البابا فرنسيس: تضرّعوا إلى الرّب واستقبلوه في عواصف الحياة

Khoranat alqosh13 أغسطس 2023881 مشاهدةآخر تحديث :
البابا فرنسيس: تضرّعوا إلى الرّب واستقبلوه في عواصف الحياة

فاتيكان نيوز وأبونا / وجّه البابا فرنسيس كلمة قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، ظهر اليوم الأحد، أشار في مستهلها إلى إنجيل اليوم الذي يحدثنا عن معجزة ليسوع: “ففي الليل، مشى يسوع على مياه بحيرة الجليل نحو التلاميذ الذين كانوا يعبرون البحيرة بالسفينة” (راجع متى 14، 22-33).

وتساءل: لماذا فعل يسوع ذلك؟

وقال: ربما لحاجة ملحة وغير متوقعة لإغاثة تلاميذه الذين وجدوا أنفسهم محاصرين برياح معاكسة؟ ومع ذلك، كان يسوع نفسه مَن جعلهم ينطلقون في المساء -ويقول الإنجيل– “أَجبرَهم” (متى 14، 22). لماذا إذًا أراد يسوع المشي على المياه؟

وأشار إلى أن وراء ذلك رسالة لا يمكننا فهمها على الفور.

ثقوا، لا تخافوا!

وأوضح: في ذاك الوقت، كانت المساحات الشاسعة للمياه تُعتبر أماكن لقوى شريرة لا يستطيع الإنسان السيطرة عليها؛ وحين تكون مضطربة بسبب العاصفة، فإنّ الأعماق كانت ترمز إلى الفوضى وتذكّر بظلمات الجحيم. ويجد التلاميذ أنفسهم وسط البحيرة في الظلام، خائفين أن يغرقوا ويمتصّهم الشر. ويأتي يسوع ماشيًا على المياه، أي فوق قوى الشر، ويقول لتلاميذه: “ثِقوا. أَنا هو، لا تَخافوا!” (متى 14، 27).

وتابع البابا فرنسيس كلمته لافتًا إلى أنّ السيّد المسيح يقدّم لنا رسالة، وهي أن يسوع، ماشيًا على المياه، يريد أن يقول لنا”: لا تخافوا، فأنا أجعل أعداءك تحت قدمي”. لا الأشخاص! فهؤلاء ليسوا هم الأعداء، إنما الموت والخطيئة والشيطان. واليوم، يكرّر المسيح لكل واحد منا: “ثِق. أَنا هو، لا تَخف!”. الثقة لأني هنا، لأنك لم تعد وحيدًا في مياه الحياة المضطربة.

تضرّعوا إلى يسوع واستقبلوه

وتساءل قداسته: ما العمل حين نجد أنفسنا في عرض البحر وتحت رحمة رياح معاكسة؟ ما العمل وسط الخوف وحين نرى الظلام فقط ونشعر بأننا ضائعون؟. ولفت إلى أنّ التلاميذ، وكما جاء في الإنجيل، قاموا بأمرين اثنين: تضرّعوا إلى يسوع واستقبلوه.

وقال: يتضرّع التلاميذ إلى يسوع. مشى بطرس قليلاً على الماء نحو يسوع، ولكنه من ثم خاف وأخذ يغرق، فصرخ قائلا “يا رَبّ، نَجِّني!” (متى 14، 30). جميلة هذه الصلاة التي يتم التعبير من خلالها على الثقة بأن الرب قادر على أن يخلّصنا، وأنه يتغلب على مخاوفنا -تابع البابا فرنسيس كلمته- داعيًا إلى تكرار هذه الصلاة ثلاث مرات: “يا رب، نجّني!”.

أماكن نجاة، وفرص لقاء

وأشار إلى أن التلاميذ استقبلوا يسوع على السفينة.

وتوقّف في هذا الصدد عند ما جاء في الإنجيل، فما إن صعد إلى السفينة “سَكَنَتِ الرِّيح” (متى 14، 32). وقال: يعلم الرب أنّ سفينة الحياة، كما سفينة الكنيسة، مهددة برياح معاكسة، وأن البحر الذي نبحر فيه هو هائج في أكثر الأحيان. ولا يجنّبنا تعب الإبحار، لا بل -وكما يقول الإنجيل- يدفع تلاميذه إلى الانطلاق: وهي دعوة إلى مواجهة المصاعب، كي تصبح هي أيضًا “أماكن نجاة” وفرصًا للقائه. ففي الواقع، في لحظات الظلام يأتي للقائنا، طالبًا أن يتم استقباله كما في ذاك الليل على البحيرة.

وفي ختام كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي، قال البابا فرنسيس: لنسأل أنفسنا: كيف أتصرّف وسط المخاوف والمصاعب؟ أأمضي إلى الأمام لوحدي، بقواي، أو أتضرع إلى الرب بثقة؟ وماذا عن إيماني؟ أأثق أن المسيح أقوى من الأمواج والرياح المعاكسة؟ وخصوصًا: هل أُبحر معه؟ أأستقبل يسوع وأفسح له مكانا في سفينة حياتي، وأسلّمه الدفة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!