باسل شامايا
كان عاما دراسيا محفوفا بالمصاعب والمشقات فمن جهة نجد العراق بشكل عام يعيش ظروفا اقتصادية وسياسية عصيبة بأزماته المتعددة والوضع السياسي العام والتناحرات بين الاطراف السياسية كانت وما زالت على أوجها .. ومن جهة ثانية معاناة السجن الذي فرضه فيروس كورونا على الناس باجبارهم على المكوث قسرا في البيت وعدم السماح لهم بمزاولة اعمالهم خوفا من الاصابات بهذا الفيروس اللعين .. وفي هذه الظروف القاهرة يتبارى المبدعون من الطلاب والطالبات لمرحلة السادس الاعدادي في مدارس القوش بمعدلاتهم التي تجتاز حدود المألوف حيث حاز الكثير منهم على معدلات لم تتكرر سابقا ان هؤلاء المتفوقين حقا مفخرة تفتخر بهم مدارسهم وعوائلهم ومجتمعهم .. كان النجاح في حياة الطالب والطالبة قديما واليوم ومستقبلا ليس الا هدفا يسعون اليه من اجل بلوغه .. وبكل همة ودأب متواصل يكرسون اوقاتهم خلال العام الدراسي متناسين كل ما يشغلهم عن الدراسة وذلك لتحقيق ما يهفون اليه وعليهم بعد وصولهم الى قمة السعادة التي كانت هدفهم ، المحافظة عليها بكل ما يمتلكون من عزم وارادة .. نعم ان الوصول الى القمة يتذلل بالمواظبة والالتزام والسهر لكن المحافظة عليه صعب للغاية اذا تم اهمال تفعيله باستمرار .. وهكذا بالنجاح وتحقيق ما خططوا له منذ بداية العام الدراسي طووا سنتهم الدراسية الفائضة بالتحديات خصوصا تلك التي فرضتها عليهم الظروف الصحية الراهنة . كان لي شرف لقاء احد هؤلاء المتميزين خلال زيارة قمنا بها الى منزله واجريت معه هذا اللقاء الذي ابدأه ببطاقته الشخصية ( آنجل الياس حنا ) مواليد القوش 2002 ينتمي الى عائلة معروفة في القوش والمناطق القريبة منها يزاول والده الياس مع اخوته مهنة النجارة التي ابدعوا بها منذ سنين طويلة أنهى آنجل دراسته الابتدائية في مدرسة القوش الابتدائية الاولى للبنين وحاز على معدل 97% في امتحان السادس الوزاري اما في الامتحان الوزاري للصف الثالث المتوسط في ثانوية القوش للبنين فقد حاز على معدل 90% اما في الامتحان الوزاري للصف السادس الاعدادي فقد حصل على معدل 99 /7 % الفرع الاحيائي .. كان انجل قد تفرغ كليا للدراسة فقط ويذكر انه كان معدل دراسته خلال النهار بين ( 7 – 8 ) ساعات وسالته : لمن كان الفضل الاكبر بنجاحك وتفوقك ..؟ الفضل الاكبر لابي وامي وخاصة ابي الذي كان يلبي كافة احتياجاتي وطلباتي وامي التي كانت تتابعني باستمرار اضافة الى خالي العزيز الاب سالار بوداغ وقد قضيت عدة اشهر عنده متفرغا للدراسة وكان يتابعني بالرغم من انشغالاته الكثيرة .. وسألته : بعد تخرجك من الاعدادية في اية كلية تجد نفسك لتكملة دراستك الجامعية اجاب : كان طموحي منذ الصغر ان اكون طبيبا وبعد ان كبرت وعرفت ان الطب هي مهنة انسانية ازداد تعلقي بهذه المهنة وافضلها على كافة الاختصاصات الاخرى .. وسالته عن معاناة عاشها خلال العام الدراسي فقال : المعاناة كثيرة خصوصا اقتحام فايروس كورونا حياتنا الدراسية ناهيك عن الوضع العام في البلد الذي يجعلنا في حالة قلق وخوف من القادم، وعن مبادرة نادي القوش العائلي في تكريم الطلبة المتميزين قال : كان لي شرف الحضور الى النادي ملبيا دعوتهم في الصفوف الغير منتهية ( الاول – الثاني – الرابع – والخامس ) بوركت جهود الهيئة الادارية في اقامة هكذا حفلات تحفيزية للطلاب والطالبات المتفوقين . وفي كلمة له لزملائه الطلبة قال : لا توجد اية صعوبة ولأية مرحلة دراسية اذا كان هناك تصميم وارادة وجهود متواصلة من اجل النجاح والتفوق حتى مرحلة السادس الاعدادي ليست بالصعبة اذا كان هناك مواظبة واجتهاد في التحضير اليومي خلال العام الدراسي .. وعن هواياته الاخرى قال : كنت وما زلت اهوى ممارسة رياضة كرة القدم لذلك اقضي وقتا ممتعا من فراغي في نادي القوش الرياضي للممارسة هذه الهواية وعن مزاولته عملا اخر في العطلة الصيفية قال : احيانا اتوجه الى معمل النجارة اساعد ابي واعمامي وفي هذه السنة فتح لي ابي محلا تجاريا اقضي فيه وقت فراغي واساعده في كسب لقمة العيش : سوق القوش لبيع ادوات منزلية .. واجاب على سؤالي عن طموحه المستقبلي قائلا : اذا وفقني الله وانهيت دراستي في كلية الطب ساعمل جاهدا من اجل خدمة الانسانية واساعد من يكون بحاجة الى المساعدة . وفي كلمته الاخيرة شكر حضورنا واجراء هذا اللقاء واشاد بمبادراتنا المتواصلة في دعم المتفوقين كما شكر كل من سانده ودعمه خلال دراسته وتمنى لزملائه الطلبة النجاح وفي الاخير قال : اتمنى ان يكون الكادر التدريسي في مدرستي