اقتربتم ووقفتم أسفل الجبل والجبل مشتعل بالنار إلى كبد السماء وعليه ظلام وغيم وغمام مظلم فكلمكم الرب من وسط النار فكنتم تسمعون صوت الكلام ولم تروا صورة بل كان هناك صوت فقط وأوحى بعهده الذي أمركم أن تعملوا به أي الكلمات العشر التي كتبها على لوحين من حجر وأمرني الرب في ذلك الوقت بأن أعلمكم فرائض وأحكاما تعملون بها في الأرض التي أنتم عابرون إليها لترثوها فتنبهوا لأنفسكم جدا فإنكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار لئلا تفسدوا وتصنعوا لكم تمثالا منحوتا على شكل صورة ما من ذكر أو أنثى أو شكل شيء من البهائم التي على الأرض أو شكل طائر ذي جناح مما يطير في السماءأو شكل شيء مما يدب على الأرض أو شكل شيء من السمك مما في الماء تحت الأرض وكيلا ترفع عينيك إلى السماء فترى الشمس والقمر والكواكب جميع قوات السماء مما جعله الرب إلهك نصيبا لجميع الشعوب التي تحت السماء فتجتذب وتسجد لها وتعبدها وأنتم قد أخذكم الرب وأخرجكم من أتون الحديد من مصر لتكونوا له شعب ميراث كما في هذا اليوم إنباء بالعقاب والتوبة وقد غضب الرب علي بسببكم وأقسم أن لا أعبر الأردن ولا أدخل الأرض الطيبة التي يعطيك الرب إلهك إياها ميراثا فأنا أموت في هذه الأرض ولا أعبر الأردن وأنتم تعبرونه وترثون تلك الأرض الطيبة فتنبهوا لأنفسكم من أن تنسوا عهد الرب إلهكم الذي قطعه معكم فتصنعوا لكم تمثالا منحوتا لشيء مما نهاك عنه الرب إلهك لأن الرب إلهك هو نار أكلة وإله غيور هذا كلام الرب
في هذه الايات يميز الكاتب بين الكلمات العشر راجع 5 : 4 التي كتبها الله نفسه على لوحي الحجر راجع تثنية الاشتراع 5 : 22 والفرائض والأحكام اي مجموعة تثنية الاشتراع راجع 12 : 1 ، 26 : 16 ويهدف هذا التوسع في الموعظة الى تحريم التماثيل المنحوتة استناداً الى الترائي الألهي في جبل حوريب حيث أسمع الله صوته ولم ير وجهه غير أن الله يري نفسه لبعض المقربين كموسى راجع خروج 34 : 18 – 23 والشيوخ راجع خروج 24 : 10 ، 11 أن غيرة الله هذه تعبير عن حبه المطلق راجع تثنية الاشتراع 5 : 9 ، 6 : 15 ، 32 : 16 ، 21 ، خروج 20 : 5 ، 34 : 14 ، عدد 25 : 11 ، خروج 8 : 3 – 5 ، 39 : 25 ، زكريا 1 : 14 ، 2 قورنتس 11 : 2 عن موضوع النار راجع خروج 13 : 22 ، 24 : 17
سفر تثنية الاشتراع 4 : 11 – 24
=====
ويل للذين يصلون بيتا ببيت ويقرنون حقلا بحقل حتى لم يبق أي مكان فتسكنون وحدكم في وسط الأرض على مسمع مني أقسم رب القوات إن بيوتا كثيرة ستخرب عظيمة وجميلة منها تبقى بغير ساكن فعشرة فدادين كرما تخرج بثا واحدا وبذر عمر يخرج إيفة ويل للقائمين من الصباح في طلب المسكرات المتأخرين الى المساء والخمر تلهبهم هذا كلام الرب
هذه اللعنات ترقى أيضاً الى مطلع رسالة إشعيا النبوية ولكن لربما لم تقل كلها في ظروف واحدة الى اللعنات الست في راجع اشعيا 5 : 2 – 24 يقترح اضافة لعنة سابعة راجع اشعيا 10 : 1 – 4 لعلها خرجت عن مكانها عرضاً ان اللعنة هي من فنون الوعظ النبوي أسلوب أشعيا يشابه في هذا المقظع أسلوب عاموس وعشرة فدادين تساوي نحو هكتارين ونصف والبث يساوي اربعين لتراً على التقريب والايفة تساوي البث للحبوب والعمر يساوي عشرة أضعاف
سفر النبي إشعيا 5 : 8 – 11
=====
فكونوا إذا يا إخوتي الأحباء ثابتين راسخين متقدمين في عمل الرب دائما عالمين أن جهدكم لا يذهب سدى عند الرب وأما جمع الصدقات للقديسين فاعملوا أنتم أيضا بما رتبته في كنائس غلاطية وهو أن يضع كل منكم في أول يوم من كل أسبوع إلى جانب ما تيسر له ادخاره فلا يكون جمع الصدقات يوم قدومي ومتى حضرت أرسلت الذين تعدونهم أهلا وزودتهم برسائل ليحملوا هبتكم إلى أورشليم وإذا كان هناك ما يدعو إلى أن أسافر أنا أيضا فيسافرون هم معي والنعمة والسلام مع جميعكم يا اخوة امين
في هذه الايات راجع رسالة رومة 1 : 7 ، 15 : 25 لا شك ان المقصود هم مسيحيو أورشليم الذين كانوا في حاجة الى تلك الصدقات وكان بولس يولي هذا العمل أهمية كبيرة لأنه علامة اتحاد بين كنيسة أورشليم الام والكنائس التي من أصل وثني راجع عن جمع الصدقات هذا رسالة رومة 15 : 25 ، 26 ، 2 قورنتس الفصلين 8 ، 9 ، غلاطية 2 : 10 ، اعمال الرسل 24 : 17
رسالة قورنتس الاولى 15 : 58 ، 16 : 1 – 4
وكان يمر بالمدن والقرى فيعلم فيها وهو سائر إلى أورشليم فقال له رجل يا رب هل الذين يخلصون قليلون؟فقال لهم اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق. أقول لكم إن كثيرا من الناس سيحاولون الدخول فلا يستطيعون وإذا قام رب البيت وأقفل الباب،فوقفتم في خارجه وأخذتم تقرعون الباب وتقولون يا رب افتح لنا فيجيبكم لا أعرف من أين أنتم حينئذ تقولون لقد أكلنا وشربنا أمامك ولقد علمت في ساحاتنا فيقول لكم لا أعرف من أين أنتم إليكم عني يا فاعلي السوء جميعا فهناك البكاء وصريف الأسنان إذ ترون إبرهيم وإسحق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله وترون أنفسكم في خارجه مطرودين وسوف يأتي الناس من المشرق والمغرب ومن الشمال والجنوب فيجلسون على المائدة في ملكوت الله فهناك آخرون يصيرون أولين وأولون يصيرون آخرين والمجد لله دائما
يبدو أن هذا الذكر الجديد لصعود يسوع الى أورشليم الآية 22 هو انتقال الى جزء جديد للرحيل راجع لوقا 13 : 22 ، 17 : 10 وتضم الآيات 22 – 30 عدة أقوال ليسوع في دخول الملكوت يعرضها متى في وجوه وفي سياقات كلام مختلفة ويوجهها لوقا للتنديد باليهود الذين لم يؤمنوا بيسوع ان بعض المفسرين يربطون بهذه الجملة القسم الأول من الآية التالية ويفصلون بينهما بينهما بفاصلة فقط وان الذين يتكلمون هنا هم يهود شاهدوا رسالة يسوع في نص متى 7 : 22 ، 23 الموازي يدور الكلام على أنبياء وصانعي عجائب مسيحيين ولا يعترف الديان باليهود الذين يصنعون الشر فالانتماء ألى ذرية ابراهيم لا يكفي للانتماء الى شعب الله راجع انجيل لوقا 3 : 8 ، يوحنا 8 : 33 : 41 بل يجب على الانسان أن يقبل يسوع ان يكون معروفاً من الديان الآيات 25 – 27 وهنا يسوع يعرض الملكوت هنا بصورة وليمة مشيحية راجع اشعيا 25 : 6 ، لوقا 14 : 15 ، 16 – 24 ، 22 : 16 ، 18 ، 39 حيث يجتمع المختارون حول الاباء والانبياء راجع لوقا 16 : 22 والذين لا يلبون دعوة يسوع يبعدون عن هذه الوليمة لكن يوجه هذا الانذار الى مجمل اليهود راجع متى 8 : 12 في حين ان لوقا لا يقصد ألا الذين لم يؤمنوا من سامعي يسوع وياتي الناس من المشرق والمغرب والشمال والجنوب والمقصود هم الوثنيين الذين سيقبلون في الملكوت راجع اشعيا 2 : 2 – 5 ، 25 : 6 – 8 ، 60 ، 66 : 18 – 21 ، متى 19 : 30 هذه الحكمة أكثر مرونة هنا مما هي في متى 19 : 30 ، مرقس 10 : 31 كثير ولا سيما مما هي في متى 20 : 16
انجيل لوقا 13 : 22 – 30
اعداد الشماس سمير كاكوز