الهدف: ونَبلُغَ القامةَ الَّتي تُوافِقُ كَمالَ المسيح

Khoranat alqosh28 يونيو 2023459 مشاهدةآخر تحديث :
المطران بولس ثابت
المطران بولس ثابت
هذه العبارة ترد في رسالة مار بولس الى اهل افسس ( 4: 3)
عند كلامنا عن الاهداف العميقة يطرح لنا الايمان هدفا ساميا الا وهو بلوغ الحالة التي تساوي المسيح. الايمان ليس طروحات افتراضية او مشاعر لتبديد قلق وجودي، كلا الايمان المسيحي يقوم على قبول الحقيقة التي تجسدت في الواقع الانساني وظهرت من خلال تفاصيل وتجارب وخبرات الانسانية. يسوع المسيح الذي مر في واقعنا واختبره مغيرا فيه وفاتحا امكانية تتجاوز محدوديتنا البشرية الوجودية، هو، اي المسيح قدم حالة تستجيب لها البشرية وتتعطش في عمقها الوجودي: انها حالة الحياة الكاملة الحقة، وليس مجرد طوباوية نظرية. بناء على الايمان وواقعية طروحاته يصبح للحياة هدف يشجع الانسان ليصمد امام الشعور بالمجهول واللاادرية والطروحات التي تشيء الانسان وتجعله مجرد جسم عضوي يفنى بالموت وينتهي. هدف يبني فينا الشخصية الشاملة ومعنى وجودنا الانساني الذي ليس مجرد بعد جسدي محكوم بمكيانيكية الفسلجة. ان الشخصية الشاملة هي كل قوامنا وفرادتنا وابعاد حياتنا التي تستمر دوما. هذه الابعاد تتجاوز ان تكون كمية، هي منفتحة على بعد نسميه السر: اي الواقع الذي نشعر به ويتجاوز محدوديتنا العقلية، يبعث فينا الطمأنينة والتعجب والشعور بالدهشة. هناك سر هو الواقع الذي لا نستطيع ان نحلله، ولكننا نقتبس شذرات منه في خبرتنا الانسانية، يوحي لنا بسمو الهدف وينقذنا من خيبة الشعور بالمجهول المظلم، والايمان بدوره يقربنا كثيرا من السر والاكثر يدخلنا ضمن السر بمعرفة متيقنة اكثر.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!