أجرى اللقاء باسل شامايامن المشاريع الانسانية التي تكللت بالنجاح في بلدتنا العزيزة القوش ميتم مار يوسف الذي يضم العديد من احبتنا الاطفال والفتيان اولئك الذين ذاقوا قساوة ومرارة الظروف الاجتماعية والمعيشية وحرموا من اجتماعهم تحت خيمة العائلة الواحدة اسوة بأقرانهم الذين يتنعمون بدفء الوالدين وعلاقات المحبة والتآلف بين افراد العائلة .. فوجدوا في ميتم مار يوسف عائلة كبيرة يغمرهم العطف والحنان اللذان احتاجوا اليه في احلك اوقاتهم .كان لنا شرف لقاء الأب الفاضل يوسف يونو الذي يدير الميتم ويشرف على رعاية الأيتام فالتقيناه في دير السيدة واجرينا معه لقاءا للتعرف على حياة هؤلاء الاحبة فأستُهلَ اللقاء بالترحيب به شاكرا مسعاه في اتاحته فرصة اللقاء بالرغم من انشغالاته الكثيرة في رعاية منتسبي الميتم وادارته ومسؤوليات عديدة اخرى .. وبعد استضافته الكريمة شرع في
الحديث عن الميتم مستعرضا بلمحة تاريخية عن االاسباب والهدف من نشوئه فقال : بسبب الظروف العصيبة التي مرت بها المجتمعات الانسانية والدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية ، ارتفع عدد الايتام والمشردين بشكل كبير خصوصا في البلدان التي تعرضت للاحتلال ، وكان لبلدان العالم الثالث حصة الاسد في ماساتهم من ذلك الاحتلال ، ومن بين تلك البلدان بلدنا العزيز الذي رزح تحت نير الاحتلال العثماني والبريطاني سنين طوال ، وكان لذلك الغزو تأثيرا سلبيا على مجتمعنا وخلّف عواقب وخيمة كترحيل الناس من منازلهم وتهجيرها قسرا وكان ذلك سببا في تفكيك الكثير من العوائل اضافة الى الظروف المعيشية و معاناة اجتماعية واقتصادية اخرى ، وقد برزت جرائم السرقة والاعتداء والقتل وظواهر سلبية اخرى ، و بالمحصله النهائية دفع الاطفال ثمن ذلك غاليا كالأضطرابات النفسية التي باتت عائقا امام مزاولة حياتهم الطبيعية ومشاكل كثيرة تلك التي جعلتهم يتركون مدارسهم ويتشردون هنا وهناك .. وللتخفيف عن هذه المشاكل والاضرار التي مروا بها كان للرهبانية دورا فاعلا في معالجة وتذليل تلك الصعاب وتخفيف وطأتها حينما فتحوا الاديرة لاستقبال المهجرين افواجا ومن عدة اماكن متفرقة في العراق ، ومن هذا المنطلق أُنشأ الميتم في دير السيدة لرعاية الايتام والمشردين ، فوضع حجر الاساس في 21 آب 1949 برعاية الانبا المطران اسطيفان بلو الرئيس العام للرهبنة ، استمر المشروع لعدة سنوات لكنه لم يدم طويلا بسبب ظروف اقتصادية وسياسية فأغلق المشروع مخلفا وراءه الركام والحطام .. وفي عام 2000 اعيد ترميمه بحلة جديدة ليستقبل عددا من الأيتام تجاوز ( 30 فردا ) تراوحت اعمارهم بين (6 – 17 ) سنة . وبادرت ادارة الدير في الاونة الاخيرة الى بناء ميتم جديد مجاور الميتم القديم بدعم الخيرين والمحسنين ، بسبب تآكل اجزائه بالرطوبة نتيجة المواد الاولية البسيطة التي استخدمت في البناء آنذاك ، مما جعل منه هيكلا هزيلا ومتزعزعا ، ولضيق حجمه وسعته المحدودة في استيعاب عدد الايتام ، والميتم على وشك الاكتمال والرهبانية تستعد لاقامة مراسيم افتتاحه وتكريسه في القريب العاجل .
س// ما هي الأهداف التي تأسس من اجلها الميتم ….؟ج// الهدف الاسمى الذي أقدمت ادارة دير السيدة على تأسيس هذا الميتم يتجسد في احتضان اليتامى المحرومين من محبة وعطف الأبوين وتقديم خدمات جليلة تعوضهم عن كل ما يحتاجونه من الخدمات والرعاية في حياتهم اليومية ومن بينها ://1تسليح الأيتام بالتربية الصالحة والمبنية على الايمان والمحبة .//2بناء شخصية متزنة لهم على الصعيد الفكري والجسدي والعاطفي والنفسي .//3تنمية قابلياتهم وصقل مواهبهم وخلق جو من الالفة بينهم وابراز طاقاتهم والانفتاح لمواجهة المجتمع . 4// الحرص الشديد على مواصلة التعليم ليكونوا افراد نافعين يخدمون وطنهم ومجتمعهم . 5// التوجه في بناء الجسور وتعزيز العلاقات مع اوليائهم ليتابعوا اولادهم الذين احتضنهم الميتم .س// هل هناك شروط محددة للقبول في الميتم وما هي ابرزها …؟
ج// نعم هناك شروط نتبعها في قبول الايتام وهي : 1// يجب ان يتراوح عمر اليتيم بين السنة السادسة والعاشرة . 2// هناك أفضلية لليتيم الفقير من كلا الابوين على من سواه من الفقراء 3// يجب ان يقدم مع الطلب تقرير طبي مصدّق يثبت لليتيم حالته الصحية والعاهة الجسدية ان وجدت . 4// يجب ان يكون اليتيم مزودا بشهادة العماذ المقدس والتثبيت . 5// يجب ان يرفق مع معاملة التقديم شهادته الجنسية وهوية الاحوال المدنية . 6// يجب ان يكفله احدا من اقربائه . 7// تزكية عن حالته الاجتماعية من كاهن خورنته الى ادارة الميتم .س// هل هناك برنامج خاص تتبعونه بشكل يومي وما هي اهم فقراته ..؟ج// نعم لدينا برنامج ينقسم الى قسمين الاول معدّ للدراسة الاكاديمية في فصل الشتاء اما الثاني فهو معد خلال العطلة الصيفية اي بعد انتهاء العام الدراسي ويتخلل البرنامجين ما يلي:))النشاطات الدينية ، الثقافية / الفنية ، الاجتماعية ، التربوية ، الترفيهية ، والرياضية ((النشاطات الدينية والثقافية ://1تعليم مسيحي عام داخل الميتم وخارجه ضمن رعايا الابرشية .//2الحرص على اتمام الممارسات والعبادات الدينية بكل امانة وورع كالقداس الالهي ، الوردية ، القراءة الروحية .//3التركيز على الألحان الكنسية والتراتيل الروحية لا سيما الطقسية .//4تعلّم اللغات الى جانب اللغة العربية : الانكليزية – السريانية – الكردية .//5 يقومون مرة او مرتين في السنة بعروض مسرحية دينية ونشاطات ثقافية وادبية اخرى .//6يستضيف الميتم الاخويات الكنسية والعلمانية ، ويهيء لها الاجواء الملائمة لنشاطاتها .
النشاطات الاجتماعية والتربوية :1// زيارة العوائل الفقيرة ومشاركتها في معالجة مشاكلها ومعاناتها وتعتبرها ادارة الميتم ذات ابعاد اساسية في العملية التربوية .2// تنظيم حلقات توجيهية وتدريبية لأعداد الاولاد للتعامل مع طموحاتهم وهمومهم باحترام وجدية واظهار الاهتمام الكافي لمساعدتهم للتأقلم فيما بينهم وصنع القرار المشارك والتمكن من التعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية ومسؤولية .3// تلبية الدعوات الاجتماعية والثقافية والتربوية التي تقدم للميتم .4// تعليم الحرف المهنية وتنمية الاشغال اليدوية والتدريب على المهارات والمواهب الخاصةالنشاطات الترفيهية والرياضية :1// الاهتمام بعرض افلام دينية وثقافية واجتماعية هادفة2// تنظيم سفرات ( دينية واثرية وعلمية وترفيهية ) الى مختلف الاماكن في البلاد .3// اقامة حفلات وامسيات ترفيهية في مختلف المناسبات .4// تنظيم بطولات رياضية في كل عام بكرة القدم يشارك فيها عدة فرق رياضية .5// اقامة دورات تعليمية وتدريبية على مختلف الآلات الموسيقية كالاورغن والعود والكمان والكيتار والفلوت .6// هناك العاب اخرى يمارسونها داخل القاعة المجهزة لهذا الغرض ( كالرشاقة والبليارد والمنضدة والاتاري والعاب فكرية اخرى .وهناك نشاطات اخرى كالمطالعة المفتوحة في مكتبة الميتم ودورات تعليم الحاسوب وكيفية توظيف الانترنيت والاستفادة منه .س // لمن انيطت المسؤولية الادارية للميتم ..؟ج// ارتأت الرهبانية ان تعطي استقلالية تامة لأدارة هذا المشروع الأنساني حيث خصصت لهذه العملية اثنين من الرهبان تم تعيينهما لفترة زمنية محددة وتقوم الرهبانية بدعمهما ماديا ومعنويا لكي يستمر المشروع ويلاقي النجاح في نشاطاته وعطاءاته ، ويعمل الراهبان معا وفق آلية واضحة تحدد المسؤوليات الادارية للمشروع وتوزيع الادوار بطريقة منهجية شاملة ومتوازنة .. المرجع الاساسي هو الرئاسة العامة للرهبانية وذلك من الناحيتين القانونية والاستشارية اما بما يخص الامور المادية فارتباطها محكومة بالقيم العام للرهبانية .. اما القائم بادارة الميتم فهو الاب الراهب يوسف يونو عجم .
س// هل هناك كادر تخصصي يقوم بالاشراف على العملية التربوية للايتام …؟ج// نعم …! لقد خصصت الرهبانية كادر تعليمي وصحي وخدمي منهم : 1// معلمات مخصصات لتقوية الدروس الاكاديمية . 2// معلمون مخصصون للتعليم المسيحي والتراتيل الدينية . 3// طبيب صحي ذو اختصاص يشرف الى رعايتهم صحيا ، وطبيب نفساني ذات اختصاص . 4// تهيئة الطهاة الذين يهيئون الطعام والشراب لهم . 5// تهيئة الكادر الذي يقوم بغسل الملابس وادامة الميتم من ناحية النظافة . 6// توفير سائق يقوم بنقلهم وفلاح يعتني بحدائق الميتم وامور اخرى كثيرة .س// ما هي المصادر التي تعتمدونها لتغطية مصاريف الميتم …؟ج// في البدء نشكر الرب على نعمه الفياضة علينا ولولاها لما تكلل المشروع بالنجاح وكذلك بشفاعة القديس مار يوسف الذي شيّد الميتم بأسمه بالاضافة الى ذلك اغدق علينا الخيرين والمحسنين بتبرعاتهم ودعمهم المتواصل سواء كانوا من داخل البلاد او خارجه فدعموا الميتم في بداية تأسيسه وما زالوا حتى يومنا هذا بدعمه بكل سخاء وهناك العديد من الاشخاص يقدمون الدعم ولم يوافقوا على ذكر اسمائهم . بوركت جهود كل من مد يد العون لميتمنا الذي يعيش حاليا تحت خيمته 17 يتيما جازاهم الله خيرا .س// كيف تقيمون الوضع الحالي للميتم …؟ج// الميتم يضم مجموعة من الاطفال من مختلف الاعمار ، انهم بأمّس الحاجة الى الرعاية والعناية يقومون بواجباتهم حسب ما تملؤه عليهم الادارة .. قدّم منذ تاسيسه ولحد الان خدمات جليلة وما زال محافظا على نهجه لضمان حياة حرة كريمة للاطفال والفتيان المحرومين من الرعاية الاسرية ومن بينهم من تقلّد مناصب كنسية واجتماعية مرموقة وما زالوا يقدمون خدماتهم بكل تضحية وايثار واليوم في ميتمنا مجموعة من اقرانهم ينعمون بحياة لا تقل قيمة وقدرا عن حياة اي طفل يتمتع ببنية سليمة وحرية وراحة البال .س// ماذا تقول بكلمتك الاخيرة في هذا اللقاء …؟ج// بأسم احبتي في ميتم مار يوسف البتول اقدم جزيل شكري وامتناني لك على هذا اللقاء الذي خصص للتعرف على حياة الاحبة في الدير تمنياتي بالنجاح والتقدم والتواصل في ذات الطريق في خدمة الحركة الثقافية في القوش وشكرا على هذه التغطية الاعلامية .