تبعثرت كلماتي حينما شرعت بكتابة ما يمليء اسطر وريقتي بكلمات ثناء وامتنان لكل متميزة ومتميز على ما بذلوه من جهد وسهر ومواظبة لتتكلل الجهود بالنتيجة الى ما يرفع من شأنهم بين اسرهم ومدارسهم ومجتمعهم .. فالتفوق ليس الا محصلة نهائية لجهد ومثابرة متواصلة يتمنى تحقيقه كل الطلبة الطموحين الذين يكرسون اوقاتهم من اجل الوصول الى هذه المرتبة التي لا ينالها الا من يستحقها ، اذن للتفوق اسبابه ومبرراته لا يمكن ان يتحقق من فراغ خصوصا ذلك التفوق الذي يحرزه المجتهدون بامتياز بل يتحقق نتيجة عوامل كثيرة يساهم فيها كل من الطالبة او الطالب والهيئة التدريسية والعائلة تجتمع كل هذه العوامل ليتحقق النجاح والتفوق .. هكذا حققت الحمامة الوديعة والزهرة التي يتناثر منها العبق (( أفراسيا أديب حنطيه )) طموحها ونالت رضا واستحسان اهلها ومدرستها ومجتمعها حينما حصلت على معدلا مشرفا في السادس الاعدادي الاحيائي . وقبل ان اسهب في اللقاء أود ان استهله بالتعريف بالبطاقة الشخصية للطالبة المتفوقة أفراسيا من مواليد القوش 2002 تنتمي الى عائلة معروفة بعلاقاتها الطيبة والحميمة مع الناس في القوش وضواحيها ، والدها السيد أديب حنطيه يعمل كاسبا لقمة العيش بعرق جبينه اما والدتها السيدة هدى كوريال بلو فهي معلمة في مدرسة ابتدائية الاولى للبنين ، لها شقيقة اكبر سنا منها وهي طالبة جامعية في جامعة الموصل .. اكملت افراسيا دراستها الابتدائية في مدرسة ابتدائية القوش للبنات بتفوق وحازت على معدل في الصف السادس الابتدائي ( 97%) اما في الصف الثالث المتوسط فقد كان معدلها 57 /98 مرتبتها الاولى على قضاء تلكيف اولى على ممثلية تربية نينوى في دهوك والتاسعة على العراق اما معدلها في الصف السادس الثانوي الفرع الاحيائي فقد بلغ 17 /100 وتخلل اللقاء بعض الاسئلة كان أولها : كم من الوقت استغرقت في الدراسة للتهيئة لخوض الامتحان ..؟ لقد بدأت بشكل مكثف بالتهيئة قبل حوالي شهرين وبالاحرى لم انقطع عن الدراسة حتى ايام دخولي الى قاعة الامتحان الوزاري .. وعن وضعها النفسي بعد دخولها الى قاعة الامتحان قالت : لم اشعر بالخوف او القلق بل دخلت وانا في منتهى الاسترخاء والسعادة الى القاعة وكأنني اخوض امتحانا شهريا و كنت على يقين بانها بداية النهاية .. وعن ساعات الدراسة خلال النهار الواحد قالت : كنت ادرس في الايام الاعتيادية حتى الانتهاء من تحضير واجباتي المدرسية اما في الايام التي احضّر فيها للامتحان فكان يستغرق ذلك وقتا اكثر .. وعن الذي كان يتابعها خلال الدراسة قالت : كانت عائلتي تدعمني في كل صغيرة وكبيرة اما المتابعة فقد كنت قد نظمت لنفسي جدولا يوميا اعتمده على الدوام .. وهل كنت راضية ومقتنعة من طريقة التدريس وايصال المادة اليكن بشكل سليم ..؟ اجابت : لقد كان الكادر التدريسي يبذل قصارى جهده من اجل ايصال المادة وهضمها من قبل الطالبات ولا اعتقد كان هناك اي تقصير او اهمال في هذا الجانب .. وفي سؤال آخر عن الذي كان له الفضل الاكبر بتحقيق امنيتها قالت : الفضل الاول يعود الى اصراري المتواصل على النجاح والتفوق والفضل المهم الى ما قدمه ابي وامي وشقيقتي من الدعم والمساندة فقد كانوا العين الساهرة على راحتي وتهيئة الاجواء والمناخ الملائم للدراسة .. وعن الحفلات العائلية التي كان يقيمها نادي القوش العائلي على شرف المتميزين قالت : لقد حضرت معظم الحفلات التي اقامها النادي للمتميزين والمتميزات في المراحل الدراسية للصفوف الغير المنتهية ( أول – ثاني – رابع – خامس ) ولم انسى تلك الهدايا والتكريم والشهادات التعبيرية التي قدمت لنا خلال الحفل .. وسألت افراسيا عن مرحلة الجامعة المقبلة هل ستغيرك في تعاملك مع الناس ..؟ اجابت : اذا تغيرت فلن اتغير الا نحو الاحسن وامنيتي ان اعمل واخدم وطني وبلدتي القوش واقدم لها كل ما استطيع تقديمه واتمنى ان اقدم لها مثلما قدمت الراحلة زها حديد للانسانية ولرفع أسم بلدها عاليا .. وسألتها : اي كلية تفضلين لتكملة دراستك الجامعية ..؟ اجابت : كانت امنيتي منذ الطفولة ان ادرس الطب لكونه المجال الرحب في خدمة الانسانية .. و عن طموحها المستقبلي قالت بكل ثقة بالنفس : ان طموحي لا حدود له اسعى دوما للوصول الى هدفي وتحقيق امنياتي من خلال العمل المثمر والجاد وعدم التهاون فيه .. وعن قضاء وقت فراغها قالت : اقضي وقتا ممتعا في المطالعة خصوصا القصص ومشاهدة الافلام البوليسية التي تدور حول ارتكاب الجرائم وطرق الوصول الى الجاني .. وسألتها عن مدى مساعدة امها في امور المنزل اثناء وقت فراغها فقالت والدتها : بالرغم من قضاء افراسيا اغلب اوقاتها في الدراسة الا انها لم تبخل عليّ بمساعدتها في الاعمال المنزلية اضافة الى انها مبدعة في صناعة المعجنات اللذيذة ، وفي كلمة منها لزميلاتها الطالبات قالت : ليس المهم قضاء كثير من الوقت في الدراسة و عدد الساعات التي نستغرقها ، الأهم ان نكون مرتاحي الفكر والبال حين نقبل الى الدراسة وفي كلمتها الاخيرة قالت : اشكر حضوركم وتجشمكم عناء الطريق لاجراء هذا اللقاء واشكر ناديكم العائلي على مبادراته الدائمة في تكريم الطلاب والطالبات المتميزين واشكر مدرساتي الفاضلات لانهن منحوني ما احتجته خلال دراستي كما اشكر ابي وامي وشقيقتي على وقوفهم معي باستمرار واتمنى لزميلاتي الطالبات النجاح والتفوق .. اما والد افراسيا السيد اديب فقد شكرنا على ما قدمناه ونقدمه لألقوش وللطلبة المتفوقين من النشاطات ، بوركت جهودكم الجبارة كما شكر ادارة المدرسة و الكادر التدريسي على دعمهم المستمر للطالبات ، اما والدة افراسيا المربية الفاضلة هدى قالت : ان زيارتكم هي حافز لأفراسيا ولكل الطالبات المتفوقات للاجتهاد اكثر وبمجيئكم تتذلل كل الصعاب ان وجدت ونشكركم على تكريمكم وتقييماتكم وحفلاتكم للمتفوقين اما مسك الختام كانت بكلمتي فقلت : مثلما تهاجر طيور السنونو في نهاية كل فصل هكذا يرحل عام باكمله وينطوي .. وها انت ايضا يا افراسيا تهاجرين الى عش اخر ولكن عشك الجديد سيزيدك علم ومعرفة وستبقى القوش فخورة بك طالما انت فخورة بها اتمنى ان نسمع عنك كل ما يحقق طموحك مستقبلا .