توما قاشا معمر من القوش

Khoranat alqosh6 يونيو 2015256 viewsLast Update :
توما قاشا معمر من القوش

توما اوراها توما قاشا أشرق فجر ميلاده في القوش عام 1925 انحدر من عائلة فلاحية معروفة عدد افرادها ثمانية افراد ( ثلاثة بنين وثلاث بنات اضافة الى الوالدين ) .
دخل مدرسة مار ميخا النوهدري عام 1932 وكان حبه الشديد للدراسة والتعليم يحثه دوما لتكملتها الا ان ظروف المعيشة الصعبة حينها حالت دون تحقيق امنيته فترك الدراسة عام 1935 ليقف الى جانب ابيه مساعدا اياه في كسب لقمة العيش للعائلة . بدأ حياة العمل صغيرا فعمل في فلاحة الارض وبسبب الكساد والامراض التي كانت تصيب المزروعات كان اصحاب الاراضي يعملون في اعمال اخرى لا تمت بصلة الى الزراعة وهكذا ترك توما العمل في الارض ليعمل في مختلف الاعمال التي كان يرتزق ، منها ففي نهاية الثلاثينيات كان يذهب الى الموصل بواسطة الحمير ومحملا بالبطيخ ليبيع هناك حمولته وفي اليوم الثاني يعود الى القوش كما عمل عاملا كادحا في معمل الجص وبأجور يومية ثم عمل في حفريات بندوايا وانتقل الى مدينة الموصل ليعمل ايضا في الحفريات لكنه لم يستغرق فيها طويلا حتى ذهب مع بعض من اصدقائه للتطوع في الجيش الليفي ، بعد ان تم قبوله سافر الى بغداد ومن هناك الى مدينة الحبانية التي كانت قاعدة عسكرية بريطانية ، حيث يطلق عليها ( سن الذبان ) فعمل براتب شهري قدره دينارين ونصف . وخلال فترة تدريب قصيرة نُقل الى مستشفى الحبانية العسكري وهناك بدأ يمارس عمله في التضميد / غرفة العمليات الجراحية ونتيجة عمله مع اطباء أكفاء تعلم منهم الكثير عن مهنة التضميد كما دخل دورة صحية في نفس المستشفى وراح يمارس اختصاصه بشكل جيد . في عام 1943 انتقل الى احدى السرايا العائدة للجيش الليفي في فلسطين ، سرية رقم 30 ومن هناك الى سرية رأس العين حيث غمرته الفرحة

حينما التقى بالمرحوم صادق عيسى يلدكو احد ابناء بلدته القوشحيث قضى معه اياما جميلة وفي عام 1944 وخلال اعياد الميلاد المجيد قام بزيارة بيت المقدس وبقي سنة كاملة في فلسطين ثم عاد ثانية الى قاعدة الحبانية ليعمل في نفس المكان الذي كان يعمل فيه ( غرفة العمليات الجراحية ) وبعد فترة زمنية اي في عام 1946 انتقل الى احدى السرايا في البحرين والتي كان اغلب تعدادها من الآثوريين ، والتقى ايضا ببعض الجنود من اهالي القوش منهم: يلدا ربان / صادق يلدكو / ورحيم كورو وبقي عدة اشهر هناك ثم رجع الى الحبانية واكمل سني خدمته فيها فتسرح عام 1947 بعد ان زوّد بشهادة ممارسة مهنة للاستفادة منها مستقبلا . ثم عاد الى القوش ليستنشق فيها رحيق الشوق والحنين الى من كان يعاني من آلام فراقهم . ولم تمض الا مدة قصيرة على تسرحه حتى توجه الى كركوك بحثا عن العمل وهناك التقى بالسيد الرحيم قلو حيث توسط لدى احد اصدقائه في المستشفى ليكون واسطة لتعيين توما وبالفعل جاءت الموافقة للتعيين في شركة النفط العراقية في مستشفى( كي وان ) وبنفس المهنة التي كان يعمل فيها حيث زودهم بشهادة ممارسة المهنة التي كانت دليلا على كفائته .. فعمل باجور يومية قدرها 310 فلس ولمدة ستة اشهر وبعد ان اثبت جدارة في العمل تم تثبيته كموظف دائم وبراتب شهري ودخل دورة صحية ايضا في نفس المستشفى ثم منح اجازةاخرى لممارسة المهنة كشهادة رسمية . بقي يعمل في الشركة منذ عام 1947 حتى عام 1959 هذه السنة التي القي القبض عليه في كركوك وتم توقيفه لمدة خمسة اشهر ثم قُدم للمجلس العرفي العسكري الثاني في الوشاش / بغداد واصدر بحقه الحكم لمدة ثلاث سنوات ثم اودع سجن العمارة وبقي هناك ستة اشهر وبسبب الاحتجاجات الكثيرة خفضت احكام السجناء فشمله ذلك ليخفف حكمه الى سنة واحدة فقط واطلق سراحه لأن مدة بقائه في السجن مع التوقيف كانت قد اكتملت لأطلاق سراحه ، وبعد ان اطلق سراحه بقي في بغداد يعمل في محل للاصباغ ولمدة سنتين . تزوج في عام 1950 من السيدة شكري اسحق

مقدسي وانجبت له ثلاثة اولاد وابنتين ، وبسبب المرض الذي باغتها توفيت في عام 1972 وكان خلال وفاتها ملتحقا بالحركة الانصارية الثورية في كردستان العراق … وفي عام 1963 وقع انقلاب 8 شباط الذي حكم ازلامه بالحديد والنار فقتلوا واحرقوا وظلموا وبعد ان علم توما ان الحاكم العسكري للمنطقة الشمالية كان قد اصدر حكما غيابيا بحجز امواله المنقولة وغير المنقولة ، غادر بغداد للالتحاق بحركة الانصار الثورية في كردستان العراق في قاعدة : كاني زوكي ( بسقين ) جنبا الى جنب مع المناضل توما توماس حيث كانت تربطه به علاقة حميمة في القوش وكركوك ، وبقي في حركة الانصار كمضمد صحي ايضا يشارك الأنصار صولاتهم وجولاتهم ضد الحكومات الرجعية المتعاقبة ، واستمر في نضاله حتى صدور قرار انبثاق الجبهة الوطنية عام 1973 . وعاد الى القوش ليعيش الاستقرار مع اطفاله الصغار الذين حرم منهم سنين طوال . وكانت قد اقتضت الضرورة ان يرتبط ثانية بأمرأة أو زوجة ثانية ليجمع عائلته بعد حرمانهم من والدتهم التي غادرتهم وهم اغصان طرية فارتبط بالسيدة نني يوسف يلدكو وانجبت له ولد واحد وابنتين . وبعد زواجه الثاني عمل في مطبعة دار الرواد كسائق لنقل صحيفة طريق الشعب للمنطقة الشمالية واستمر حتى عام ، 1979 ثم عمل في احدى الشركات اليابانية وبعدها في شركة فرنسية ثم زاول اعمالا حرة متنوعة ومنها انه شارك المرحوم صبري بطرس بشراء تركتور وتهيئته للاعماتل الحرة كبيع المونة في القوش والقرى المجاورة . وآخر عمل له انه فتح كشكا صغيرا بجانب منزله للاستنساخ ، كان يقضي فيه جل اوقاته . وفي الوقت الحالي يعيش في القوش متقاعدا في قوات الانصار هوايته المفضلة هي المطالعة واقتناء الكتب والمجلات وقضاء اوقات ممتعة في سوق القوش القديم وتحديدا في مكتب مختار القوش السيد سادوابونا .. وبصحبة مجموعة من الاخوة الافاضل الذين احيانا يستذكرون الماضي بألم وحسرة بالرغم من صعابه . مرحى بالسيد توما قاشا وهو يشعل شمعته التسعين نأمل ان نباركه حينما يطفىء شمعته المئة تمنياتي لمعمرنا العزيز ابو باسل بحياة ملئها الصحة والسعادة الدائمة .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!