الاب سليمان حنا : مسحة المرضى

Khoranat alqosh2 سبتمبر 20231104 مشاهدةآخر تحديث :
اعداد الاب سليمان حنا
اعداد الاب سليمان حنا

حسب رسالة يعقوب (5/ 14-16)، مرقس (6/ 3)، نلاحظ أن مؤسس السر هو يسوع. قبل القرن الثامن نلاحظ بعدم وجود رتبة طقسية تخص هذه المسحة، وانما نجد صلوات تبريك الزيت المقدس قبل القرن الرابع على يد الأسقف، ومن استعمالات هذا الزيت لمسح المريض الذي كان بحاجة مساعدة جسدية أو روحية، وايضاً كان من الممكن شربه ايضاً من قبل المؤمن وحمله للبيوت وتقديمه لمرضاهم.

اما فيما جاء في رسالة البابا إينوشنتيوس الأول سنة (416)، وكما اشرت اليه انفاً، كان يحق للعلمانين الحق بالمسحة لان السر كان يكمن في صلاة الاسقف على الزيت. كذلك يحدد البابا من يمكن نيل السر فيخص المؤمنيين فقط.

نحو القرن الثامن كثرت الوثنية والطقوس السحرية فنغرس الشعب بهذه العبادات، واهمال هذا السر لذا غشيتاً لقدسية السر خصه على الاكليروس فقط في خدمة السر وايضاً استناداً لما جاء في رسالة يعقوب. وفي هذا القرن نلاحظ انتشار رتب طقسية تخص موضوع المسح بالزيت، وبدأ السر يتماشى مع المفهوم الروحي اكثر من المفهوم الجسدي أي  نجده ذو بعد واحد لكن بالحقيقة للسر بعدين مزدوجين.

بما ان البابا إينوشنتيوس الأول اقر بأن المسحة لا تمنح للخطأ الذين لم يتصالحوا بعد اي لا يزالوا محرومين من الاسرار، فالتائب كان يحق له قبول هذا السر بعد المصالحة على فراش الموت. فمنذُ القرنين الحادي عشر والثاني عشر لم تعد تمنح هذه المسحة الا على فراش الموت وبعد التوبة والمناولة الأخيرة، وهكذا اصبحت المسحة الأخيرة.

نلاحظ في المجمع الفاتيكاني الثاني ولا سيما في دستور الليتورجيا ثلاث بنود تخص هذه المسحة (73-75). يشدد المجمع على تسمية المسحة بمسحة المرضى عوضاً على ما هو متعارف عليه بالمسحة الأخيرة، وتعطى لكل شخص مقبل في دخول خطر الموت نتيجة المرض أو الشيخوخة، وايضاً يقر بأن كل مرض هو فكرة لموت قادم (قريب) وخاصة عن كبار السن. كذلك يشير في الفقرة (74) إلى عدد المسحات “حذفوا المسحات على العينين والاذنين والأنف والشفتين والرجلين. واعتاضوا عنها بمسحة على الجبين وأخرى في باطن اليدين المفتوحتين. وذلك كون الجبين واليدين هما الإنسان كله: العقل والعمل”.

ما يخص مجموعة قوانين الكنائس الشرقية فورد في باب العبادة الألهية ولا سيما في الفصل الخامس (ق 737-742). تحدد هذه القوانين الست من هم الأشخاص القادرين على اقتبال هذا السر ولا يحدد المسنين فقط وايضاً ليس من الضروري أن يكون في حالة خطر الموت بل أن يكون مصاباً بمرض. كذلك الاشارة إلى مجاء في المجمع ( الفاتيكاني الثاني) حول تسمية هذا السر، وشدد على تسمية مسحة المرضى ولا يقلل من سر التوبة بالمقابل. ويوصي الكنائس الشرقية على المحافظة حول امكانية منح السر من قبل عدد من الكهنة.

الحرية في اقتبال السر من قبل المقتبل فيفضل طلب المسحة بحرية الشخص قبل ان يشدد المرض عليه ويفقد وعيه. ويشدد على أن خادم السر هو الكاهن وايضاً التقيدد في الكتب الطقسية، لكن في حالة الضرورة تجرى مسحة واحدة مع حفظ صيغتها الكلامية.

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، جاء فيه وخاصة في الفقرات التالية (1499-1525)، توضيحاً واقراراً على أن الكنيسة تؤمن وتعترف بهذا السر وايضاً يوضح التقليد اللليتورجي استعمال الزيت المقدس لمسح المرضى. وكما اشرت انفاً وعلى مر العصور تقتصر مسحة المرضى على المشرفين على الموت.

فيشدد التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الوقت المناسب لقبول هذا السر هو عندما يرى الشخص المؤمن بأنه يتعرض لخطر الموت جراء مرض أو شيخوخة ويمكن قبوله اكثر من مرة واحدة. ويوضح بأن خدام السر الاساقفة والكهنة وباحتفال ليتورجي وجماعي.

مفاعيل السر موهبة الروح القدس التعزية وايضاً الاتحاد بالمسيح، فالمرضى بقبولهم لهذا السر هم يشتركون مع الالم المسيح وموته وقيامته. وايضاً هو تأهب لحياة جديدة. وكذلك لا ننسى البعد النفسي والجسدي، فبهذا السر تشترك الكنيسة مع المريض في الامه. “فكما ان أسرار المعمودية والتثبيت والافخارستيا تؤلف وحدة متكاملة هي “أسرار التنشئة المسيحية”، كذلك أسرار التوبة والمسحة المقدسة والافخارستيا، يمكن اعتبارها زادا أخيرا، في اللحظة التي تبلغ فيها الحياة المسيحية أجلها. “هذه الاسرار تعد للانطلاق الى الوطن” وتنهي رحلتنا الارضية”. (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الفقرة 1525).

 

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!