كان نشاط المنظمات الإنسانيّة وخدماتها متعددة الأوجه للنازحين من قرى وبلدات سهل نينوى-العراق في خلال فترة الاحتلال الداعشيّ فرصةً لتنظيم دوراتٍ لتعليم الشباب النازحين العزف على آلاتٍ موسيقيّة عدّة. دورات طوّرت مواهبهم وصقلتها، كما ساعدتهم على تجاوز أزمة النزوح وآثارها النفسيّة المريرة. لذا يعتقد الأب دريد بَرْبَر مرشد أوركسترا كنّارة السريانيّة وقائدها أنّ «كلّ الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبّون الله».
لطالما رغب بَرْبَر، منذ سيامته كاهنًا في أبرشيّة الموصل للسريان الكاثوليك عام 2001، في دراسة الموسيقى. فقصد الكونسرفاتوار في لبنان عام 2006، وعاد بعد إتمام دراسته إلى العراق محمَّلًا بالخبرات الموسيقيّة ليواصل خدمته في أبرشيّته، إلى أن أجبرت هجمات تنظيم داعش الإرهابي واحتلاله الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى أهلها جميعًا على النزوح.
يقول بربر عبر «آسي مينا»: «ساهم خريجو دورات تعليم الموسيقى المتضمّنة عزف آلاتٍ عدّة (الفوكاليز، والتنغيم/الصولفيج، والغناء الشرقيّ، والترتيل السريانيّ) والتي أقمناها للنازحين قسرًا في عنكاوا-أربيل، في إحياء احتفالاتٍ كنسيّة عدّة هناك، فولدت لدينا فكرة تأسيس أوركسترا من هذه المواهب الشابّة والمتدرّبة».
بقلم: جورجينا بهنام حبابه – آسي مينا
نينوى, الجمعة 2 أغسطس، 2024