“الجنس يؤثّر في جميع وجوه الشخص البشريّ، ضمن وحدة جسده ونفسه، وهو يتعلّق خصوصاً بالانفعالات العاطفيّة، وبإمكانية الحبّ والإنجاب، بوجهٍ أعمّ بإمكانية عقد روابط اتّحاد بالاخرين” (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الفقرة 2332). لذا الجنس يرتبط بالشخصية من النواحي المختلفة هذا ما يؤكد عليه التعليم المسيحي، لذا على كل شخص ان يعترف بهويته “فَخَلَقَ اللهُ آدمَ على صُورَتِه، على صُورَةِ اللهِ خَلَقَه، ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم” (تكوين1:27). إن الله، بخلقه الكائن البشريّ ذكراً وأنثى، منح الكرامة الشخصيّة على حد سواء للرجل وللمرأة (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الفقرة 2334). حيث يدخل الجنس ضمن إطار العقد، لكن هذا “رباط (العهد) الزواج” اذ يشدد المجمع الفاتيكاني الثاني على استعمال هذا المصطلح (رباط الزواج “العهد”)، لأتحاد الرجل والمرأة حيث اصبحا بعهد (رباط) الزواج جسداً واحداً “فلا يكونانِ ٱثنَينِ بعدَ ذٰلكَ، بل جَسَدٌ واحد” (متى19: 6) هو اتحاد بالآخر؛ أي الزواج. وبالتالي لا يستعمل الزواج كحاجة بحتة للتهرب من الكبت الجنسي او لدخول ضمن علاقة جنسية صحيحة بحتة، بل الزواج هو اتحاد بين الرجل والمرأة، بل هو بذل الذات من أجل الآخر “اتحاد الرجل والمرأة في الزواج هو طريقةٌ للاقتداء في الجسد بسخاء الخالق وخصبه: “لِذٰلِكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباه وأُمَّه ويَلزَمُ ٱمرَأَتَه فيَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا” (تكوين2: 24). ومن هذا الاتحاد تتناسل كلّ الأجيال البشرية” (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الفقرة 2335). فالجنس خير اذا كانت الغاية الأتحاد بالآخر كما اشرتُ اليه آنِفاً.
في سر الزواج يعبر عطاء الذات عبر الجسد عن تكاملية وكمال العطاء. فيغدو حينئذ الحب الزوجي قوة تغني وتغذي حضارة الحب، اذاً “الجنس هو ينبوع فرحٍ ولذة” اذ لم يعارض ارادة وقصد الله “لقد أراد الخالق نفسه (…) أن يجد الرجل والمرأة في هذه الوظيفة (الميزة) “الإنجاب” لذة ومتعة للجسد والروح. فالزوجان إذن لا يصنعان شراً عندما يسعيان إلى هذه اللذة. إنهما يتقبلان ما أعده الخالق لهما. ومع ذلك فعلى الزوجين أن يدركا ضرورة البقاء ضمن حدود اعتدال قويم” (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الفقرة 2362). ومن اهداف الزواج: خير الزوجين، انجاب البنين، وتنشئتهم (قانون 776). ومن صفات الزواج: الوحدة (الامانة الزوجية)، وعدم الانفصال.
بعد هذا التوضيح عن معنى العلاقة الجنسية التي هي أن تعطي الشخص الآخر نفسك كليّاً اي الاتحاد بالآخر، يتضح أن إقامة علاقة جنسية خارج الزواج أو قبل الزواج هي مشكلة حقيقية، وهذا ما تعبر عنه الكنيسة بالفسق، «الفِسْق هو الاتّصال الجنسيُّ خارج نطاق الزواج بين رجلٍ وامرأةٍ حرّين. إنّه يتعارض بوجهٍ خطير وكرامةَ الأشخاص والتكوينَ الجنسي البشريَّ الموجَّه طبيعيًّا إلى خير الأزواج وإلى إنجاب الأولاد وتربيتهم. وعلاوةً على ذلك إنّه معثرةٌ خطيرةٌ عندما يكون فيه إفسادٌ للصغار. (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الفقرة 2353). أي هنا “تشويه لمعنى الجنس”، وبالتالي نعارض قصد الله من هذه العلاقة، ويصبح الجنس شهوة عابرة لا هدف منها سوى المتعة واللذ.
من جانب آخر هناك إذلال وتنجيس للفتاة (المرأة). كذلك يجب ان لا ننسى الاثر النفسي الذي قد يسبب عند البعض عقد نفسية او مشاكل صحية ويصعب مواجهتها في المستقبل. بل احياناً قد تؤدي إلى القضاء المدني والمُسائلة القانونية من قبل المحكمة المدنية، أو قد تؤدي إلى ابتزاز الشخص او اشهاره بكل الطرق الممكنة. وخاصةً في عالمنا اليوم الذي هو عالم التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي، فإشهار شخص ما هو إلا بالأمر السهل جداً. فهناك مَن يمارس الجنس بعنف ليس من قبل المراهقين وانما من قبل البالغين أيضاً بسبب عدم تلقيهم التربية الجنسية بشكل صحيح معتقدين بأنهم يمنحون ذاتهم للآخر كما اشرت اليه آنِفاً. لهذا نجد الكثير من الشبيبة يستغلون البيئة الرقمية بشكل سلبي، اي التحدث بالأمور الجنسية عبر الرسائل (Chat) أو عبر مشاهدة الأفلام الإباحية (Porn)، اشباع رغباتهم الجنسية عبر هذه المحادثات أو المشاهدات الافتراضية، وهذا ما يشوه صورة الجنس التي قصده الله الذي هو المشاركة في الخلق وبذل الذات الواحد للآخر.
فالتربية تحافظ على حياة سليمة، نعم أن مرحلة المراهقة (كذلك قد يكون سن المراهقة متاخراً) هي أصعب مرحلة من مراحل الحياة، لهذا وجب من الأهل متابعة اولادهم من الجانب الجنسي والجوانب الاخرى، وارشادهم بالشكل الصحيح موضحين قصد الله وغاية الجنس الأساسية. فأغلب المشاكل التي تواجهها الكنيسة اليوم مع هذه الفئة ، كونها فئة صعبة التكهن بما يدور في اذهانهم، لأنهم أكثر فئة حرصاً على الأمور الشخصية وخاصةً المتعلقة بالجنس.