محاورة / باسل شامايا
بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة قررت هيئة تحرير جريدة صوت القوش أن يكون الأب الفاضل غزوان شهارا ضيفنا لهذا العدد ، فقام مندوب الجريدة بزيارة الضيف الى محل إقامته وبعد استضافته لنا استهل المندوب اللقاء بكلمة ترحيبية به شاكرا إياه على تلبيته الدعوة لأجراء هذا اللقاء ثم طلب منه ان تكون البداية وكالمعتاد بالتعريف بالضيف العزيز فقال بعد ان شكر هيئة التحرير على هذه الزيارة واللقاء : غزوان يوسف شهارا من مواليد القوش 1971 درست في مدارس القوش حتى تخرجت من الإعدادية عام 1988 ثم أكملت دراستي الجامعية في كلية الهندسة جامعة الموصل عام 1992 وعملت مهندسا في المشاريع الهندسية لمدة أربع سنوات ثم دخلت معهد شمعون الصفا الكهنوتي في بغداد عام 1996 وبعد إكمالي للدراسات الفلسفية أرسلت الى روما لإكمال دراستي اللاهوتية عام 1999 . تخرجت من الجامعة الاوربانية في روما بشهادة بكلوريوس في اللاهوت عام 2002 ورسمت كاهنا في روما في 23/11/2002 وبعد ذلك حصلت على شهادة الماجستير من معهد دراسات الكتاب المقدس في روما عام 2006 وكان اسم أطروحتي ( الخلق في العهد القديم والأساطير البابلية ) ثم أكملت دراسة الدكتوراه في الجامعة الاوربانية باختصاص الكتاب المقدس وبعنوان (( من الخلق الأول الى الخلق الجديد : مقارنة لقصص خلق العالم وأساطير وادي الرافدين )) وأخيرا عدت الى ارض الوطن عام 2010 وتم تعييني خوري رعية مار كوركيس في القوش بتاريخ 6/1/2010 وعن التزاماته الوظيفية قال : عملت أستاذا للكتاب المقدس في كلية بابل للفلسفة واللاهوت الحبرية في عينكاوه وخلال السنة أغادر الوطن الى روما ولمدة شهرين لإلقاء المحاضرات في الجامعة الاوربانية في مادة ( اللغات السامية ) .
س// ما هي المسؤولية الملقاة على عاتقك من قبل الكنيسة في القوش …؟
ج// إضافة الى كوني خوري في كنيسة مار كوركيس كذلك معاونا للأسقف في الشؤون الإدارية للأبرشية .
س// ماذا كان عطاءك بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة في القوش…؟
ج// بكل فخر واعتزاز وبهذه المناسبة العظيمة قمت بنشر كلمة الله في الكتاب المقدس من خلال نشاطات الكنيسة المتكونة من خمسة عشر نشاطا شبابيا وغيرها إضافة الى التأكيد على ما دعا إليه قداسة البابا في رسالته الموجهة الى العالم اجمع بمناسبة اشراقة العام الجديد تحت عنوان ( تربية الشباب على العدالة والسلام ) والتي هي منهاج لكل عائلة مسيحية وخاصة في زمننا الذي هو بأمس الحاجة الى السلام والعدالة.
س// ماذا تقول عن قرار الوقف المسيحي بعدم الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد خلال هذا العام؟
ج// لقد حصل في الآونة الأخيرة بعض التشنجات فيما بين الجهات المسؤولة في ديوان الأوقاف والسلطات الكنسية ومع هذا فالكنيسة تحترم دون اللجوء لاتخاذ قرارات مثل هذه القرارات والتي تخص علاقاتنا مع الأخوة المسلمين في مناسباتهم الدينية وكما يفعلون هم أيضا بمناسبتنا الدينية علينا أن نحترم مشاعرهم في مناسباتهم لكي نحافظ على علاقات وطيدة بيننا.
س// أحيانا تغادر الوطن الى أوروبا .. ترى هل هناك التزام وظيفي برحلاتك ..؟
ج// في كل عام أغادر الوطن الى ايطاليا لغرض التدريس بالإضافة الى قضاء العطلة السنوية هناك .. وأيضا ألبي الدعوات لحضور مؤتمرات دينية تخص الكتاب المقدس في لبنان او في سويسرا وروما .
س// لماذا لا تبادر لتأسيس لجنة مشتركة يساهم فيها الكنيسة ومنظمات المجتمع المدني للقيام بمهرجان نبات أو نشاطات ثقافية أخرى كما كانت في السابق …؟
ج// إن مهرجان مار ميخا الذي أقيم بتاريخ 3/4/5/11/ 2011 ليس إلا دليل على نيتنا في إعادة إقامة المهرجانات الثقافية والفنية في القوش وكنت أنا بنفسي قد أوصلت بطاقة دعوة المهرجان لكافة الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بغية حضورهم المهرجان وكان يتضمن إضافة الى احتفال ديني ، معارض للكتاب والأعمال اليدوية ونشاطات ترفيهية أخرى .
س// هل فكرتم باحتواء الشباب الذين يقضون جل أوقاتهم هنا وهناك دون أن يقدموا للمجتمع من طاقاتهم وإبداعاتهم وأفكارهم الشابة .
ج// نعم فكرت بنشاط خاص لاستقطاب الشباب ولا أريده نشاطا تقليديا ولكن هناك ما يعيق تنفيذ هذا النشاط والذي هو ( المكان ) هذا العنصر المهم ، فأتمنى أن يكون هناك مركز شبابي تتوفر فيه قاعات لكي تفي بالغرض المطلوب وكذلك صالات للألعاب الرياضية وللبرامج التلفزيونية والثقافية ، أملي أن تذلل الصعاب لكي أتمكن من تحقيق هذا النشاط .
س// ما هو موقف الكنيسة من الهجرة .. وهل هناك محاولا او معالجات للحد منها …؟
ج// موقف الكنيسة دائما ضد الهجرة سواء في السابق او حاليا .. أما حول معالجة ذلك فإنها عملية صعبة خاصة حينما لا تعرف ما هو السبب ويقال ان استفحال الهجرة تعود لسببين : الأول – بسبب تدهور الوضع الأمني وهذا ما لم تتمكن تغييره الكنيسة والسبب الثاني فهو العامل الاقتصادي ونضرب على ذلك مثلا : ان الكثير من الكنائس التي لديها إمكانيات مادية جيدة تحاول إقامة مشاريع تخدم فيها المنطقة وتمنح فرص العمل للعوائل التي تفكر بالهجرة وتنجح في مسعاها أما كنيسة القوش فليس بإمكانها إقامة مثل هذه المشاريع لأنها لا تستطيع تغطيتها اقتصاديا .. وأنا بدوري ككاهن هو ان أوعي الشباب او العوائل بأن الهجرة ليست دائما الحل الأمثل فإنني عشت هذه التجربة 10 سنوات متنقلا في أوروبا وأمريكا لخدمة رعايانا في المهجر الذي يعبروا خلال لقاءاتنا عن استيائهم وخطئهم الكبير في مغادرة الوطن ولكن ذلك يأتي بعد فوات الأوان.
س// ماذا تطلبه الكنيسة من منظمات المجتمع المدني …؟
ج// ان ما تطلبه الكنيسة من هذه الواجهات الثقافية والاجتماعية هو توحيد الجهود والطاقات من اجل خدمة هذه البلدة المعطاءة وأهلها بكافة تنوعاتهم الفكرية والذين هم جميعا أبناء وبنات الكنيسة دون تفضيل احد على الآخر .
س// ما رأيكم بجريدة صوت القوش وماذا تقول في كلمتك الأخيرة…؟
ج// حول جريدة صوت القوش بالرغم من عدم متابعتي لها باستمرار طبعا لانشغالاتي الكثيرة إلا ان قراءتي لبعض من أعدادها وجدتها جديرة بالقراءة وقد ساهمت في موضوعين تحت اسم ( كفن يسوع ) نشرتها على صفحات الجريدة .. تمنياتي للجريدة التقدم والتألق الدائم لنشر كلمة الحق وإيصال صوت من ليس له صوت الى القارئ الكريم وإعطاء مثل صالح للآخرين في خدمة بلدتنا وأبنائها فيما يرضي الله والناس وبارك الرب بجميع كادر هذه الجريدة وشكرا لمندوبها الذي قام بإجراء هذا اللقاء.