الحلقة الأولى/ نزار ملاخا
قراءة هادئة في بعض المصادر حول كلدانية ألقوش واهلها
ولتمزيق طبول المهرجين حول طعنهم بكل ما هو كلداني … أكتب هذا المقال ….
القوش قرية وقلعة كلدانية أصيلة تربض على سفح جبل يسمى بإسمها ، تقع شمال مدينة الموصل ب 45 كم / يسكنها شعب يعتبر سليل أقدم شعب سكن تلك الديار ، شعب يفتخر بإنتماء الأنبياء والأولياء جميعها إليه ، شعب عريق ذو أصالة وتاريخ وحضارة قل مثيلها من بين جميع حضارات العالم .شعب كلداني أصيل ، سليل حمورابي ، المشرّع الكلداني العظيم، يتكلم أهل ألقوش اللغة الكلدانية الدارجة وكانت هذه لغة جميع مسيحيي العراق .( القوش عبر التاريخ ص 43) ،لم تكن ألقوش غير كلدانية ، بل هي أصلاً كلدانية وستبقى هكذا مدى الدهر ، وعندما نقول كلدانية فإننا نعني بأن سكنتها وأهلها أصلاً قومياً كلدانيون ومن سلالة الكلدانيين القدماء ، اي هم أحفاد حمورابي وإبراهيم الكلداني .، اما تبعيتها الإدارية فهذا أمر يتبدل مع مرور الأيام وبأختلاف القوى المستعمرة لها ، ومن يصف ألقوش بغير هويتها الكلدانية ، فهو منها براء، فهو ليس أبن القوش ولا مخلصاً وفياً لها .
لقد وقعت ألقوش تحت الأحتلال منذ عهد ما قبل الميلاد وإلى عصرنا الحاضر ، القوش القرية الكلدانية، هذه القرية الأبية خلطت الأمور لدى البعض أو لربما لدى أبناءها أنفسهم أو لمن اراد أن يخلط الأمور لأسباب متعددة أورد قسم منها الأستاذ الشماس گورگيس مردو في ردّه لأحد أبناء ألقوش من الذين يريد أن يخلط الأمور ويطعن في تاريخ ألقوش الكلداني وأهلها .فقد نسّب البعض من الذين باعوا ضمائرهم بأن القوش وأستنادا إلى مصادر مزعومة أن أهل ألقوش آشوريين وأن القوش آشورية ونحن هنا ندحض الحجة باليقين غايتنا إزالة الغشاوة عن عيون من غشى الحقد قلبهم فنقول : بأنه عندما غزت الأمبراطورية الآشورية مناطق شمال العراق وسيطرت على جزء كبير من تلك المناطق ، كانت ألقوش ضمن العديد من القرى والقصبات والمدن التي خضعت للحكم الأمبراطوري الآشوري المباد من قبل الكلدان ، فحال ألقوش كحال مثيلاتها تلكيف وبرطلّة ونينوى وسامراء وتكريت وسنجار وأربيل وغيرها من المدن الكثيرة ، ولكن نرى البعض من الحاقدين على الكلدان لا زال لحد الآن متمسك بألقوش الآشورية وهو لا يفهم معنى ذلك بل يتبجح بأكثر من ذلك ليقول بأن اهل ألقوش كانوا آشوريين ولما أعتنقوا المذهب الكاثوليكي سمّوا كلدان وواحد من هؤلاء من يدعي بأنه مثقف … ولكن يا حيف على الثقافة كيف أُهينت ….
لماذا سكت هذا البعض عن النمرود وعن سامراء والشرقاط وتلكيف وأربيل ؟ لماذا لا يسمون أربيل إلى الآن أربيل الآشورية ؟ ولماذا لا يسمون تلكيف الآشورية ؟ وتكريت الآشورية ؟ أم أن ألقوش فقط هى الوحيدة التي لا زالت تحت الأحتلال الآشوري وبقية المدن تحررت ؟
ما معنى عندما يذكر التاريخ ألقوش الآشورية ؟
نحن لا نختلف مع من يقول كانت ألقوش آشورية … أو ألقوش آشور … لأن في ذلك معنى يختلف عما موجود في قلوب الموسوسين ، في ذلك معنى يدل على أن ألقوش التي تقع في منطقة أسمها آشور ، او في رقعة جغرافية سميت في سابق الزمان آشور . أما اليوم فالوضع مختلف ، لقد خضعت ألقوش إلى أمبراطوريات وحكومات مختلفة ، فمن الأمبراطورية الآشورية إلى الكلدانية إلى العثمانية ثم العراقية ، فهل يصح أن نتمسك بتلابيب فترة معينة من الزمن ونجعلها قياساً مدى العمر ، لو صح ذلك لما سمي العراق اليوم عراقا بل عثمانياً أو فارسياً أو انگليزياُ أو أمريكياً …..
نحن نقول بأن تسمية آشور جاءت لموقع جغرافي ، وحينما تذكر مدينتين بنفس الأسم فتُكنّى كل واحدة بكنية ليتعرف عليها عن أختها بالأسم نفسه ، فمثلاً هناك مدينتين بأسم طرابلس ، فسميت إحداهما ب طرابلس الغرب وهي طرابلس ليبيا ليميزوها عن طرابلس لبنان ،كذلك هو حال ألقوش فقد أكتشف أنه هناك قريتين بأسم ألقوش إحداهما تقع في فلسطين والثانية تقع في آشور ، فقالوا القوش آشور ليميزوها عن أقوش فلسطين ، نفس الحال كما هو طرابلس ، يقول المطران بابانا :
” غير إننا لم نطاوعه، بل أجتمعنا من كل الأقطار في الشرق من المدن والقرى المجاورة للموصل أعني ( آثور – بابل – كركوك – أربيل – الجزيرة – تبريز – نصيبين ماردين – حصن كيفا – وسائر الأماكن ) المطران يوسف بابانا – ألقوش عبر التاريخ ص 68 الأسطر 12 – 15 .
نرى هنا بوضوح أن آثور هي موقع جغرافي ويقصد بها منطقة من المناطق فهي حالها كحال أربيل وبابل وكركوك، ولو كان القصد من تسمية آثور قصداً قومياً لما أدمجها المؤلف مع المواقع الجغرافية ، فمن غير المعقول أن نقول : امريكا وبريطانيا وأسبانيا والعرب والصين … الخ
إذن بالتأكيد المقصود عن آثور هو موقعاً جغرافياً لا غير ، ومن أراد غير قصد فهو غير مطلع على التاريخ .
وإلى اللقاء في الحلقة الثانية
نزار ملاخا