تنظيم النسل

Khoranat alqosh24 أغسطس 20231204 مشاهدةآخر تحديث :
الاكليريكي آندرو جما
الاكليريكي آندرو جما

نقرأ في سفر التكوين من الكتاب المقدّس عن الخليقة الآية: “أُنْمُوا وا‏كْثُروا وا‏مْلأوا الأرضَ” (تك 1: 28). فكما خلق الله هذا العالم فقد دعا الإنسان ليشاركه في عملية الخلق، بواسطة الإنجاب.

هناك الكثير من الأسئلة تُطرَح اليوم حول موضوع تنظيم النسل. لكن، قبل كلُّ شيء علينا أن نميّز بين تنظيم النسل وتحديد النسل. فالأول هو اختيار الزوجَين «العفة من حين إلى آخر، وأساليب تنظيم النسل المرتكزة على المراقبة الذاتية واللجوء الى أوقات العقم» كونها متوافقة والمقاييس الأخلاقية الموضوعية، بحسب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية. بينما الثاني يعني رفض الإنجاب كلّيًّا وهذا ما ترفضه الكنيسة لأنه يُخالِف أحد أهمّ أهداف الزواج التي تتمثّل في الإنجاب وتربية البنين.

بإمكان الأزواج أن يتّبعوا الطرق الطبيعيّة لتنظيم النسل، كما أوضحنا سابقًا، عبر إطالة الفارق الزمني بين ولادات أبنائهم. بينما تواظب الكنيسة على توعية أبنائها في هذه القضايا، وتدعوهم إلى تحكيم العقل، لأن هذه الطرق تحفظ كرامة البشر وتصون العمل الزوجي كتعبير عن الحب الحقيقي المتبادل.

تتلخص الطرق الطبيعية لتنظيم النسل في ملاحظة دورة الطمث (الحيض) لدى المرأة. فخلال الدورة الشهريّة تكون المرأة خصبة لعدد معين من الأيام، ويكون جسمها خلالها قادرًا على استقبال حياة جديدة، عليه يفترض تجنّب أيّ علاقة جنسية في خلال هذه الفترة إذا كانت هناك رغبة في تنظيم النسل.

بينما لا توافق الكنيسة على لجوء الأزواج إلى الطرق غير الطبيعيّة ونذكر منها: الوسائل الكيميائيّة (حبوب منع الحمل، حقن الهرمونات طويلة المفعول، المضخّات تحت الجلد، الغسل المهبلي وإلخ). الوسائل الميكانيكيّة (الغلاف الواقي للرجل، الغطاء الحاجز المهبلي). الوسائل الجراحيّة (تعقيم المرأة والرجل) والاصطناعيّة (اللولب). فالكنيسة الكاثوليكيّة ترفض اللجوء إلى أيٌّ من هذه الوسائل لتنظيم النسل، لأنها تتعارض مع الطبيعة كما تؤدّي إلى إجهاض مباشر وقتل الأجنّة.

يمكننا أن نلخّص تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة في هذا الصدد بكلمات البابا بولس السادس في رسالته حول (تنظيم النسل) حيث يقول: “إذا كانت هناك أسباب صوابيّة تدعو إلى المباعدة بين الولادات، وتنشأ عن أوضاع الزوجين الطبيعيّة والسيكولوجيّة أو عن أحوال خارجية، فالكنيسة تُعَلِّم بأنَّهُ يَجوز، في ممارسة أعمال الزواج في فترات العقم وحدها، اللجوء إلى الدورات الطبيعيّة الملازمة لوظائف الإنجاب وتنظيم النسل تبعا لذلك، ولكن دون مساس بالمبادىء الأدبيّة التي ذكّرنا بها”

كثيرون يقولون إن الكنيسة تصعّب علينا الأمور في الحياة الزوجيّة. ولكن على هؤلاء وغيرهم ألّا  ينسوا أن الكنيسة لا تريد سوى خير الأزواج ونجاح حياتهم الزوجيّة لكي يأسِّسوا عائلة مسيحيّة مبنيّة على أسس أخلاقية ومسيحيّة صحيحة. فتعليم الكنيسة هو من أجل البناء وليس من أجل الهدم. لذا علينا أن نكون منتبهين وواعيين لندرك أهمية هذا التعليم ونطبقه على أكمل وجه.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!