خاص – خورنة القوش
ضمن منهاج لقاء كشافة مار ميخا الالقوشية -1، اقيمت محاضرة مشتركة لأعضاء الكشافة وطلاب ميتم مار يوسف البتول في تمام الساعة السادسة من عصر يوم الثلاثاء 15 تموز 2014 في قاعة الميتم.
في البداية قدم الاب جون الراهب نبذة تاريخية عن الميتم منذ تأسيسة والى يومنا هذا، كذلك قد لنا نموذج من الحياة التي يعيشها الطلاب في الميتم وكيفية تطويرهم من حيث المستوى العلمي والعملي.
بعدها قدم الاب يوسف يونو عجم الراهب محاضرة بعنوان ” الشباب الكنسي ” ننشرها كما هي :-
الشباب الكنسي
من هم الشباب الكنسي بالمعنى العام: يمكننا أن نقول أن كل شاب مسيحي هو كنسي، لكونه ينتمي بالعماذ والتثبيت إلى كنيسة المسيح، ولكونه ينتمي إلى كنيسة خاصة تجسد له مفهوم الكنيسة العامة، وهي كنيسة الرعية أو الخورنة، قلت أن كل مسيحي قد انضم بالعماذ والتثبيت إلى كنيسة المسيح منذ أيامه الأولى على هذه الأرض. لقد أصبح عضواً فيها. وزرعت في قلبه بذور الإيمان المقدس التي يجب أن تغذىّ وتروىَّ مع النمو في الحياة. بالمعنى الخاص: الشاب المسيحي أو الكنسي هو ذاك الشاب الذي قال “نعم” للمسيح منذ تفتُح قواه الإنسانية والمسيحية، وشرع يعيش في الواقع حسب منطق هذه “نعم” الحاسمة. إنه بدأ يعرف معنى حياته، ويدرك ان حياته، مع كونها فريدة في عيني الرب ونفيسة إلى الغاية، ليست وحيدة ومنعزلة. إنه ليس جزيرة معزولة ومنقطعة عن العالم المجاور أو المحيط به. انه جزء من الكل. إنه عضوّ في جسد المسيح الشامل الذي ندعوه الكنيسة. ولكن عليه أن يكتشف دوره الخاص والمهمة التي أعطيت له في هذا الجسد، وأن يسعى للقيام بها بإخلاص والتزام واستمرارية. إلا أنني هنا أتساءل، وأسمح لنفسي بطرح هذه الأسئلة عليكم:
• ما الذي يجذبكم إلى الكنيسة؟
• وماذا تريدون من الكنيسة؟ • وماذا تقدمون للكنيسة؟ ما الذي يجذبكم إلى الكنيسة؟
• هناك شباب منكم ينجذبون إلى الكنيسة تحت تأثير رفاقهم وأصدقائهم: يطيب للشباب أن يتلاقوا ويتداولوا في الشؤون التي تهمهم، ولا سيما أن المجتمع لا يوفر لهم الكثير من مجالات اللقاء والترفيه والتسلية. فالكنيسة للبعض وسيلة للتهرب من “العزلة”، عزلة البيت وعزلة المجتمع.
• وهناك أيضاً شباب لا يتوقفون عند هذه الاعتبارات الإنسانية المحضة: إنهم ينجذبون إلى الكنيسة، إذ يرون في الكنيسة البيئة الفضلى لتفتح طاقاتهم الروحية. إنهم يرغبون في أن يعيشوا مسيحيتهم بأصالة وعمق، وأن يحتكوا بالمسيح وبإخوة المسيح لتبادل الخبرات ولتلقي المساعدة الأخوية.
• وهناك أيضاً شباب شرعوا يفهمون شيئاً من هويتهم المسيحية التي تقتضي منهم أن يكونوا رسلاً في مجتمعهم، ويشعرون بأن عليهم للقيام بهذه المهمة، قبل كل شيء أن يستقوا هذه الرسالة من ينابيعها الحقة: المسيح، الكنيسة، الأسرار، المحبة الأخوية… إلخ، فهم لا يأتون إلى الكنيسة لاختزان المعلومات لذاتهم أو لتقوية حياتهم الدينية فحسب، بل يريدون أن يضعوا كل شيء في خدمة المسيح وخدمة إخوتهم. فمن أي فئة أنتم؟ ماذا تريدون من الكنيسة؟ من المؤكد أن في قلوبكم أماني كثيرة، فإنكم تشتاقون إلى المزيد من التلقي، وإلى المزيد من التوجيه، وإلى المزيد من المجال لممارسة رسالتكم. تريدون أن تكون الكنيسة لكم ذلك المناخ المؤاتي لتفتحكم الحقيقي. تريدون أن تسهم الكنيسة إسهاماً أفضل في تعميق إيمانكم وتوفير الوسائل الكفيلة بإنعاش هذا الإيمان وتجسيده في حياتكم اليومية. تريدون أن تكون كنيستكم متفهمة لجميع مشاكلكم وجميع طموحاتكم، وأن تهتم بجميع شؤونكم، الإنسانية والروحية، ولكن دون هيمنة أو سيطرة مفرطة تشل مبادرتكم الشخصية أو تقلص من مسؤولياتكم.
فهل تتجاوب الكنيسة مع هذه الأمنيات؟
ماذا تقدمون أنتم للكنيسة؟
لكم حقوق ولكم التزامات أيضاً. فإذا رغبتم في أن تقوم الكنيسة بدورها تجاهكم، فما ذلك إلا لكي تخلق منكم أناس المستقبل، أي مسيحيين ملتزمين وواعين قد أدركوا دورهم في الكنيسة. لا أقول أن جميعكم قد بلغتم مرحلة الوعي الكبير، إلا أن مصلحة المسيح والكنيسة يجب أن تحتل في حياتكم وأعمالكم المكانة الأولى. فالكنيسة لا تكتفي باستخدامكم لمصالحها المادية (التنظيم، الحفلات، الليتورجيا… الخ)، بل تهدف إلى أن تخلق منكم رسلاً يمارسون من الأن رسالتهم الحالية ويستعدون لمسؤوليات أكبر وأكبر في الكنيسة. كل منكم يجب أن يكون مثل تلك حبة الخردل الصغيرة التي يتكلم عنها الإنجيل ولكن هي مدعوة لتصير شجرة باسقة يحتمي الكثيرون في ظلالها الوارفة كل منكم يُدعى الآن ليكن خميرة، ولكن ليس خميرة يابسة بل حية تعمل في تخمير العجينة كلها، لا تكتفي الكنيسة بأن تقوموا ببعض نشاطات معظمها خارجية وسطحية، بل تريد أن يسعى كل واحد منكم في تثقيف ذاته بجميع الوسائل الممكنة وتهيئة مستقبله المسيحي في سبيل عمل أعمق وأوسع. إنكم عيون الكنيسة وأذرعها وأرجلها وفمها. بواسطتكم تريد أن تحمل بشرة الخلاص إلى العالم. فماذا تقدمون للكنيسة في الواقع؟
ماذا ينتظر الشباب من الكنيسة:
في قلب الشباب أمنيات ومطاليب كثيرة، قد لا يعبرون عن جميعها، ولكنها تتفاعل في نفوسهم، منها:
• يريد الشباب أن تكون كنيستهم اليوم كنيسة “فقيرة وخادمة” على غرار كنيسة الرسل والشهداء.
• أن تكون منفتحة لشعب الله كله، وان تستقبل الجميع بحنان الأم.
• أن يكون فيها تنظيم وتخطيط مدروس، بالتعاون معهم.
• أن تستفيد من خبراتهم الإنسانية والروحية، أي أن تكون كنيسة معلّمة ومتعلمّة معاً. • أن تبذل الجهد في سبيل تفهمهم، وتفسح لهم المجال الواسع لممارسة نشاطاتهم.
• أن تغذيهم بأحدث التعاليم الدينية والتوجيهات الراعوية. ماذا تنتظر الكنيسة من شبابها؟ تريد الكنيسة أن يكون شبابها:
• أكثر تجرداً- من المصلحة الشخصية وحب البروز- وألا يستغلوا الدين لأغراض شخصية أو غايات إنسانية محضة. • أكثر رصانة: أن يتوخوا الخير. الحقيقي وليس التلهية او الضجة الفارغة.
• أكثر تواضعاً: أن يقبلوا كل توجيه سديد وانتقاد بناء في سبيل عمل مشترك وتحقيق اكبر خير ممكن في الخورنة.
• أكثر غيرة: ان يكون رسلاً حقيقيين يمتازون بمحبتهم وعطائهم ونشاطهم وشجاعتهم في التضحيات المطلوبة.
• أن يشغلوا موقعهم الحقيقي في جسد المسيح السري، دون التهرب من المسؤوليات التي تلقى عليهم. • ان يتجنبوا كل ما يشوه وجه الكنيسة، وذلك في حياتهم الشخصية التي يجب ان تكون شهادة حية للإنجيل، وفي انتقادهم التي يجب أن تكون دوماً للخير والبنيان.
• أن يفهموا جيداً أن كنيسة المسيح تتكون أيضاً من أناس خاطئين وناقصين، فعليهم أن يعاملوا الجميع- الرؤساء والمرؤوسين بالرحمة والحنان والغفران.