التربوي بطرس لاسو 1927- 1991

Khoranat alqosh30 ديسمبر 2014361 مشاهدةآخر تحديث :
التربوي بطرس لاسو 1927- 1991

بقلم إدمون لاسو – ألقوش
خاص – خورنة القوش
ولد بطرس لاسو يوسف مراد في ألقوش في 17/1/1927، وتوفي في 12/5/1991 . رحلة قصيرة في عمر الزمن، ولكنها عميقة وغنية في عمر التجربة والأثر.
أنهى دراسته الإبتدائية في مدرسة (مار ميخا) عام 1943 . دخل دار المعلمين الريفية (إعدادية الزراعة) في (أبو غريب) – غربي بغداد – عام 1943، مع ثلاثة من زملائه هم سعيد ياقو شامايا ، ياقو يوسف عوصجي (+1995) ، ويونس حنا رزوقي (+1997) .
تخرج من الدار التي تحولت في السنة الثانية الى (المحاويل) ثم الى (بغداد) في السنة الأخيرة ، تخرج عام 1948 ، وعين معلماً في قرية (جعفران) السليمانية ، مع زميله سعيد شامايا ، بتاريخ 28/10/1948 بموجب الكتاب الرسمي الصادر من مديرية معارف السليمانية. أمضى المؤلف في هذه القرية (5) أشهر فقط . نسب بعدها وبتاريخ 1/4/1949 الى مركز (السليمانية) ، وثبت فيها في السنة التالية على الملاك الدائم في (المدرسة الأيوبية) للسنوات 1949-1952 .
في السنة الدراسية 1950-1951 إلتحق في (إعدادية جمعية المعلمين) في (السليمانية) كطالب خارجي للحصول على شهادة الدراسة الإعدادية – الفرع الأدبي . وفعلاً إشترك في الأمتحانات العامة وحصل على الشهادة المذكورة في أيلول عام 1951 . وكان طموحه إكمال دراسته العالية في كلية الحقوق في بغداد . ولكن عدم وجود دراسة مسائية في هذه الكلية وقتذاك حال دون تحقيق أمنيته .
إنتقل المؤلف بعد السليمانية الى ناحية (كرسي) في قضاء (سنجار) محافظة (نينوى) ، وأمضى فيها سنتين 1952-1954.
في صيف عام 1954 وتحديداً في 26/8/1954 تزوج من (جوليت نعيم كولا) وخلف منها ثلاثة بنين وثلاث بنات .
بعد ذلك إنتقل الى مركز (سنجار) وقضى فيها سنة دراسية واحدة 1954-1955 .
بتاريخ 17/9/1955 صدر أمر إداري قضى بتعيينه معلماً في بلدته (ألقوش) ، وبقي فيها معلماً سبع سنوات (1955-1962) .
وبتاريخ 15/9/1962 صدر أمر إداري آخر عين بموجبه مديراً لمدرسة (ألقوش الإبتدائية الأولى) – مدرسة مار ميخا سابقاً – خلفاً للمدير الياس مدالو . وبقي المؤلف في إدارة هذه المدرسة مدة إحدى وعشرين سنة متواصلة (1962-1983)، أي حتى أحال نفسه على التقاعد في 30/6/1983 .
وكان المؤلف المدير بطرس لاسو طوال فترة إدارته للمدرسة مثال الجد والنظام والضبط ، وتصريف الشؤون بكفاية عالية ، تشهد له كتب الشكر العديدة التي كان يتلقاها سنوياً ، بناء على تقارير المفتشين التربويين.
ففي 25/3/1967 يقول المفتش (عبد العزيز نجم) بحقه : إنه كان ((يجمع بين الثقة بالنفس والشعور بالمسؤولية ، والإخلاص في العمل ، وله من هدوئه وإتزانه ، وحسن تصرفه ، ونضوجه الإجتماعي ما يضمن له اطراد نجاحه في إدارة مدرسته)) .
وفي 4/4/1968 يقول المفتش (جميل خليل) في توصياته إنه : ((شخصية قوية ومهيمنة يتميز فيها الحزم والعدل ، يهتم بمظهره ، ويعتني بقيافته)) .
وفي 9/5/1970 يقول المفتش (بهنام داؤد عفاص) : ((وجدتك صريحاً ومستقيماً في أقوالك وأفعالك)) .
وفي 18/3/1971 يقول المفتش (علي يونس ذنون) : ((مدير جيد جداً ، ذا حيوية ونشاط ، وشخصية محترمة ، كثير الشعور بالمسؤولية)) .
وفي 16/4/1973 يقول المفتش (حميد أحمد المحمود) : ((لقد وجدتك مديراً ممتازاً تشعر بالمسؤولية وتحسن التصرف ، تعمل بجد وإخلاص في سبيل رفع المستوى العلمي للمدرسة ، تشجع الأعمال اللاصفية ، تهتم بحياة الطلاب داخل المدرسة وخارجها ، تعتني بالسجلات والجداول المدرسية ، إنسجامك مع المعلمين جيد جداً ، سرني حسن معاملتك للمراجعين من أولياء أمور الطلاب)) .
وفي 15/3/1975 كتب المفتش نفسه يقول : ((إنك مدير جيد جداً تسعى بكل نشاط لتطوير العملية التربوية في المدرسة ، مخلص في واجباتك ، واثق من نفسك، متمكن من إدارتك)) .
وفي 25/2/1976 يقول المفتش (علي غزال عفاص) : ((مدير ناجح ، إنك شخصية متزنة وهادئة ، متعاون مع الهيئة التعليمية ، ترعى مصلحة المدرسة الى أبعد الحدود)) .
وفي 27/4/1978 يقول المفتش (يونس ذنون رضوان) : ((مدير قدير ، مخلص في عمله ، يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه ، متعاون مع المعلمين الى أبعد الحدود ، قوي الشخصية ، يعتني بمظهره ، قادر على تذليل الصعوبات التي تواجهه في ضوء المفاهيم الديمقراطية)) .
وفي 25/4/1979 يعاود المفتش نفسه القول : ((مدير قدير ، مخلص في عمله، عميق الشعور بالمسؤولية)). وهكذا …
في عام 1977 نظم المؤلف سجلاً تعليمياً كبيراً مرتباً حسب السنوات الدراسية يتضمن الملاكات التعليمية، والمستخدمين، وعدد التلاميذ، والناجح الأول في كل سنة، وغيرها من الأمور. وصدّر السجل بمقدمة مع فذلكة تاريخية في نشأة المدارس في ألقوش. وقد أعددته للنشر عام 1994 في بغداد تحت عنوان المرشد الأمين في مدرسة ألقوش الأولى للبنين.
وبعد إحالته على التقاعد عام 1983، انكب المؤلف على المطالعة كعادته ، وبدأ في أواخر حياته ، وقبل رحيله المفاجئ فجر يوم 12/5/1991، بتدوين بعض ذكرياته ومشاهداته بإلحاح مني، وبحثّ من بعض زملائه كالسيد (سعيد شامايا)، كما نفهم من رسالة التأبين المؤثرة التي وجهها الأستاذ شامايا من بغداد الى ذوي الفقيد في القوش بعد أيام من وفاته. نقتبس منها هذا المقطع:
[ أكون كاذباً لو أدعيت إنني بكيت أو لطمت الخدود ساعة بلغني النبأ المؤلم، فهذه الحياة أصغر من أن نبكيها أو نجلس صغاراً أمام آلامها. لكنني في الحقيقة روعت حين أستجليت المعنى الحقيقي لرحيل صديق لم ولن نودعه، عليه تألمت متوحدا وأنا أستعيد ذكريات آخر لقاء تم بيننا ، وأنا أعده أن أرسل له بعضاً مما كتبته، وطلب مني ذلك بإلحاح، لكن دون أن أوفق في أن أبر بوعدي.. يومها قلت له: ((لم نكن مخيرين كلياً أن نختار ماعشناه وقد نغادر، ونحن لم نحقق من أحلامنا إلا التافه منها، وعليه من الأفضل على الأقل أن نترك للباقين شيئاً نذكرهم بذلك الوجود، وأنا أطالبك أنت أيضاً يا صديقي أن تكتب ما يسجل الذكريات والأمنيات)). وقد أكد يومها أنه بدأ يكتب ملاحظات وخواطر سيطلعني عليها ولا أعلم أين وصل قبل أن يرحل].
ولتعلم أيها الصديق العزيز، وأنت أيها القارئ الكريم أن الله وفقني بعد ثلاث سنوات من رحيله في طبع تلك الخواطر والمشاهدات، في طبعتها الأولى، ثم الثانية، والآن في طبعتها الثالثة وتحمل عنوان يوميات سائح في الشمال كما أنه بدأ في عام 1990 بتدوين قصة حياته كما قلنا ولم يمهله الزمن لإكمالها، وقد أستفدت منها في تدبيج جانب من هذه السياحة.
وبعد وفاته بسنة أقامت له عائلته شاهداً على قبره في مقبرة ألقوش، حفره النقار والخطاط (بطرس بولص قاشا) باللغتين السريانية والعربية.

يقول النص العربي :

المــوت نقــاد علــى كفــه
جواهر يختار منها الجياد
هنا يرقد على رجاء القيامة المرحوم بطرس لاسو مراد
ولد في 17 كانون الثاني 1927
توفي في 12 أيار 1991
رحمه الله
والبيت الشعري المذكور في الشاهد هو من قصيدة للشاعر الأيوبي كمال الدين أبن النبيه المصري (1162-1222م) في رثاء أحد الأمراء العباسيين.
تقول القصيدة:

الناس للمــــــوت كخيل الطــراد
فالســابق الســــابق منها الجواد
والله لا يـــــــدعـــــو الـــى داره
إلا من إستصــلح من ذي العباد
والمــــوت نقـــاد علــــى كفــــه
جـــواهر يخـــتار منهـــا الجياد
والمــــرء كـــالظـــل ولابـــد أن
يزول ذاك الظــل بعــد إمـــتداد
لا تـــــصــــلـــح الأرواح إلا إذا
ســرى الى الاجساد هذا الفســاد
أرغمـت يا مـــوت انوف القنــــا
ودســت أعنــاق السيوف الحـداد

أيها الراحل العزيز:
لتختلج عظامك طرباً، وهي رميم في دار الفناء
ولتقر عيناك فرحاً، وهي ضياء في دار البقــــاء
إنــــــــه المــــــولــــــى ســــــميـــع الـــدعـــاء
جدير بالذكر أن للشاعر السوري المغترب جورج صيدح (1893-1978) قصيدة بعنوان ((يوميات سائح)) نظمها عام 1919 وهو نزيل القاهرة اثر زيارته للبنان وسوريا في ديوانه النوافل المطبوع في (كاراكاس – فنزويلا 1947).


جميع الحقوق محفوظة لموقع خورنة القوش لا يسمح بنشرها الا بموافقة الموقع

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!