مريم هو أسم عبري معناه “البحر المُر(ياما مررتا)”، وقد تغير عبر التاريخ إلى اشكال عدة منها: ميري، ماريا، ومارينا …الخ. يوسف هو اسم عبري معناه “الله يزيد”، يسوع الصيغة العربية للأسم يشوع (ئشوُع) بالعبرية ومعناه “الله مخلص”.
أحد بشارة الملاك لمريم العذراء حيث يحقق الله وعده الذي قطعه منذ خطيئة الإنسان الأول، بیسوع يتحقق الخلاص، وها مريم تقبل أن تكون خادمة لله، أُماً لابنه الوحيد، الذي فيه تتحقق جميع النبوءات ويتم التدبير الخلاصي.
لهذه البشارة ابعاد مهمة:
1) التدبير الخلاصي (ولادة المخلص): الله تجسد في الإنسان وأخذ صورة العبد يقول الرب، لكي يقرب صورة الخالق للإنسان. بمعنى آخر الله أخذ صورة الإنسان كي يصلح صورة آدم الأول. الكتاب المقدس يدعونا أن نكون كاملين ” كونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويّ كامِل”. (متى 5: 48).
2) قبول مشيئة الآب (بواسطة نعم): كلمة نعم التي نطقتها مريم للملاك كانت بمثابة وعد لله، وهكذا نحن ايضاً علينا انت نتخذ من مريم مثالاً صالحاً، لكي نقول مثلها نعم لمشئة الآب.
3) الصمت والإصغاء: أصل الحياة ومعناها الكامل، فيقول إشعيا النبي: ” أَميلوا آذانكم وهَلُمُّوا إِلَيَّ، اِسمَعوا فتَحْيا نُفوسُكم” (إشعيا 55: 3). إلهنا له مشروع الكل واحد منا، مشروع حب، هو يعرفه ومن خلاله فقط نستطيع تحقيقه، ونحن مدعوون أن نصغي ونحقق ما يقوله لنا. ولدنا لنصغي، والإيمان هو القدرة على الإصغاء، بل يولد أساسًا من الإصغاء.
مريم العذراء هي حواء الجديدة، كيف؟
يقول مار أفرام السرياني احد آباء الكنيسة، حيث يذكر مقارنة بين حواء ومريم العذراء، حواء رفضت طاعة الله “قالَ لِلمَرأةِ: أزيدُ تعَبَكِ حينَ تَحبَلينَ، وبالأوجاعِ تَلِدينَ البَنينَ. إلى زَوجِكِ يكونُ اشتياقُكِ، وهوَ علَيكِ يسودُ” (تكوين 3: 16). ومريم التي اعادة للمراة حريتها التي فقدتها بواسطة الخطيئة. “أنا خادِمَةُ الرّبّ: فَلْيكُنْ لي كَما تَقولُ” (لوقا 1: 38). ويصف مريم العذراء “بالعين المضيئة” (العين اليمنى)، ويصف حواء “بالعين المظلمة” (العين اليسرى). وذلك كما هو معروف في الكتاب المقدس أن جهة اليمين هي جهة الخير والبركة. حيث نجد هذا في الكثير من النصوص منها: يوم الدينونة “فيَجعَلُ الخِرافَ عَنْ يَمينِهِ والجِداءَ عن شِمالِه” (متى 25: 33). وايضاً في حدث استشهاد إستفانوس “أرى السّماءَ مَفتوحَةً واَبنَ الإنسانِ واقِفًا عَنْ يَمينِ اللهِ” (اعمال الرسل 7: 57).
اذاً مريم بواسطة قبولها لمشيئة الربّ (نعم) جلبت للبشرية الخير والبركة، لأن هو الذي من خلاله الشعب يخلص من الخطيئة. ويريد أن يعلمنا كيف نحن اليوم نكون خيرين لأخوتنا البشر.
اذاً العقدة، التي سببها عصيان حواء، حُلت بطاعة مريم. اذاً العقدة، التي سببها عصيان حواء، حُلت بطاعة مريم. اي بكلام آخر ماربتطه حواء بقلة إيمانها، حلته مريم بإيمانها.
صلاة السلام عليك مركبة من ثلاثة أقسام:
1) من كلام الملاك الموجه إلى البتول: “السلام عليكِ يامريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معكِ”. (لوقا1: 28).
2) من كلام نسيبتها إليصابات: “مباركة أنتِ في النساء ومباركٌ ثمرة بطنكِ يسوع”. (لوقا1: 42).
3) من تعليم الكنيسة: “يا مريم القديسة، يا والدة الله صلي لأجلنا نحن الخطأة”. (مجمع افسس 431).
ماذا تعلمنا مريم:
1) نفرح للآخرين، لقد بلغت أوجه الكمال، فتجلت لنا، من خلال القليل الذي ذكر عنها في الإنجيل المقدس. نراها تفرح لفرح قريبتها فتبادر إلى تهنئتها وخدمتها: زيارتها لنسيبتها اليصابات، فقد سمعت من الملاك جبرائيل إن الرب قد عظم رحمته إلى نسيبتها فرزقها ابناً في شيخوختها. فقامت تسرع إليها لتزورها وتهنئها وتفرح لفرحها وتعرض عليها خدماتها.
2) محبة الآخرين، وتقديم المساعدة لهم دون أن يطلبوا منا، مريم البتول قدوة في محبة القريب في أحد الأيام مريم دعيت إلى عرس في قانا الجليل، وكان هناك أيضا يسوع وبعض تلاميذه.
3) ولاحظت في أثناء الاحتفال إن أهل العرس مرتبكون، فقد فرغت عندهم الخمر وصاروا حائرین، خجلين، لا يدرون ماذا يقدمون لضيوفهم. فرق قلبها لحيرة هؤلاء المعارف وحزنهم، ولم يطاوعها قلبها على أن تكتفي بالعاطفة بل شأت أن تتخطى منها إلى العمل، فبادرت إلى ابنها وطلبت إليه أن ينجدهم ولو بمعجزة.