منذر كله
القوش في 3 كانون الاول 2017
حوار مفصل مع الدكتورة كافي دنو القس يونان ، اجريته معها بعد ان نالت شهادة الدكتوراه في ( الاحصاء ) من الجامعة التكنولوجية الماليزية واليكم اللقاء الكامل مع نبذة من سيرتها الذاتية واهم المصاعب والمشاكل التي واجهتها في دراستها ووظيفتها وحياتها العامة .
د. كافي المرأة الالقوشية المميزة التي كرست حياتها في المواضبة والعمل الجاد والتعاون والمحبة والاصرار وهي اليوم لها طموح كبير في ان تحصل على شهادة اعلى حسب ماصرحت به بالاضافة الى مشاريع اخرى تتعلق بتطوير بلدتها وخدمة مجتمعها لم تبوح بها في الوقت الحاضر لحين ان تحصل على الموافقات الخاصة ، ارجو ان تستمتعوا بكل ماجاء في اجوبتها الشفافة التي تتسم بطيبة ونزاهة ومحبة ، ولكم تحياتي ومودتي حوار مع الدكتورة الآنسة كافي دنو بتي القس يونان المحترمة
المقدمة
هذا اللقاء يوثق عصارة الجهود العلمية والنشاطات الأجتماعية والوظيفية للدكتورة كافي كأمراة مميزة في العديد من المجالات وتحصل على شهادة عليا من خارج العراق ( ماليزيا ) ذلك البلد البعيد الذي يشعر الأنسان فيه بغربة قاسية لعدم وجود جالية عراقية كبيرة هناك، كما إن تواصلي الدائم مع الأخت الدكتورة عبر النت خلال فترة دراستها كنت ألتمس منها إصرارها على نيل الشهادة بالرغم من المعوقات والظروف الصعبة والصحية الخاصة التي كانت تعاني منها.
أجرى اللقاء :- السيد منذر حبيب كلّه المحترم
في البداية أرحب بكِ أجمل ترحيب وأقدم لكِ أرق التهاني وأجمل التبريكات بمناسبة نيلكِ شهادة الدكتوراه في (الإحصاء) من (الجامعة التكنولوجية الماليزية) في ظل الظروف الصعبة التي واجهتيها هناك أثناء تقديم أطروحتكِ الموسومة (طريقة تقدير الحافة المتينة للأنحدار الخطي المتعدد في وجود الأرتباط الذاتي والقيم الشاذة) وكذلك الأحداث الحرجة التي حصلت في العراق بشكل عام وسهل نينوى وبلدتنا العزيزة القوش المتمثلة بأجتاح تنظيم داعش الإرهابي مناطق واسعة من العراق في نفس الوقت الذي كنت فيه تقدمين أطروحتكِ فأهلا ومرحبا بكِ.
د. كافي: أهلا وسهلاَ بالأخ العزيز منذر لإتاحته الفرصة الثمينة هذه وإستعداده بإجراء اللقاء الجميل والشيق معاَ.
منذر كلّه: من هي الآنسة كافي؟ هل تسمحين لي بتقديم نبذة مختصرة عن سيرتكِ الذاتية ؟
د. كافي : الدكتورة كافي دنو بتي من مواليد القوش الحبيبة 1961 محلة سينا (كلدانية/ كاثوليكية الأصل) أنحدرتُ من عائلة فلاحية تنتمي الى آل قس يونان المعروفة التي أفتخر بها.
بداية حياتي ومنذ طفولتي كنت أقلد المعلمات بتدريسهن ولبسهن، فكان المرحوم والدي يقول دائما إن إبنتي هذه سيكون لها مستقبلاَ زاهراَ، فبدأت مشواري الدراسي بالمدرسة الأبتدائية وسنويا كنت فارسة الصف وتخرجت منها بنجاح ولم يكن أحد يساعدني في دراستي ذلك الوقت، فقط أعتمدت على نفسي لحبي الشديد للمدرسة والتعليم أما المراحل المتوسطة والثانوية فقد إجتازيتها أيضا بنجاح باهر، سنوياَ أحصل أعفاء في كافة الدروس وصورتي كانت معلقة بلوحة الشرف التابعة لمدرسة ثانوية القوش للبنات، فكانت أمنيتي أن أدرس الطب العام لأتخرج طبيبة ولأخدم الآخرين لإنقاذ حياتهم ليتمتعون بصحة جيدة ولكن لسوء حظي في بداية السنة الدراسية أي في الصف السادس الإعدادي حلت علينا كارثة سوداء بتاريخ 12/10/1979 وفاة أخي وزوجته بحادث سيارة فتركوا لنا طفلين الأول بعمر 4 سنوات أي مواليد 5/12/1975 والأخر بعمر الرضاعة أي سنتين وهو مواليد 10/10/1977 كانت الحادثة بعد عيد ميلاد أبن أخي الصغير بيومين فنذرت بوقتها لوالدي بان أضحي بحياتي ولم أتزوج مطلقاَ لتربية أولاد أخي وكم مرة توسلت بأبي بأن أترك الدراسة لتربيتهم فرفض والدي رفضا قاطعا كوني متفوقة ومجتهدة، فكنت أقول له لم أستطع الدراسة والسيطرة على المواد والبيت يعج بالنساء المعزيّات بالإضافة الى تربية ألأولاد والأهتمام بهم وبوجود أخواتي أيضاَ.
ومع هذا لم أرفض رأي والدي فكملت دراستي ولكن ليس كما يرضي نفسي وضميري ورغبتي، فذهبت أول يوم إمتحان البكلوريا وكان في قرارة نفسي أن اؤجل مادة العربية بدون أن أخبر والدي الى أن أعرف معدلي وهل يسمح لي بدراسة الطب للسنة الثانية؟ فدخلت إمتحان مادة اللغة العربية جاوبت سؤالين فقط لكي أرسب بالمادة، وأمتحنت بقية المواد بدون أن يعلم والدي بذلك ولكن لسؤء حظي تبين من نتائج الأمتحانات بانني ناجحة الأولى على الصف في تلك السنة وكانت درجة العربي 50 بالضبط أما درجة الأحياء كانت 94 لحبي الشديد بالطب .
أنقبلت بكلية الإدارة والإقتصاد/ قسم الإحصاء ولكنني أمتنعت من التسجيل بها بل والدي أقنعني بالدوام فيها وقال لي إذا لديك الرغبة بالدراسة تستطعين أن تكملي دراسة الماجستير، وفي سنة 1981وقع شقيقي طالب في الاسر وتحملت مسؤولية البيت إنذاك لان والدي يعتمد عليً إعتماداَ كلياَ، وتخرجت من الكلية أيضا وكنت من الأوائل تسلسلي الثالثة على القسم، فلم يتم تعيني حينها في الكلية كمعيدة لدراسة الماجستير لابل تم تعيين معيدات تسلسلهن أدنى ومستواهن العلمي أقل مني لحجتهم أن أولاد عمي كانوا في وقتها اثناء الحرب الإيرانية العراقية هاربين من الخدمة العسكرية ومع العلم كان أخي أسيراَ في إيران فلم يأخذوا الأولوية حسب درجة القرابة ، وثانيا لعدم انتمائي الى حزبهم المنحل فالتزمت البيت بدون تعيين سنتين متتاليتين بالنضال والكفاح من أجل التعيين ومراجعات ومقابلات الوزراء ومراسلة البريد الالكتروني لمكتب الرئيس السابق صدام حسين فقد رأيته أنذاك شخصيا في وزارة الصحة وحاولت أن أقدم طلبي له فلم يسمحوا لي بمواجهته.
وأخيرا حلّت الرحمة بقلوبهم وتعينت في كلية الطب البيطري سنة 1986، بمساعدة أحد الأشخاص الحزبين من أهل قرقوش بعد شرح وضعي بأنني مظلومة من قبل أعضاء الفرقة الحزبية في القوش فبعثوا برسالة الى المسؤولين الحزبين في الموصل وتوضحيهم بعدم تعيني للأسباب المذكورة أعلاه وكان هدفي العلم.
وفي تلك الفترة كان قرار الحكومة بأن على الموظف المتعين جديداَ ممارسة دورة التمريض فتدربت لمدة سنة واحدة بالمركز الصحي في القوش وفي وقتها قدمت لدراسة الماجستير ولكن الجامعة رفضت كوني مستقلة وفرضوا علي شروط تعجيزية هو شرط قبولي بالدراسة بتوفير البديل، كما تعلمون جيدا كان الراتب 3000 دينار عراقي لم يكفي آنذاك لدفع أجور النقل فلم يوافق أحد بالتعيين بهذا الراتب القليل.
فحاولت مرارا وتكرارا تقديم أوراقي لدراسة الماجستير فلم أحصل على الموافقة فقدمت أستقالتي ايضا ولم يوافقوا عليها الا بشرط توفير البديل فمن أين أبحث على البديل، فأستمر الظلم يلاحقني ولكنني لم أستسلم للظلم والياس الا بعد أن أحقق رغبتي ورغبة والدي فرشحت لدراسة الدبلوم العالي من الجهاز المركزي للإحصاء بوزارة التخطيط سنة 1987 فتخرجت منه ومن الأوائل ولكن حلمي لم يتحقق بعد الا بدراسة الماجستير لحبي الكبير للعلم وكنت سنويا أقدم أوراقي للدراسة فكان الرفض يلاحقني دائما فالدراسة في تلك الفترة كانت محصورة للمنتمين الى حزب البعث المنحل وأعضاء الفرق الحزبية ولم أتوقف عن الدراسة والتعليم وقدمت أوراقي لدراسة كلية علوم الحاسبات والرياضيات/ قسم الحاسبات الدراسات المسائية بالإضافة الى وظيفتي كمعيدة بكلية الطب البيطري فتخرجت من كلية العلوم للحاسبات والرياضيات في سنة 2004 ومن الربع الأول، وفي تلك السنة بعد تخرجي وطيَّ صفحة العهد البائد حاولت تقديم أوراقي لدراسة الماجستير بجامعة الموصل وكان من شروط التقديم للدراسة الحصول على الأمتحان التنافسي العلمي بالمواد التي درسناها بالبكالوريوس وكفاءة اللغة الانكليزية وكفاءة الكومبيوتر فكل هذه الشروط كنت قد أجتازيتها بنجاح وكان أسمي من ضمن المرشحين لدراسة الماجستير ولكن رئيس الجامعة رفضني لكوني مسيحية ورشح الطالبة التي بعدي كونها مسلمة فقدمت طلبا لمقابلة وزير التعليم العالي وفعلا قابلته وكان جوابه هذه ليست من صلاحياتي فهي من صلاحيات رئيس الجامعة وقابلت رئيس الجامعة للمرة الثانية وأرتديت ملابس طويلة مع ربطة على رأسي حتى لايعرفني فرفضني أيضا كون لديه معلومات عني سابقا وفي تلك السنة قدمت معاملة نقلي الى جامعة دهوك فوافق رئيس جامعة دهوك دكتور عصمت مشكوراَ موقفه الإيجابي تجاهي، أما رئيس جامعة الموصل وافق على نقلي بدون درجتي بل رئيس جامعة دهوك وفر لي الدرجة ضد رئيس جامعة الموصل، وفي سنة 2005 قدمت أوراقي لدراسة الماجستير في جامعتي دهوك والموصل وترشحت للدراسة في كلا الجامعتين ولكنني فضلت جامعة الموصل كون أحد التدريسيين نصحني بالدراسة لمستواها العلمي العالي وفعلا باشرت بالدراسة بالجامعة بعد 22 سنة من تخرجي من الكلية ومع الطلاب الذين قد ولدوا في نفس سنة تخرجي أي مواليد 1984 فبدأت الدراسة من الصفر وبسبب إختلاف مناهج المواد الدراسية، لكي أحقق هدفي بدات أدرس ليلا ونهارا وفي وقتها كانت الظروف الأمنية في الموصل سيئة جدا بسبب كثرة المفخخات والعبوات الناسفة والخطف فكنت أدرس بالقسم الداخلي على ضوء الفانوس وحرارة الجو القاسي بدون كهرباء ومع هذا الحمد لله تخرجت من الماجستير بنجاح سنة 2008.
ورجعت كأستاذة الى جامعة دهوك في كلية العلوم، ورغبت بدراسة الدكتوراه أيضا في جامعة الموصل ولكن في وقتها لم يكن لدى جامعة الموصل مقاعد دراسية لدراسة الدكتوراه فبقيت تلك السنوات بدون دراسة ولكن لم أتخلى عن الدراسة لتكون بعيدة عني فدخلت دورة الفلسفة واللاهوت لمدة ثلاث سنوات في كنيسة ماركوركيس في القوش وتخرجت سنة 2011 ومن الأوائل أيضا وبعدها قدمت أوراقي لدراسة الدكتوراه في بريطانيا فقابلت لجنة التقديم في رئاسة جامعة دهوك ونجحت بالمقابلة ولكن رفضت لكون عمري اكثر من 48 سنة ولايمكن أن يزيد عمر المرشح أكثر عن 45 سنة ولم تتوقف محاولاتي بالبحث عن الدراسة حتى فتح لي باب آخر للتقديم لأتمكن أن أدرس الدكتوراه، ألتقيت صدفة بأحد الموظفين فقال هناك دراسة على الحساب الخاص فقدمت أوراقي الى قبرص أي تركيا ولكن سحبت أوراقي فيما بعد للتكاليف العالية جدا وأرسلتها الى الهند الى صديقتي لتقدمها الى أحد الطلبة الذين كانوا يدرسون في الهند ولكنه خدعني بالإنتظار الطويل وسحب مني الف دولار بدون أية فائدة لأن في كل مرة كان يتحجج بأسباب غير مقنعة فضاع وقتي وعمري وكان إنتظاري ذاك بدون جدوى فحولتها أوراقي عن طريق صديقتي الى ماليزيا فحصلتّ على القبول من الجامعة التكنلوجية الماليزية (UTM) وبدأت بإجراءات تقديم أوراق قبولي الى جامعة دهوك، هنا الحظ حالفني بمنحي إجازة بدون راتب وعمري لم يصل الـ 50 فأقتنيت هذه الفرصة الثمينة فالحمد لله والشكر ولم أخسرها وكملت كل معاملاتي لدراسة الدكتوراه بماليزيا وغادرت العراق بتاريخ 2/2/2012.
منذر كلّه: كيف كانت بداية حياتكِ الوظيفية، ومكان تعينكِ وطبيعة عملكِ؟
د. كافي: تعينت بتاريخ 2/4/1986 في كلية الطب البيطري كسكرتيرة بدرجة معاون ملاحظ في قسم الجراحة والتوليد وليس مساعد باحث من وراء الظلم ومع هذا رضيت بالأمر الواقع لأحقق هدفي بعد أن عانيت الأمرين بالمراجعات ومقابلات الوزراء وتفضيل الذين لم يليق بهم هذه الوظيفة وشروط الحكومة التي فرضت بتعيين المنتمين الى حزب البعث المنحل وأهل الوساطات .
منذر كلّه: متى تبلورت فكرة الدراسات العليا لديك ؟ ولماذا اخترت جامعة ماليزيا ؟ وماهو إختصاصك
د. كافي: كانت فكرة الدراسات العليا قد تبلورت لديً منذ دخولي الى الجامعة لدراسة البكالوريوس وتلبية لرغبة والدي .
أخترت الدراسة في الجامعة الماليزية بسبب الخدعة التي أنخدعت بها عندما قدمت أوراقي الى الهند كما وضحتها أعلاه . أما الإختصاص الذي حصلت به على شهادة الدكتوراه هو الإحصاء التطبيقي.
منذر كلّه: ماهي أبرز المعوقات التي واجهتك في ماليزيا؟
د. كافي: إن المعوقات التي واجهتها في دراستي بماليزيا كثيرة جدا فلو أذكرها بشكل تفصيلي تكفي لتأليف كتاب لكنني سوف أختصرها ببعض الأسطر.
منذ وصولي الى ماليزيا أي في السمستر الأول لألتقي بالمشرف الذي أشرف على أطروحتي لم أجده ولم أجد أي أستاذ بالتخصص الذي كنت أرغب به فراجعت عدة أساتذة في كلية علوم الحاسبات وتوسلت بهم لكي يوافقون ألإشراف على أطروحتي ويكون تخصصهم قريب من تخصصي فلم أجده.
حولت كل أوراقي الى كلية ثانية بعد الموافقات الرسمية من الجامعة لنقلي الى كلية العلوم/ قسم الرياضيات لأبحث عن الأستاذ بنفس تخصصي فألتقيت بإحدى المدرسات فكان تخصصها ليس قريب جدا من تخصصي فرضيت بها ولكن الموضوع الذي أقترحته لي لم يخص بمادة الإحصاء فكان رياضياَ بحتاَ وليس لدي أي خلفية علمية عنه ومع هذا رضيت بالموضوع تقريبا بدأت بالدراسة لمدة أربعة أشهر فلم أشعر بأي قناعة عن الموضوع المقترح فبلغت المشرفة بعدم أستطاعتي الإستمرار بهذا الموضوع كونه بعيدا عن تخصصي وليس لدي أي معلومات عنه نهائيا فنصحتني بأن أبحث عن الأستاذ الذي تخصصه إحصاء بحت فألتقيت بأحدى المدرسات تخصصها قريب جدا من أحد المواضيع التي درستها في الماجستير ودرستها بجامعة دهوك فقالت لي بان أكتب لها مقترح البحث لمعرفة مستواي العلمي.
ولسؤء حظي سالتني سؤال غير علمي قالت لي لماذا لم تغطين راسكي فقلت لها إنني مسيحية فأنقلب وجهها فقالت لي أذهبي وأكتبي لي مقترح البحث فكتبت كما أمرت لي وبعثته لها على البريد الالكتروني الخاص بها فأنتظرتها أربعين يوماَ للرد فلم ترد فذهبت الى غرفتها لأسال عن مصيري وقالت لي إنني مشغولة جدا لا أحب أن تراجعيني فقلت للمشرفة السابقة بأن تتكلم معها وتوافق على إشرافي فردت عليً بانها مشغولة وأنتظرتها طويلا بدون جدوى وبالصدفة التقيت في المكتبة بإحدى العراقيات طالبة الدكتوراه من نفس كليتي من محافظة النجف فشرحت لها وضعي والحالة التي مريت بها فرغبت بوقتها الرجوع الى العراق بسبب الظلم ولكنها أقنعتني بعدم المغادرة وأن تبحث معي عن المشرفة وفعلا وعن طريق صديقاتها قالوا لها بأن توجد أحدى المدرسات وإختصاصها إحصاء فذهبنا اليها بعد أن شرحنا لها قصتي ومعاناتي فقلت للطالبة العراقية لاتقولين بأنني مسيحية خوفا من المدرسة التي قبلها ورفضها لي فأقترحت المشرفة الجديدة موضوعها الإحصائي ولكن لم أكن قد درسته من قبل كوني متخرجة لزمن طويل وموضوعها حديث، وقالت لي بأن أبحث وأكتب لها أيضا مقترح البحث الذي طلبته مني وحسب إختصاصها ولكن أصبحتُ تحت أمر الواقع بالموافقة بهذه القسمة أفضل من لا شيء فأرسلت لها مقترح البحث وبعد أسبوع ردت عليً بالموافقة على أشرافي فلم أصدق نفسي فبديت أدرس من الصفر ليلا ونهارا لأفتهم الموضوع المقترح من قبلها وأتقنه لكي أبدي بالبحث والدراسة والبرمجة ولكن لسوء حظي أي في بداية شهر تموز تعرضت لحادثة صعبة حيث أنكسرت رجلي والتزمت القسم الداخلي 5 أشهر بدون دراسة لعدم إستطاعتي الذهاب الى المكتبة وإستعارة الكتب فقط كنت أقرا بالأنجيل المقدس باللغة الأنكليزية لتقوية لغتي وبعد ما أزيل الجبس التقيت بالمشرفة ورجعت للدراسة المكثفة من جديد ليل ونهار بدون إستراحة لأسيطر على الموضوع وليس لدي مجال للتأخير لأكثر من ثلاث سنوات وأيضا كان لدي أختبار لمشروع بحثي في شهر آيار لإجتياز المرحلة الاولى للبحث لترشيحي للدكتوراه، الحمد لله وفي 29/5/2013 إجتازيت المرحلة الأولى من بحثي بنجاح من قبل لجنة الممتحنين وسافرت الى العراق لزيارة أهلي ولتغيير الجو وبعدها قدمت بحث للمؤتمر بتاريخ 3/9/2013 وبحوث آخرى للمجلات العالمية.
ولم أريد الأطالة عليكم أنتهيت من كتابة أطروحتي في نهاية 2014 ولكن المشرفة لم توافق على طبع أطروحتي على برنامج word فأرادت طبعه على برنامج ثاني هو LYX للطباعة فدخلت ورك شوب ثلاثة أيام فهذا البرنامج جديد فلم تكفي ثلاثة أيام للتعلم فعلمت نفسي بالبحث عن طريق الأنترنيت وبدأت أطبع أطروحتي بأسلوبي ونفسي.
ولكن في مرحلة الكتابة أي في شهر حزيران بينما كنت ذاهبة للمكتبة وقعت بسبب المطر وتألمت كثيرا من الكدمات التي أصابت ظهري فلم أستطع المشي فحملوني للمستشفى وأصبحت طريحة الفراش لأسبوعين لعدم إستطاعتي الجلوس والمشي ومع هذا أكملت كتابة أطروحتي في نهاية تموز بعد العراقيل التي واجهتني بالكتابة وفقد أجتازيتها بسلام.
وفي نهاية شهر آب 2015 سلمت أطروحتي بالكامل الى مديرية الدراسات العليا لتحديد موعد مناقشة أطروحتي ولكن لسؤء حظي أنتظرت خمسة أشهر من حرق الأعصاب، الأرهاق، الأرق والكآبة لمناقشة أطروحتي كون الممتحنيين ليس لديهم مجال لقراءتها وسفرهم الى خارج البلد لحضور مؤتمرات علمية وإن أحد الممتحنين دخل المستشفى لفتح صمام قلبه وبالتالي حددوا يوم المناقشة 19/1/2016 وأنهيت من المناقشة بنجاح ولكن الممتحنة الخارجية أعطتني ملاحظات خارجة عن عملي ولم أعلم ماذا تريد مني لتنفيذه فحاولت الذهاب عندها في كوالامبور أي لمسافات طويلة تقريباَ خمسة ساعات بالباص ووصلت لغرفتها فقلت لها بروف أتيتُ حتى ألتقي وأناقش معكِ ماذا تريدين مني فرضت بمقابلتي فأنهارت قواي وتملكني ألبكاء لصدمتي من جوابها وعدم تقديرها لوضعي وكبر سني فقلت لها أمهليني فقط خمس دقائق لسماعي ففرضت أيضا وتوسلت بها وقلت لها قدمت من مكان بعيد لمسافات طويلة فقالت لي بأنها مشغولة هذه الفترة وأقنعتني بالرجوع ونتواصل عبر الإيميل في شهر نيسان لكونها متفرغة وتوضح لي كل ما تريده مني فوافقت على طلبها ولكنني بقيت اسبوعاَ في جامعهتم للإطلاع على أطاريح طلابها لمعرفة صيغ كتابة أطاريحهم وبعدها رجعت الى جامعتي التي تبعد عن جامعتهم مئات الكيلومترات وأنتظرت وحسب توجيهها الى شهر نيسان وأرسلت لها إيميل للرد علي ولكنها لم ترد علي مطلقا فأعتمدت على نفسي في كل شيء وكملت الملاحظات التي فرضتها علي ومع هذا كملت كل شيء وقدمت أطروحتي لها لتقيمها وإبداء رأيها به فأنتظرتها تقريبا أكثر من ثلاثة أشهر بعدم الرد وأتصلت بالدراسات العليا للاتصال بها وبالتالي أرسلت أطروحتي بتقرير عدم الموافقة على تعديلاتي والإنتقام مني بتغيير أطروحتي بالكامل وأقتراح طرق جديدة وبحوث حديثة تشمل الأعوام 2011-2016 خارجة عن إختصاصي وفترة دراستي أي تبديل أطروحتي بالكامل بقراءة الطرق الجديدة التي فرضتها فقدمت تقرير شكوى ضدها الى رئيس الجامعة والدراسات العليا إما بتغييرها أو الغاء تقريرها لان ليس لديها الحق بفرض البحوث لهذه السنوات لكوني باشرت الدراسة في سنة 2012 وسلمت أطروحتي في سنة 2015 أي إنني لست مشمولة بهذه السنوات فأجتمعوا سوية مع تقريرها وأطروحتي السابقة فكانت نتيجتهم بأنهم ليس لديهم القانون بتغييرها ولا إلغاءها فقرروا بمتابعة تقريرها أي تبديل أطروحتي من البداية كونها ممتحنة خارجية ولا يستطيعوا أن يفرضوا رأيهم عليها …ورضغت للأمر الواقع.
بالرغم من الظلم الواضح بدأت بدراسة الطرق المقترحة من قبلها ليلا ونهارا بالرغم من الضجر والازعاج الذي أصابني حتى وصلت اليها فلم أنام في اليوم الواحد الا ساعتين وتحملت كل شيء على حساب صحتي وسعادتي وراحتي من أجل أن لا يتحقق ظلمها الذي حاولت لأفشالي وعدم منحي الشهادة، أستغرقت أكثر من ستة أشهر بدراسة الطرق الجديدة وفهمها جيداَ وبدأت بكتابة البرنامج بنفسي وتنفيذه وأستخراجت النتائج وكانت كلها إيجابية وموفقة أحمدك يا رب…….كم أنت رحوم وعطوف.
وبدأت من جديد بكتابة أطروحتي من الصفر وسلمتها الى الدراسات العليا لإرسالها لها وبعد وقت طويل أكثر من خمسون يوماَ لم ترد على أطروحتي وبمراجعاتي للدراسات العليا ورئيس الجامعة للأتصال بها وأرسال التقربر من قبلها ولكنها لم ترد عليهم ولكن بقدرة اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــه وعدم ضياع تعبي وظلمي وقوة إيماني قرروا رئيس الجامعة مع عمداء الكليات بالاجماع الغاء تقريرها وإرسال أطروحتي الى مقيم آخر، ولكن المصيبة الآخرى التي حدثت معي إن المقيم المرشح لم يكن في الجامعة حينها كونه مسافرا الى السعودية لإداء العمرة فأنتظرته شهر كامل ولكن عند عودته وبسبب تغيير الجو عليه تمرض ودخل المستشفى منعزلا عن العالم فلم يتكلم معه أحد وأنتظرتّ لفترة طويلة جدا فبدأت بالصوم والصلاة والذهاب الى الكنيسة وبلغت الكهنة والأصدقاء والصديقات بالدعاء وأخبرت والدتي وخواتي الأكثار من الصلوات حتى لايحدث له أي مكروه لكي لا أرجع الى الممتحنة الخارجية مرة ثانية لكونهم هم الأثنين فقط الذين يفهمون ويعرفون بتخصصي.
أحمدك يا رب على نعمتك فتحسنت حالته الصحية وبدأ بقراءة أطروحتي وقيمها مع بعض الملاحظات البسيطة والطفيفة فأكملتها بيوم واحد فذهبت الى غرفته لأسلم عليه والسؤال عن صحته فباركني وقال لي مبروك يا دكتورة، فشكرته كثيرا على تقييمه لأطروحتي ومنحني الشهادة فلم أصدق نفسي تلك اللحظة المفرحة فبدأت أطير من فرحتي، فالأرض لا تسعني أنذاك من فرحتي تلك. وبعدها كملت أجراءات تقديم الأطروحة كاملة بعد تصحيحها وتجليدها وأستلام شهادتي التي أنتظرتها خمس سنوات ونصف.
وكملت أجراءات توقيع شهادتي وختمها من قبل وزارة الخارجية الماليزية والملحقية الثقافية العراقية وومديرية شؤون الأجانب وبعدها حجزت للعودة الى العراق العظيم بأغلى ما عندي في حياتي وهي شهادة الدكتوراه في الإحصاء من بعد الصلوات، والبكاء المستمر الذي لم ينقطع عني فبكيت بحراَ من الدموع بعد حرق الأعصاب، النضال، الكفاح، الصبر من الظلم والمعاناة التي تأخرت بسببها.
فبصبري وتحملي وعدم أستسلامي لليأس وخلال فترة إنتظاري للممتحنة الخارجية للرد على أطروحتي نشرت خلالها عدة بحوث بالمجلات العلمية والعالمية والآن لدي عدة بحوث مكتوبة وتحت اليد سوف أنشرها بالمجلات العالمية بعد تغيير اللقب العلمي في العراق لترفيعي الى درجة الأستاذية.كما وشاركت بالعديد من ورش العمل من البرامج العلمية وبرامج لطباعة البحوث العلمية في الجامعة التكنولوجية الماليزية .
وخلالها بادرتني أيضا فكرة تأليف كتاب عن إختصاصي فألفت كتاب وأرسلته الى أحد المواقع العلمية في المانيا وتم قبوله، طبعه ونشره فأهديت نسخة منه الى مشرفتي أما النسخة الثانية سوف أهديه الى مكتبة جامعة دهوك.
عزيزي القارئ الكريم هذه المعاناة التي لاقيتها بحياتي الدارسية هي جزء من معاناتي التي لم أذكرها بالتفصيل لعدم الأطالة عليكم.
منذر كلّه: كيف كان شعورك عند وصولك الى القوش بلدتك وانت تحملين ثمرة جهودك وشهادتك.
د. كافي: كان شعور لا يوصف بفرحتي وسروري بلقاءي بأخواتي وبناتهن وأزواجهن وأهلي وناسي وأصحابي الذين أستقبلوني بحفاوة في مطار أربيل وشعوري بفرح عارم مختلط بحزن شديد في نفس الوقت، الفرحة لا توصف فكنت طائرة من الفرح منذ أن أعلنوا منحي الشهادة بعد الظلم والتعب والقهر ولكن فرحتي ما أكتملت لعدم وجود والدتي العزيزة لأحتضنها وأهديها شهادتي التي كانت تحلم هي الأخرى في أن تراني حاملة شهادتي .
منذر كلّه: كيف أستقبلكِ زملائكِ في الجامعة التي أرسلتك لنيل شهادة الدكتوراه
د. كافي: أستقبلوني زملائي في الجامعة إستقبال رائع ومفرح أيضا وكانوا ينتظرونني بفارغ الصبر لعودتي الى الكلية وذلك بعد إطالة إنتظارهم لفترة طويلة.
منذر كلّه: هل يوجد داخل البلدة أعني من سكنة القوش نساء حائزات على شهادة الدكتوراه ؟؟؟
د. كافي: كلا لم أسمع أية أمراة في القوش نفسها بنيل شهادة الدكتوراه ولكن هناك كثيرات حاصلات على هذه الشهادة خارج القوش وأظن إنني أول أمراة حصلت على شهادة الدكتوراه تسكن البلدة العزيزة القوش .
منذر كلّه: كيف تجدين مستقبل التعليم في القوش وخاصة العنصر النسوي ومقارنة مع الخريجات من أعماركِ في الثمانينات من القرن الماضي ؟
د. كافي: مع الأسف الشديد مستقبل التعليم حالياَ متدني لم أعرف السبب هل هو من الأساتذة أم من الطلبة وإهمالهم الدراسة بسبب إنشغالهم بالموبايلات والأنترنيت فإن هذا الجيل (أسميه بجيل الموبايل) فالموبايل في الوقت الحاضر هو قنبلة بالبيت والشارع والمدرسة فهو خطر جدا على المجتمع وعلى أنفسهم ايضاَ لعدم الأهتمام بالمستوى العلمي وتطوير مستواهم العلمي فالموبايل مسيطر على أفكارهم لم يبالون أهتماما بالنصائح التي نقدمها لهم فالنسبة لي قد تركتهم على هواهم لان هذا الجيل عكس الأجيال السابقة يختلف إختلافا جذرياَ عنّا فكنا نسمع نصائح الاشخاص الأكبر سناَ، ويا ريت يكون هذا الجيل ربع إدراك ما كنا ندركه بوقتنا ذاك.
فنصيحتي لشبابنا وشابتنا وإرشادي لهم بعدم إستخدام الموبايل طوال الوقت لانه يؤثر على بصرهم وعقلهم وتفكيركم ويجب أن يكون إستخدامه نادرا الا في الحالات الضرورية والقصوى.
منذر كلّه: ما هو شعارك المفضل في الحياة وخاصة في هذا الوقت بالذات؟
د. كافي: شعاري المفضل هو القناعة كنز لا يفنى.
منذر كلّه: ما هي الحكم والمقولات التي تعجبكِ؟
د. كافي: هناك مقولات وحكم كثيرة لم أستطع ذكرها لأن كل الحكم والمقولات قد حدثت ولهذا ذكرت وسوف أذكر بعضاَ منها.
– الصبر مفتاح الفرج
– عدم اليأس مهما واجهتك من الصعوبات والعراقيل لان الله يكون مع الحق والحقيقة فلنحمل صليبنا كما حمله سيدنا يسوع المسيح.
– الثقة العالية بالنفس يعتقد البعض إن جمال المرأة بلبسها، فجوابي كلا فإن جمال المرأة ليس بلبسها بل بعقلها فمظهرها الخارجي لم أعيره أهمية بقدر ما أعير عقلها وأخلاقها فالملبس فقط هو ستر للمرأة. فكثير من التعليقات التي تواجهني بالحياة الأهتمام بملبسي وخاصة بعد حصولي على شهادة الدكتوراه ولكنني لم أهتم بذلك كوني ثقتي عالية بنفسي وقنوعة بملابسي وأهم من ذلك لم أتكلم بالباطل والمبالغة على أحد، وإن الشهادة التي حصلتها أفتخر بها الا لنفسي لانها ثمرة تعبي وجهودي ولاتزيدني الا تواضعا، وتعتبر حبي الكبير للعلم ورغبتي الشديدة في البحث والاستقصاء، فإنني إنسانة متواضعة الى أقصى حد… فالمسيح له كل المجد ولد في مغارة منزوية علمتنا أن نسلك طريقه في التواضع والبساطة فالانسان العلمي لايهتم بمظهره الخارجي بقدر مايهتم بعلمه .
منذر كلّه: ماذا تحبين من الأشخاص الذين تتعاملين معهم والذي تربطك بهم علاقات دائمية.
د. كافي: قبل كل شيء أحب من الشخص المقابل أن يكون صريحاَ، صادقاَ، مؤمنا، شجاعاَ، واعيا ومنتبهاَ لايهاب ولايخاف من المشاكل التي تواجهه لثقته بنفسه وأن لا يكون مسيرا من قبل الآخرين لكي يستطيع حل مشاكله بعقله ونفسه.
منذر كلّه: ما هي أهم النشاطات الأخرى في حياتك
د. كافي: – أحب أن أكتب عن المواضيع والمقالات التي تخطر ببالي والمشاكل التي تواجهني بحياتي بالنقد البناء لمصلحة الجميع وليست للمصلحة الخاصة وخاصة المواضيع الأجتماعية وذلك لعدم تحملي الأخطاء التي تصدر من قبل أناس فقط يحبون مصلحتهم الخاصة على مصلحة الجميع ونشرها بالمواقع الألكترونية للأطلاع عليها أكبر عدد من القراء والأستفادة منها.
– أحب أن اساعد وأمارس مهنة التمريض التي تدربت عليها في دورة التمريض مجاناَ حبا للطب الذي لم يحالفني الحظ بدراسته من زرق الأبر والتداوي وقياس الضغط والتعرف على بعض الأدوية، فقد كنت أمارسها قبل سفري الى ماليزيا أي في القوش وحتى كنت دائما أعالج والدتي الله يحفظها ويطول من عمرها من الأمراض والأوجاع التي كانت تشتكي منها بخبرتي دون الذهاب الى الطبيب.
علما بان لدي أفكار ومشاريع لتطوير وأحياء بلدتنا القوش الحبيبة وسوف أعلن نشاطاتي مستقبلا وبعد الحصول على الموافقات الرسمية وإنني لم أنشرها الى أن يحين وقتها بعد دراستها ومناقشتها والأستئناس بأراء بعض الطيبين والغيورين والمهتمين بالبلدة والذين يحبون فعلا تطويرها.
منذر كلّه : كلمة أخيرة تختمين بها هذا اللقاء الرائع دكتورة كافي؟
د. كافي: أخويا العزيز قبل أن أختم لقاءنا هذا لدي أمنيات ورغبات كثيرة وكثيرة وبعدها الختام.
– أتمنى من الرب الخير والسلام لبلدنا العزيز العراق الجريح وطول العمر والصحة الجيدة لوالدتي العزيزة التي قدمت لي مالا يستطيع غيرها أن يقدمه من الحب والحنان وكذلك أخوتي وأخواتي ولجميع القراء الاعزاء،
– ان أكمل بقية مشواري الدراسي إذا سمح لي الحظ بدراسة الشهادة ما بعد الدكتوراه (Post Doctorate) في الخارج، ولكن حاليا بسبب إرهاقي وتعبي من دراسة الدكتوراه سوف أعطي لنفسي الراحة لهذا العام،
– أحب أن أحج الى القدس وأشاهد المغارة التي ولد بها سيدنا يسوع المسيح له المجد مع رؤية الصخرة التي بكى عليها وجبل الجلجة التي عانى منها خلال مراحل الدرب الصليب وكثير من الأماكن المقدسة هناك،
– أرغب بان أكون راهبة بالدير ولكن ليس في العراق لأقضي بقية حياتي بالتكريس لخدمة الرب ولكن أمنيتي لم أستطع تحقيها لعدم مخالفة أوامر والدتي لعدم السماح لي بذلك وإنشا الله سوف أقضي عمري كراهبة علمانية لأخدم كبار السن والأيتام .
وختاما أشكر الأخ الاستاذ منذر لسعة صدره وإصراره على نجاح هذا اللقاء والأستماع لكل ما أطرحه بهدوء للخروج بحوار شيق يوثق جزء يسير من سيرتي الذاتية وحوار ممتع يسعد القراء الأعزاء.
كما أود أن أعلمكم بان لولا الظروف التي واجهتني في حياتي ومسيرتي الدراسية لكنت الآن قد تسنمت أعلى المناصب في الدولة. مع هذا فأنا سعيدة لإداء الرسالة التي وعدت فيها المرحوم والدي في التضحية بنفسي وتربية أولاد أخي المرحوم.
الف الحمد لله والشكر أنتهت رسالتي الآن بعد أن تزوجوا وأصبحوا أولياء أمور فأتمنى لهم الحياة الزوجية السعيدة والخير لعوائلهم، فهم حياتي وحبي الأول والأخير، والذي يزيد من سعادتي هو تواصلهم الدائم معي ومشاركتي في الاستشارة بكل مايتعلق بمستقبل عوائلهم.
ونصيحتي أيضا لشبابنا وشاباتنا الأعزاء اليوم الأهتمام بمستواهم العلمي والأقتصادي والأجتماعي وعدم اليأس من الحياة والصعوبات التي يواجهونها في هذا الوقت الحرج وبالإيمان القوي من أجل مستقبل أفضل لهم وللجميع.
كما وأتمنى لجميع طلبتنا مستقبلا زاهراَ وفرحتي هذه تكمل بنيلهم شهادات عليا تساهم في تطوير بلداتهم ووطنهم .
شكرا لكم لإصغائكم، ومتابعتكم وقراءة معاناتي الدراسية، وأسفة جدا لأطالة الحوار الذي دار بيننا.
ودمتم في حماية الرب وجميع القديسيين… آمين