برعم صغير من براعم القوش يمنح الحياة والجمالية لأشجار الزينة في القوش

Khoranat alqosh14 نوفمبر 2016220 مشاهدةآخر تحديث :
باسل شامايا
باسل شامايا



باسل شامايا

لا شيء يجمعنا ها هنا بين حنايا هذه البلدة التاريخية العريقة غير الحب والأنتماء الوجداني لها .. بلدتنا الحبيبة القوش ام القرى والمواقف المشرفة ، التي تزخر برجالها الميامين بدءا بآبائنا وأجدادنا العظام .. أولئك الذين عانوا وتحملوا الويلات والعذاب ، ووقفوا بوجه الظلم والغزاة معرضين انفسهم للمخاطر كي يحافظوا عليها من السوء والاذى ومن شر الطامعين والجناة .. حملوها على امتداد السنين في حدقات عيونهم وضحوا بالغالي والنفيس من اجل اعلاء شأنها وابقائها شامخة صامدة بوجه أوصاب الزمن .. هكذا كانت القوش وستبقى هكذا طالما هناك من سيكمل طريق الآباء والأجداد ، الذي يجسده اليوم أحفادها الغيارى الذين هم امتدادا لأولئك المباركين . كثيرة هي المواقف التي تنشرح لها النفوس وتبتهج لها القلوب مواقف لا تنسى تبقى خالدة في ذاكرة الزمن ، لا يسع ذكرها بصفحاتي الفقيرة لانها كثيرة وغنية بمحتوياتها وتنوعاتها فاكتفي بذكر احدها خصوصا في هذه الايام العصيبة التي نعيشها والوطن عموما تحت مطرقة الارهاب ، فقد لفت انتباهي طفل صغير بعمر الورد يجسد احد تلك المواقف التي ليست الا امتدادا لتلك المواقف التي بقت خالدة لا تزول عن ذاكرة القوش وجدته بالرغم من صغر سنه وهو يقدم خدمة لبلدته اكبر من عمره .. ففي ذات يوم وأنا في طريقي مع احد الاصدقاء الى دير السيدة ، تفاجئت حينما شاهدت سيارة تانكر للماء يقودها أحد الشباب من ابناء القوش الغيارى والمدعو ( طيف انور ) ومعه ابنه الصغير ( نور) الذي لا يتجاوز السبع سنوات من العمر يحمل خرطوما ثقيلا للماء كان قد ربطه بالتانكر ويسير خلف التانكر ببطء لكي ينجز المهمة التي القيت على عاتقه ، حيث كان نور بين كل شتلة واخرى يتوقف ليحمل الخرطوم الثقيل ويسقي تلك الشتلة بالماء .. وهكذا كان يمنح لها الحياة وبدورها تعطي ثمارها حينما تمنحنا الراحة والعطر والجمال ، وتتكرر هذه العملية كل يومين أو ثلاثة ، وفي اغلب الاحيان يبادر معهما الشاب المضحي الطموح كارمن جورج النجار وتبدأ هذه العملية ابتداءا من النافورة التي تقع بجوار نادي القوش العائلي وحتى دير السيدة ، الا يضحي الطفل نور بعطائه المشرّف هذا ويعمل مثلما عملوا وضحوا آبائه وأجداده وبكل نكران الذات وكل واحد منهم من موقعه .. ان هذا الطفل يعشق بلدته ويمنحها من وقته الكثير وسيبقى ذلك الحب ينمو ويترعرع معه والفضل يعود لأبيه وجده اللذان كانا خير مثال وقدوة له لتقديم هذه الخدمة وبكل تجرد ، نأمل من الجميع أن يكونوا معطائين بخدماتهم ومحبتهم لبلدتهم كما كان ابناء القوش الغيارى من قبلهم وها هم أحفادهم مثل العزيز نور قد أخذوا على عاتقهم تكملة المشوار وأنا كلي ثقة بأن القوش تزهو وستزهو اليوم وغدا بالكثير من امثال هذه الزهرة الفائحة عطرا ، بوركت ايها الصغير الكبير بما تقدمه والفرحة تعانق وجهك الصبوح كلما سقيت تلك الشجيرات الصغيرة التي تنتضر من يمنحها القوة والجمال .. فما خذل قوم اجتمعوا على الخير والبناء وما افلح من التقى على الشر والبلاء .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!