أيام الشبيبة العالمية: اختبار لمحبة الله ولقاء الاخوة

Khoranat alqosh1 أغسطس 2023221 مشاهدةآخر تحديث :
أيام الشبيبة العالمية: اختبار لمحبة الله ولقاء الاخوة

المطران باسيليوس يلدو/ الاحتفال بأيام الشبيبة العالمية بدأت خلال حبرية البابا القديس يوحنا بولس الثاني في ثمانينيّات القرن الماضي، وتسمى عالميّة لأنه يشارك بها الشباب والشابات من مختلف انحاء العالم للتعبير عن ايمانهم واختبارهم لمحبة الله وتعزيز المحبة والاخوة بينهم.

وتستغرق هذه أيامًا معدودة؛ ما يقارب الأسبوعين. الأسبوع الاول والذي يسبق اللقاء الرسمي مع قداسة البابا تسمى “أيام الأبرشيات”، وهي المشارِكة في الجماعات الرعوية المنتمية إلى أبرشيات البلد المضيف للحدث، وفي بعض الأحيان أيضًا إلى أبرشيّات البلدان المجاورة، فيتعرّف الشباب على المنطقة والكنيسة المحلية، ويقيمون أحيانًا في المباني العامّة مثل المدارس والنوادي الرياضية أو في الرعايا وحتى عند العائلات أحيانًا. أما الأسبوع الثاني، وهو “القمة” يكون فيه أوقات للصلاة والمشاركة مع الكروبات الاخرى واوقات ترفيهية، فضلا عن الاحتفالات التي يترأسها الحبر الاعظم، مثل افتتاح الأسبوع ورتبة درب الصليب وسهرة صلاة والاحتفال بالقداس الختامي.

يتم الاحتفال بأيام الشبيبة العالمية عادة كل سنتين أو ثلاث وأحيانًا أربع سنوات، مثل ما حصل الآن في البرتغال حيث كان هذا الحدث مرتقبًا في بداية صيف 2022، ولكن تمّ تأجيله لمدة عام بسبب جائحة كورونا. ويتم الإعلان مسبقًا عن الدولة المضيفة للحدث القادم عند اختتام اليوم العالمي.

وفي كل مرة عند الاحتفال بالأيام العالمية يكون هناك نشيد خاص وشعار “آية” من الكتاب المقدّس، ولهذا العام اختار قداسة البابا فرنسيس شعار «قامت مريم، فمضت مسرعة» (لوقا 1: 39)، بينما تتمحور كلمات النشيد حول السعي للخدمة واتّباع مشيئة الربّ، كما فعلت مريم.

كما يتم اختيار شفيع أو أكثر للشبيبة في كل لقاء عالمي وترتبط الوجوه المختارة بمعنى هذا اللقاء أو بالتراث الديني والروحي للبلد المضيف. وفي نسخة لشبونة سيكون هناك 13 شفيعًا منهم: القديس دون بوسكو شفيع الشباب، والبابا يوحنا بولس الثاني مؤسس لقاءات الشبيبة العالمية، والقديس أنطونيو البدواني الذي انطلق من لشبونة للتبشير بالمسيح، بالإضافة الى قديسين محليين وعالميين، ولا ننسى شفاعة العذراء مريم للشبيبة وخاصة شعار لشبونة يتمركز حولها.

أول مرة احتفل رسميًا بأيام الشبيبة العالمية كانت عام 1986 في روما – ايطاليا من قبل البابا يوحنا بولس الثاني، ومن ثم استضافت هذا الحدث المدن التالية: بوينوس آيرس (1987) الارجنتين، سانتياغو دي كومبوستيلا (1989) اسبانيا، تشيستوكوفا (1991) بولندا، دينفر (1993) اميركا، مانيلا (1995) فلبين، باريس (1997) فرنسا، روما (2000) ايطاليا، تورنتو (2002) كندا، كولونيا (2005) المانيا، سيدني (2008) استراليا، مدريد (2011) اسبانيا، ريو دي جانيرو (2013) البرازيل، كراكوفيا (2016) بولندا، وبنما (2019) اميركا الوسطى.

يا حبذا بالمستقبل ان يتم اختيار أحد بلدان الشرق الأوسط لهذا الحدث المهم الذي يجمع الشبيبة من كل انحاء العالم وخاصة بلداننا هي شاهدة لمحبة الله وملتقى الاديان ومهد الحضارات. فالشيء الجميل في هذه اللقاءات هو تبادل الخبرات بين الشبيبة والاطلاع على ثقافات البلدان وعيش الاخوة الانسانية دون النظر الى العرق والجنس والمذهب…، بهذه اللقاءات تبنى الجسور.

بالختام نتمنى أن يختبر شبابنا المشاركين في هذه اللقاءات محبة الله، وأن يقوموا بتعزيز أواصر الاخوة بين الشبيبة التي تمثل كل الشعوب والبلدان وان يكونوا صانعي السلام الذي يحتاجه العالم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!