يدعونا المسيح الحيّ إلى الاتصال الداخلي لكي نعيش معه شبابنا بكل محبة وثقة، طالبين منه أن يجعل حياتنا نقطة انطلاق حية، لكي ننطلق من خلالها في هذا الطريق الخلاصيّ، متحدين مع المسيح الحي الشاب. فأهمية التقرّب من المسيح في كل الأوقات، كي نعمل معه دائماً ما علّمنا إياه من خلال آبائنا القديسين والتلاميذ والكتاب المقدس.رغم كون بعض الشبيبة بعيدين عن حياة المسيح وتعاليمه، إلا أن المسيح لا يتركهم وحيدين في الطريق، بل يكون معهم خطوة بخطوة، باحثاً عنهم، فهو الراعي الصالح، الذي يبحث عن خرافه بأجمعهم “أنا الرّاعي الصالِـحُ، والرّاعي الصالِـحُ يُضحّي بِحياتِهِ في سبـيلِ الخِرافِ” (يوحنا 10/ 11).
للشبيبة أهميتهم ودورهم في خدمة الله، كذلك نلاحظ أن الله عندما يختار الشبيبة لا يتركهم وحدهم بل يقودهم ويحميهم نعم، إن الشبيبة ضعفاء البنية لكن قوتهم كانت تكمن في دواخلهم (قلوبهم). ويستعرض الكتاب المقدس بعض الأمثلة التي وردت عن دور الشبيبة مشيراً إلى ضعفهم الجسدي وإلى قوتهم الكامنة في دواخلهم (قلوبهم) أيضاً، وهذه القوة كانت فعالة بحضور الله في حياتهم، ومن هذه الأمثلة يوسف (تكوين37/ 2)، صموئيل (صموئيل الأول3/ 1)، سليمان (الملوك الأول3/ 7)، الفتاة اليهودية (الملوك الثاني5/ 2-6).نجد في العهد الجديد أن يسوع يشير إلى أهمية شباب القلب لا الجسد، فعندما يعتاد القلب على المحبة والمسامحة يكون الإنسان شاباً حقيقياً، لكن هذا لا يعطينا الحق في تهميش أو إلغاء دور كبار السن (الشيوخ)، بل يعلمنا كيف نستفيد من الخبرات التي عاشوها في الحياة وأن نأخذ منها عِبْرة لنا لكي نكون أكثر حرصاً على شبابنا الداخلي، لهذا نجد الرّب يروي بعض الأمثلة عن شبيبة هم صغار في السنّ ولكن قلوبهم قد شاخت بسبب الأمور الدنيوية. مثل الشاب الغني (متى19/ 16-22)، متناسين أن هناك ما هو أعظم وأهم، هو الذي يحيي القلوب ويجعلها مفعمة بالحيوية والنشاط الروحي «الشباب الحقيقيّ هو امتلاك قلب قادر على المحبة [والسخاء]».