من قلب يغمره الشكر والامتنان ، ومن مشاعر دافقة لكل مسؤول دولي او وطني او محلي، ولكل فرد كبيرا كان او صغيرا، ولكل أم حزينة أو آب فقد أحد ابنائه او بناته، أو طفل فقد والده او ووالدته، ولكل يد ماهرة تصببت عرقا خلال انجاز الصرح في بلدة القوش ، بلد الأباء والأجداد ، لكل هؤلاء ، أزجي الشكر والامتنان لهم على ما بذلوه وقدموه ، وعلى الدفء الذي منحوني اياه أنا واسرتي وكل من شارك في الحفل الجليل والمهيب.
لقد توافد الاخوة والاصدقاء من كل حدب وصوب للمشاركة في مناسبة رفع الستار عن النصب التذكاري الذي اقيم تخليدا لأرواح شهداء الوطن في بلدة القوش العزيزة، وغمر الحضور بلدة القوش بمشاعر وطنية دافقة تعبيرا عن روح جديدة تجتاح العراق الجديد حيث تعلو حقوق الإنسان والكرامة الانسانية كل اعتبار ، وحيث يكون شعار الوحدة الوطنية والتناغم الإنساني وروح التضامن والتكافل هي الشعار الأعلى وهجا وبريقا.
لقد عبرت كلمات المشاركين، عن امتنان لكل يد ساهمت، ولكل وافد للمشاركة من داخل العراق او من خارجه، سواء أكانت وفودا رسمية دبلوماسية أو شعبية ، وهو امر غمرني بكل مشاعر الافتخار والزهو بوطن يعرف تحولا عميقا في بنيته وتوجهاته.
لقد تم بناء الصرح للتعبير عن تشابك المصالح والمشاعر، وقد عبرت عن ذلك الجمل المخطوطة على لوحات الصرح بلغات عدة تعكس الثراء التاريخي والثقافي العراقي ، وهو أمر يعلو على محاولات إعادة مفردات التباين والتشقق في جدران هذا المجتمع من قبل بعض الأفراد.
لقد ابتهجت القوش وفرحت ، وكان التصفيق والفرح هو سيد الموقف ، وهو ما يشكل هزيمة للألم واليأس الذين حاولت قوى الشر ان تزرعهما، لكن الاقبال الرسمي والشعبي بذر بذور الصفاء والخير في النفوس ، ولا بد ان نواصل العمل لجعلها تثمر وتزهر في ربوع القوش الغالية على كل مخلص للوطن والمجتمع والشهداء الذين روا بدمائهم هذه الارض الطيبة.
أكر الشكر والامتنان، والعرفان بالجميل للقاصي والداني ، ولكل من عبر عن تضامنه بالرسائل او التواصل الهاتفي او عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤكد أن المشروع بلغ الغاية التي من أجلها عملت كل جهدي لانجازه..
أبارك لكم انجازنا، ووعدا بمواصلة المشوار معكم، وفقنا الله واياكم، وسنبقى جميعا يدا بيد ، لبناء صروح العلم والتطور ، ولنأخذ مكاننا تحت الشمس ، ولا يسعني إلا تكرار الشكر مرات ومرات لكل فرد فيكم…فبارك الله فيكم وشكرا جزيلا ومن الاعماق لكم جميعا….
د. جميل ميخا شعيوكا
