاحترام والإكرام الممزوج بالخشية والمحبَّة.

ختامًا أقول، حياتنا هي هبة من الله، وواهبها قادرٌ أن يعتني بها. فعلينا أن نضع ثقتنا باللّه وهو يدبِّر حياتنا دون أن نلتجىء إلى أي فعلٍ من هذه الأفعال، لأن كلّ ما هو ضد إرادة الله لا يمكن أن يكون خيرًا لحياة الإنسان، وعوض ذلك لنفتح أبواب حياتنا أمام يسوع لكي يعمل هو فيها ويغيّرها نحو الأفضل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!