اجرى اللقاء حبيب تومي
جوليانا تتحدث عن الحب وتعرج على السياسة وتتطرق الى مختلف المواضيع في معرض حديثها فتقول : ان الكتاب هو صديقي الأزلي .. أقرأ كل شئ واقعي وخاصة حياة العظماء ، أما عن نفسها فتقول : انا صانعة سلام وزارعة محبة وأشكر من منحني لقب سفيرة الشباب والأتحاد .. انها جولة ممتعة مع الفنانة القديرة جوليانا جندو وهذا الحوار :
س1 ـ جوليانا جندو هل لنا ان نعرف شيئاً عن حياتك الأجتماعية والثقافية والأكاديمية ؟
ــ اعيش مع والدي ووالدتي وأخوتي في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية وأنا حاصلة على شهادة الماجستير في الأدب والفلسفة الفرنسية بدرجة شرف من جامعة الينوي في شيكاغو .
س 2ـ باعتقادي ان الغناء يأتي في المقام الأول في حياة جوليانا جندو ، لكن ما هي الأهتمامات الأخرى ؟ وما ترتيبها إن كان ثمة الأهم ثم المهم .. ؟
قبل الغناء الأيمان عندي هو اهم شئ لانني ترعرت في منزل مسيحي يلازم الصوم والصلاة ، احترامي وتقديري عميقين جداً لكل رجال الدين في كنائسنا في العالم أجمع .
كما انني تربيت في مدرسة الراهبات في مدينة الحسكة في سوريا ثم راهبات القديسة كاترينا في مدينة حلب وهي منبع الغناء الأصيل حيث طَرَحت على الساحة الفنية عمالقة مثل الأستاذ الكبير صباح فخري .
بعد الغناء تأتي عندي القراءة حيث ان الكتاب هو صديقي الأزلي . أرفض الكتب الخيالية وأقرأ كل شئ واقعي وخاصة حياة العظماء .
س3 ـ جوليانا جوندو تقيم حالياً في اميركا وهي من الحسكة من سوريا ، ومن اصول تمتد الى العراق ومن جذور من جبال حكاري او اورمية ، فإلى اين تذهب مشاعر جوليانا جندو في الأنتماء الوطني ؟
ــ مشاعري في الأنتماء الوطني عميقة جداً . أنا انتمي وبفخر الى شعب المقدس والعريق اينما كان . أحب سوريا وأقدسها ، أحب العراق وأقدسه . شعبي الآشوري شعبي الكلداني شعبي السرياني هو الذي صنع وبلور الحضارة الأنسانية بكل مرافقها . هذه هي الصورة التي تتجلى امامي دائماً لذا تراني أحب شعبي جداً وبدون تفرقة بين فئة وأخرى منه .
س 4 ـ متى بدأت جوليانا جندو بالغناء وما سر تفوقها وإحرازها لمكانة مرموقة في عالم الغناء السرياني ؟ وهل غنت بلغات اخرى ؟
ــ بدأت الغناء وأنا في سن الثانية عشر . صعدت على المسرح عند الراهبات لحفلة كان ريعها لدار اليتامى ( الأيتام ) في مدينة الحسكة بسوريا وحضرها جمهور غفير جداً ، وكانوا قد سَنَدوا ( أسندوا ) إليّ دور شاب متزوج من اثنتين ، واحدة صبية وضعيفة وأخرى عجوزة ( عجوز ) وسمينة ، وألبسوني طقم رجالي وقبعة وشوارب . ولا زلت أتذكر الأغنية التي غنيتها أنذاك والتي بقي الجميع يرددونها لزمن طويل بعد انتهاء الحفلة . وهي تقول :
أنا حاتجنن يا اخواتي في نسواني الثنتين
بصراخ وعياط ويقولون حنصفّي فين وفين
أول بختي تلميذة والثانية ولية عجوزة
ثخنا ثخن الجاموسة بيشلوها عتّاليــن
لاقت الحفلة نجاحاً باهراً ورغب رئيس اللجنة الفنية بسحبي من صفوف المدرسة وأخذي الى العاصمة دمشق لبداية مشوار فني مع شعراء وملحنين مشهورين ولكن والدي العزيز مانع هذه الخطوة في ذلك الوقت ( وأنا الآن ادرك انه كان على حق ) لصعوبة المسيرة الفنية بالنسبة لفتاة صغيرة .
وتضيف جوليانا قائلة :
أكملت دراستي بعدها وسافرنا جميعاً الى مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهناك أصدرت شريطي الغنائي الأول على رأس سنة 1987 م ، كتبنا عليه سنة 1986 لانه صدر أربعة أيام قبل رأس السنة .
ويعني أنني بدات الغناء واعتليت المسرح في اول حفلة كانت بمناسبة عيد الحب في الشهر الثاني من سنة 1987 في نادي الأسرة الكلــداني لاعضائه في قرية القوش المقدسة تحت إدارة السيد نوئيل ساكو حفظه الله وأطال في عمره وعمر كل اعضاء ذلك النادي الموقر الذي لا انسى ولن أنسى أبداً فضله علي .
أما عن سر نجاحها فتضيف جوليانا تقول :
سر نجاحي ( وأشكركم جداً على هذه الكلمة ) هو حبي العميق لجمهوري العظيم ، صغيراً وكبيراً وإيماني القوي بالله سبحانه وتعالى ورضى الوالدين الذي لا بديل له في الكون .
اما بالنسبة للغناء باللغات الأخرى . أصدرت طبعاً CD بالعربي اسمه ، قَدَري ، وهو اول عمل كامل باللغة العربية يصدره أي فنان آشوري حيث زودوني بالأغاني شعراء وملحنين مرموقين مثل الأساتذة : كامل السعدي ، طاهر سليمان ، نزار جواد ، سعيد العجلاوي ، سعدي العبيدي ، جورج دنخا ، حسن حامد ويوسف نصار . ,اغنية يا عراق من ألحان الأستاذ خليل الحناوي . ولدي الآن مشاريع جديدة سيسمعها جمهوري العزيز مستقبلاً إنشاء الله .
س5 ـ إذا لم تكوني فنانة ومغنية ، فما هو البديل الذي تعتقدين انه يناسبك ؟
لانني احب التمثيل حيث قمت بدورين في اول فلم كامل في تاريخ السينما الآشورية وهو ( وردة دْشتا ) يعني وردة مُداسة مع الفنان الكاتب والمخرج الكبير جان هومة ، كان من الممكن جداً ان يكون بديل غنائي هو التمثيل . لكن في داخلي ميل خاص جداً لكل ما هو دبلوماسي . انا صانعة سلام وزارعة محبة ، وأشكر جداً الأندية والمنظمات التي منحتني لقب سفيرة الشباب والأتحاد ( Embassador of Youth and Unity ) وأرى الأفق البعيد السفيرة جوليانا في هيئة الأم المتحدة .هذا هو حلم آخر لي بعد الغناء . لقد ساعدتني الموسيقا ( الموسيقى ) في نشر رسالتي رسالة الوحدة بين صفوف شعبي العظيم , ارجو من الله ان يساعدني في تحقيق حلمي الثاني وإكمال العمل خدمة أمتي وتخليصها قدر الأمكان من هذا المرض الذي يحاول الفتك بها وتقطيع اشلائها الى أجزاء مبعثرة هنا وهناك لأستطيع تجميعها في جسم واحد سليم ، معافى وقوي جداً إنشاء الله .
س6 ـ الحب هذه النسمة الجميلة هل داعبت اوتار قلب جوليانا جندو ؟ وهل لنا ان نعرف شيئاً عما هو راقد في ثنايا ذلك القلب ؟
ــ طبعاً وأنا أحب الحب جداً ، أحب الله تعالى اولاً وأحب أهلي وجمهوري العزيز ثانياً .
أما بالنسبة للحب الآخر طبعاً لقد داعبت اوتاره قلب جوليانا وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى ، وما هو راقد في ثنايا ذلك القلب ( بعد المعذرة منكم ) أُفضّل ان أتركه سؤالاً فقط .
س7 ـ اي الألقاب احب الى قلب جوليانا جندو وهي تعتز به ، وتفضله على غيره من الألقاب ؟
ــ لقد لقبني جمهوري الكريم بملكة الغناء الآشوري الكلداني السرياني ,انا أشكره من أعماق قلبي والى الأبد على هذه التسمية الراقية ، ولكنني أحب لقب سفيرة الأمة .
س6 ـ هل لجوليانا جندو راي سياسي ؟ او لنقل موقف سياسي من الأحزاب العاملة وسط شعبنا ؟
ــ أحب ان أكون مطّلعة سياسياً على ما يجري في الساحة العالمية وساحة أمتي العزيزة وأحترم بعمق كل الأحزاب العاملة في صفوف شعبي على اختلاف آرائها ، مبادئها وقوانينها بدون تمييز .
س8 ـ حينما اعلن نادي بابل الكلداني في النرويج عن إقامته لحفل تحييه الفنانة جوليانا جندو ، كان هنالك تحفظ من منظمة الحركة الديمقراطية الآشورية في النرويج ، ويصل الى درجة مقاطعة الحفل ، ماذا تقول جوليانا جندو عن هذا الموقف ؟
ــ أنا احترم وبشدة منظمة الحركة الديمقراطية الآشورية في النرويج وفي كل بقعة من الأرض تتواجد فيها وأعضائها .إنها منظمة ذات مبادئ مقدسة . قدمت الكثير وعملت طويلاً ولا تزال تفلح من أجل شعبنا وأمتنا بدون كلل . هذا التحفظ كان بسيطاً ( من بعض الأعضاء فقط ) وناجماً عن شئ من سوء التفاهم الذي يحصل في أرقى المستويات السياسية وغيرها . وحضور المسؤول الأعلى لهذه المنظمة وغيره من الأعضاء في النرويج الى الأحتفال دليل قاطع على التواصل والمحبة المتبادلة بيننا ,انا أشكر حضورهم بعمق ، لانهم يعملون في خدمة أمتي فأنا أصلّي من أجلهم وأتمنى لهم كل التوفيق .
س9 ـ سؤال يتعلق بالسؤال السابق ، يؤخذ على جوليانا جندو انها حملت صورة رابي سركيس اغا جان وهي تغني ، وكذلك غنت له ، وهنالك من يفسر ذلك بأنه موقف سياسي ، فماذا تجيب جوليانا جندو على ذلك الزعم ؟
ــ نعم لقد حملت صورة رابي سركيس أغاجان المحترم وأنا أغني على المسرح وأكنّ له كل التقدير والأحترام وأشكره جزيلاً على الأعمال الجبارة التي يقوم بها في خدمة أمتنا العريقة ,اطلب له التوفيق والصحة الدائمة ليستطيع إكمال هذه الرسالة المقدسة ، كما أود التنويه الى أنني مستعدة لحمل صورة كل من عمل ولا يزال يعمل من أجل خلاص أبناء شعبي أينما كان ومن يكن ، وماذا كان اسمه وحزبه السياسي بدون انحياز لانه انسان عظيم .
س 10ـ ماذا تطمح جوليانا جندو ان تحققه في عالم الفن ، وهل تفكر في طرق ابواب أخرى كالعمل السياسي او التجاري مثلاً ؟
ــ لا جواب على السؤال .
س 11 ـ ” شبيك لبيك أنا عبد بين أيكيك ” قالها عفريت لجوليانا جندو ، فماذا ستطلب جوليانا إن كان لنفسها او لشعبها من الكلدان والسريان والآشوريين ؟
ــ إذا تماثل أمامي من يستطيع تنفيذ ( شبيك لبيك .. ) فسأطلب منه ان يُنزل الى الأرض قطعة السماء التي كانت تضئ كل أطراف الكون وكان اسمها نينوى . احلم دائماً ان تحمل الملائكة تلك القطعة وتعيدها الى الارض وأفتح بيدي بوابتها الشامخة ، أجول في شوارعها ، أشتم عبق بخور الله في كل أماكنها ، أصل الى قصورها واركع امام ملوكها ، أدخل الى مكاتبها ,اروي ظمأ فكري من كتبها صاحبة الأسطر التي لا حدود لمواضيعها ، أغني امام الملايين من ابنائها ثم أذوب لاصبح حبة من ترابها المقدس .