الله حاضر فينا
الإصغاء
كلمة مهمة جداً، أي إعطاء فرصة للشبيبة كي يطرحوا تساؤلاتهم وأفكارهم، سواء أكانت من الناحية الايجابية أم السلبية، وعلى الكنيسة الإصغاء إليهم كما ذكرنا آنفا. إن الكنيسة ساحة حوار.
ونشير أيضاً إلى أشكال استغلال المجتمع للشباب خدمةً لمصالح شخصية، التي قد تقودهم في طريق الهلاك إلى الهاوية، لهذا على الكنيسة أن تكون أُمّاً حقيقية تهتم بهؤلاء الشباب، عليها أنت تعرف كيف ترجعهم إلى طريق الحق وإلى أحضانها، فالكنيسة هي مرشدة اجتماعية أيضاً.
- 2. العالم الرقمي
- الحذر من التكنولوجيا، فحياتنا هي هبة مجانية من الله، لهذا نلاحظ أن الكنيسة تحذر من الاستعمال الخاطئ للتكنولوجيا، خاصةً من الناحية الأخلاقية. واجبٌ علينا احترام الجسد، وذلك نظراً لاعتمادنا على الجسد في حياتنا اليومية، انطلاقاً من حياتنا الاجتماعية إلى حياتنا الروحية، وفي الليتورجيا. لقد خلقنا الله على صورته، لذلك علينا أن نحافظ على هذه الصورة، فقد أخذَ جسدنا ليسكن فيه “أَما تَعلَمونَ أَنَّ أَجسادَكُم هي هَيكَلُ الرُّوحِ القُدُس، وهو فيكُم قد نِلتُمُوه مِنَ الله، وأَنَّكُم لَستُم لأَنفُسِكُم؟ فقَدِ ٱشتُريتم وأُدِّيَ الثَّمَن. فمجِّدوا اللهَ إِذًا بِأَجسادِكم”. (1كورنثس6/ 19-20). أليست هذه دعوة مباشرة لنا، من بولس الرسول إلى تمجيد الرب بالجسد أيضاً؟
فالتكنولوجيا الرقمية، في عالمنا اليوم، شيء ضروري ولا بد منه، لكن، إن تم استعمالها بالشكل السليم، هي جيدة لكونها تجعلنا مطّلعين على كل ما يستجد من أمور علمية واجتماعية وثقافية، أي أنها تجعلنا متصلين بالآخرين رغم البعد الجغرافي.
المشكلة هي في استعمالها بشكل غير صحيح من قبل أي شخص، عندها تسيطر عليه وتجعله بعيداً عن الواجبات الروحية التي يجب عليه القيام بها، كما أنها تجعل الشخص يعيش حياةً افتراضية بعيدة عن الحياة الواقعية…إلخ، لهذا نجد اليوم الشبيبة يعيشون في حالة انخماد روحي كما لو أنهم في سبات طويل، بسبب ارتباطهم المفرط بالبيئة الرقمية والعالم الافتراضي الذي تجعلهم يعيشونه، مما يجعلهم غير مبالين بأعمالهم وواجباتهم الاجتماعية والروحية.
3. الاعتداءات
نسمع اليوم عن الكثير مِن الاعتداءات، منها: (إساءة استخدام السلطة والمال، انتهاك الضمير، الاعتداء الجنسي… وإلخ) التي تحصل من قبل بعض الإكليروس والعلمانيين تجاه الآخرين سواء كانوا من فئة القاصرين أم من فئة البالغين، حيث يشدِّد البابا والسينودس على محاسبة مقترفي هذه الاعتداءات. كذلك يوجّه رسالةً إلى الشبيبة لكي يبشروا هؤلاء الإكليروس والعلمانيين بكلمة الله، ويذكروهم، وفي الوقت نفسه، أن خدمتهم وتضحيتهم وواجباتهم تجاه الآخرين، ينبغي أن تكون بالمحبة، كما فعل يسوع.
في النهاية هناك مخرج لجميع هذه المشكلات التي طرحت آنفاً، بالبشرى التي «أعطيت لنا صباح القيامة»[1]. اي عيش جوهر الإنجيل وحقيقته. فالله يستجيب للخاطئين أيضاً، لذا علينا أن نعيش الرجاء، وإلا ما كان دور يوحنا قبل مجيء يسوع على الأرض؟! ولماذا نادى بالتوبة؟ “توبوا، قدِ ٱقتَرَبَ مَلكوتُ السَّموات”. (متى3/ 2). وماذا عن انتظار يسوع للقاء الأعمى، أَليست هذه دعوة له؟ دعوة إلى التوبة، وكلّنا مدعوون إلى التوبة، وطلب الرحمة والمغفرة من الله، فكلنا خطأة، لكن يسوع المخلِّص ينتظرنا على الطريق لنلتقي بهِ، وليرويَ شوق إيماننا ويفتح قلبنا كي نرى النور الحقيقي.
[1] قداسة البابا فرنسيس، الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس “المسيح يحيا”، الفقرة (104).