سليمان يوسف اسطيفان بوكا من مواليد القوش 5/3/1925 ينحدر من عائلة فلاحية كادحة أكمل دراسته الابتدائية في القوش ثم دخل دار المعلمين الريفية في ظروف الحرب عام 1941 وتعين معلما في 1946 ثم عاد الى القوش ليأخذ مكانته مربيا للأجيال في مدرسة ابتدائية القوش. تقدم للامتحانات الوزارية للصف الخامس الاعدادي واجتازها بتفوق ولم يكتف بهذا القدر فقاده طموحه لتكملة دراسته الجامعية في كلية الحقوق / جامعة بغداد عام 1952 وحصل على شهادة البكلوريوس في المحاماة عام 1956 ، ومارس هذه المهنة بعد احالته الى التقاعد .. تزوج من المناضلة يازي يونس تعينو عام 1948 فانجبت له ( نضال ، عامل ، كفاح ، لينا ، عادل ) وبالاضافة الى التزاماته الكثيرة بادر الى فتح مركز لمحو الامية في القوش بالتعاون مع بعض زملائه .. كان قليل الكلام كثير الفعل لم يتوقف لحظة عن عطائه ودفاعه المستميت عن الفقراء والمظلومين احيل الى التقاعد بعد ان تمكن بذكائه ودفاعه عن 240 سجينا كرديا بتهمة الانتماء الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي والافراج عنهم . دعي الى خدمة الاحتياط وبعد انتهائه من الفترة التدريبية منح رتبة ملازم وتعين بمنصب مشاور عدلي في الفرقة الثانية / كركوك وذلك بعد 14/تموز 1958 . انضم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في اربعينيات القرن المنصرم اعتقل في 8 شباط 1963 وزج في سجن رقم واحد وعرفته كل السجون العراقية من نقرة السلمان والديوانية وقطار الموت وحتى اقبية الامن العامة وفي ذات مرة بينما كان يتعرض للتعذيب قال له احد الجلادين : سوف ننتزع روحك من جسدك ان لم تعترف …! فاجابه ابو عامل بهدوئه المعهود : نعم بامكانك انتزاع روحي دون اي جهد لكنه يستحيل عليك انتزاع اي اعتراف مني .وتبوء عدة درجات حزبية في رحلته الوطيلة في صفوف الحزب ، حيث اصبح عضوا في لجنته المركزية عام 1970 وعضواً في مكتبه السياسي عام 1976 . كانت السلطة الدكتاتورية الحاكمة تتربص له وتتحين الفرص للأنقضاض عليه موظفة كل امكاناتها للقيام بعملية اغتياله .. ففي عام 1975 وبينما كان الفقيد متوجها بسيارته الخاصة من بغداد الى كركوك تعرض الى حادث اصطدام مدبر راح ضحيته زوجته الشهيدة ام عامل ورفيق دربه صابر اما هو فقد نجى باعجوبة من تلك العملية .. وفي عام 1978 اعتقل ضمن الحملة التي شنها النظام الدكتاتوري ضد الضباط الشيوعيين المتقاعدين بتهمة التآمر ضد نظام الحكم وبقي 9 أشهر في زنزانات الامن العامة واطلق سراحه بعد صدور العفو العام وبعد ذلك التحق في نهاية السبعينيات بقواعد الانصار الشيوعيين في كردستان العراق الى جانب رفيقه المناضل توما توماس وتولى بعد ذلك منصب مسؤول المكتب العسكري لفصائل الانصار في عموم كردستان . وبعد رحلة نضالية شاقة في جبال كردستان ضد اعتى الدكتاتوريات عاد الى الوطن بعد سقوط الصنم ليكمل مشواره الوطني / التقدمي في خدمة الوطن والشعب .. عاد من غربته المفروضة ليدافع عن حق المظلومين الذين صودرت حقوقهم مستثمرا كل امكاناته من اجل ضمان حقوق شهداء الانصار الذين ضحوا بحياتهم من اجل انقاذ شعبهم من وحش الدكتاتور الجاثم على انفاسه . وتعرض لحادث مروري في مدينة اربيل ادخله المستشفى ثم سافر الى كندا حيث اولاده لكن المرض اشتد عليه حتى تمكن منه فغادرنا في 21 / 4/ 2008 وكانت آخر امنيته ان يدفن الى جوار آبائه واجداده فلبى اولاده رغبته وجاءوا به الى القوش ليحتضن الثرى بينهم في 3/ 5 / 2008 هكذا افنى من عمره ( 62 سنة ) في خدمة وطنه وشعبه دون ان يفكر يوما بذاته مقابل ما قدمه من تضحيات جسام .
جميع الحقوق محفوظة لموقع خورنة القوش لا يسمح بنشرها الا بموافقة الموقع