خاص – خورنة القوش
القى الاب يوسف يونو عجم الراهب محاضرة بعنوان ” الوصايا العشرة بشكل عام ” وذلك عصر يوم الجمعة الماضي في قاعة كنيسة مار قرداغ في القوش.
موقع خورنة القوش ينشر نص المحاضرة بالتفاصيل
لكلمات العشر Decalogue
المعنى العام للكلمة (كلمات العشر): الكلمة هي واسطة الحوار بين الأشخاص، المفهوم المسيحي وهي واسطة التعبير بين الله والإنسان، الله يضع كلمته في قلب الإنسان، والإنسان يجيب بواسطة الكلمة، فإذاً هو حوار حب بين أنت (الله) وأنت (الشعب) ولكل فرد.
فإذاً كلمة الله هي خلاّقة في هذا الحوار لذا فهي تحرر، تخلّص وتقدس، هي تقوي وتنير كرامة الشخص البشري في الحق والفرح والسلام والسعادة، وهذا ما نقرأه ونسمعه في سفر المزامير: “كلمتك مصباح لخطاي ونورٌ لسبيلي” (مز 119: 105).
مقدمة كتابية (الكتاب المقدس)
ما كان يمكن للشعب أن يتقبل الوصايا الإلهية أو يتذوق الشريعة وهو في أرض العبودية، لذا خرج به الرب إلى البرية ليسلمه الشريعة هناك، مبتدأ بالقول: “أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية”، وبالرغم من أن هذه العبارة جاءت كمقدمة للوصايا وليست في شكل وصية إلاَّ أن اليهود اعتبروها جزءً من الوصية الأولى.
تُسمى الوصايا العشر بالكلمات العشر Decalogue (خر20) كُتبت على لوحيّ حجر (خر 32/15)، وتدعى “كلمات العهد”
ورد نص هذه الوصايا مرة أخرى في سفر التثنية (5: 6-21)، والفارق بينهما أن النص في سفر الخروج قدم تبريرًا لوصية تقديس السبت أن الله استراح بعد الخلقة في اليوم السابع، أما في سفر التثنية فارتكز على أنه في ذلك تذكار للخلاص من أرض العبودية والدخول إلى الراحة.
وقد لخص يسوع المسيح هذه الوصايا جميعها في وصية “المحبة لله والقريب” (مت 22: 37، رو 13: 9، غل 5: 14، يع 2: 8).
رقم عشرة:
يُشير رقم 10 إلى الكمال على الأرض، فقد شبَّه العالم كله بعشر عذارى (مت 25: 1)، وبعشرة عبيد لله أعطاهم عشرة أمناء ليتاجروا فيها (لو 19: 13). وشُبهت الكنيسة بامرأة لها عشرة دراهم (لو 15: 8).
التعريف بالوصايا:
تنظم الشريعة علاقة الإنسان بالله وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان.
أولاً: علاقة الإنسان بالله (الوصايا الثلاث الأولى):
1- انا هو الرب إلهك، لا يكن لك إله غيري: وقد جرب الشيطان يسوع وطلب منه أن يسجد له فأجاب يسوع: “لله ربك تسجد وإياه وحده تعبد”. (متى4/ 1- 11). تدعونا الوصية الأولى إلى أن نعبد الله وحده أي نحبه، ونسمع كلامه لأنه الرب الوحيد الحقيقي. إنه الآب، خالق السماوات والأرض لذلك نحن نعبده وسنحيه ونسجد له بروح بنوية صادقة.
2- لا تحلف بإسم الله بالباطل: إن الله قدوس وإسمه قدوس، وقد علّمنا يسوع أن نقول: “أبابنا الذي في السماوات ليتقدس أسمك” تدعونا هذه الوصية إلى احترام أسم الله والتلفظ به بإحترام وتقدير وتجنب العادات الدميمة المنتشرة لدى البعض الذي يحلفون كذباً او صدقاً لأتفه الأمور أو لأعقدها.
3- أحفظ يوم الرب: جاء في العهد القديم: “أذكر يوم الرب لتقدسه، في ستة أيام تعمل، وتصنع جميع اعمالك واليوم السابع للرب إلهك لا تصنع فيه عملاً” (خروج31/ 12- 17). كان اليوم المقدس عند اليهود يوم السبت، أما عند المسيحيين فهو يوم الأحد، لأنه اليوم الذي قام فيه المسيح من بين الأموات.
4- هذه الوصية تدعونا إلى تقديس يوم الأحد بالفرح والإمتناع عن العمل والأشتراك مع سائر المؤمنين بالقداس واعمال المحبة والرحمة والعبادة والتقوى.
5- ثانياُ: علاقة الإنسان بأخيه الإنسان (الوصايا السبع الأخيرة).
6- أكرم أباك وأمك: لقد أعطانا أهلنا الحياو، وهم يهتمون بنا ويسهرون علينا ويقدمون لنا الإيمان بواسطة العماذ وقيادتهم الصالحة، تدعونا هذه الوصية إلى أحترام أهلنا وإلى إكرامهم وطاعتهم وبخاصة عندما يتقدمون في السن.
7- لا تقتل: الحياة عطية من الله وهي أثمن عطاياه للإنسان، والله رب الحياة والموت، تدعونا هذه الوصية إلى احترام حياتنا وحياة الأخرين، والإبتعاد عن كل ما يضر بحياتنا أو حياة القريب جسدياً وروحياً، لكل إنسان الحق في الحياة: الأطفال، المسنون، المرضى، المعوقون، الأصحاء. الحروب أمور مؤسفة والظلم يؤدي إلى الحروب، فعلينا أن نعمل من أجل السلام لكي نعمّ الحياة السعيدة.
8– لا تزني، 9. لا تشته إمرأة قريبك: خلق الله الإنسان ذكراً وانثى، هناك إذاً فرق بين الصبي والفتاة، أراد الله ذلك فخلق الرجل والمرأة ليكمل بعضهما بعضاً. لكن الثمرة يجب ان تنضج وعلى كل واحد أن ينتظر الوقت المناسب ليعيش حياة زوجية سعيدة ويلتقي بالقرين الذي أعده الله له، ويجب أن نستعد لهذا اللقاء بالأعتناء بأجسادنا وأرواحنا مبتعدين عن كل فكر أو عمل أو قول رديء. يقول القديس بولس: “ألا تعلمون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس؟” (1 قور 6/ 19).
9- لا تسرق، 10. لا تشته مقتنى غيرك: المال ضروري لحياتنا ولمساعدة الآخرين، لكن بعض الناس يجعلون منه همهم الوحيد. من أجله يسرقون ويقتلون ويكذبون ويغشون الآخرين، هذه الوصية تدعونا إلى احترام ما يخص الآخرين كما نريد أن يحترم الآخرون ما يخصنا، وهنالك أشياء وضعت لخدمة الجميع: الأشجار والبساتين والشوارع، فالنحافظ عليها ولا نتلفها.
10- لا تشهد بالزور: في بعض الأحيان يصعب علينا قول الحقيقة وقد يتطلب ذلك شجاعة وقوة، والكذب يسيء إلى علاقتنا مع الله والناس، والكذاب إنسان محتقر، هذه الوصية تدعونا إلى قول الحق والإبتعاد عن شهادة الزور وإيذاء صيت الآخرين بالأفتراء (أي أن نقول كلاماً كاذباً) أو النميمة (أن ننقل الكلام) والأغتياب (أن ننقل ما يفعلون من سوء). بكل ذاك نحدث الضرر بالقريب، قال يسوع: “ليكن كلامكم نعم، نعم ولا، لا فما زاد على ذلك كان من الشرير” . (متى5/ 37).
المختصر:
الوصايا إذن تتعلق: بكيفية العبادة الحقيقية لله، والأحترام العميق للقريب، والدفاع عن الحياة وعن الحق والحرية والدفاع عن البشرية بشكل عام.
مفهوم الوصايا
الوصايا العشر هي القانون الديني والاخلاقي الذي وضعه الله وسلمه إلى موسى، في هذا القانون وضع الله الخطوط العريضة للدستور الاخلاقي الخاص بالعالم الذي خلقه، لقد بيّن فيه الاتجاه الذي يجب أن نسلك فيه ان كنا نرغب في الحصول على السعادة والاكتفاء، ان معظم القوانين المشهورة في عصرنا الحاضر ترتكز في بعض بنودها على الوصايا العشر. وبالأخص القوانين الاخلاقية التي تنحدر جميعها من هذا المصدر، وهنا السؤال: ان كنا لا نستطيع أن نحفظ هذه الوصايا، فلماذا أعطاها الله اذن؟ جاء في الكتاب المقدس أن الوصايا هي بمثابة مرآة (الناموس مرآة). عندما أتطلع في الوصايا العشر أرى نفسي. أرى كم أنا مقصر عن بلوغ متطلبات الله، أن الناموس، أي وصايا الله، هي القاعدة التي يجب أن نسلك بموجبها، هو ما يطلبه الله منا أن نفعله ونحيا به، وبمخالفة الوصايا سوف يعيش الإنسان حياة الانفصال عن الله (لأن الخطيئة تفصل الانسان عن الله). جاء في الكتاب المقدس أيضاً أن الوصايا العشر هي عبارة عن مؤدِّب يسوقني إلى التوبة (غل 24:3 و25). بكلمة أخرى أن الناموس يعمل كدليل. عندما يرى الانسان نفسه في ضوء وصايا الله المقدسة، وفي ضوء شخصية يسوع المسيح التي هي تجسيم لتلك الوصايا؛ يشعر بعجزه وتقصيره. يبدأ يحاول تفادي الشعور بالقيام ببعض الأعمال الصالحة، ظناً منه بأن حسناته، إذا زادت على سيئاته، فإنها ستفتح له باب السماء على. ولكن ظنه هذا لا وجود له في الكتاب المقدسة، وفي ضوء شخصية يسوع المسيح التي هي تجسيم لتلك الوصايا؛ يشعر بعجزه وتقصيره. يبدأ يحاول تفادي الشعور بالقيام ببعض الأعمال الصالحة، ظناً منه بأن حسناته، إذا زادت على سيئاته، فإنها ستفتح له باب السماء على. ولكن ظنه هذا لا وجود له في الكتاب المقدس. لقد جاء في الكتاب المقدس: “بالنعمة أنتم مخلَّصون بالإيمان، وهذا الخلاص ليس منكم هو عطية الله، ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد” (أفسس 8:2 و9). اذن لا يستطيع الانسان أن ينال الخلاص بأعمال الناموس، قد نقضي عمرنا كله نصنع أعمالاً صالحة ولكن ذلك لن يُخلِّص نفسنا.
إنّ أوّل لوح من لوحي الوصايا العشر خاص بعلاقة الإنسان مع الله الذي يكشف ذاته للإنسان إلهاً أوحد، ويكشف اسمه للشعب، ويتجلى إله التحرير، ويُبرمُ عهداً صادقاً على الشعب الذي يتوجّب عليه أن يوليه ثقته ويكرّم اسمه ويحفظ السبت كعلامة للعهد الجديد والتحرير.
واللوح الثاني من لوحي الوصايا العشر يوسّع نظرة العلاقة مع الله إلى علاقة الناس فيما بينهم وفي الحياة المشتركة وتبدأ العلاقة بالوصية التي تطلب إكرام الوالدين.
لقد أعاد يسوع الوصايا العشر ولكنّه أظهر قوّة الروح القدس العاملة في حرفها، عندما يُطرح على يسوع السؤال: “ما هي الوصيّة الكبرى في الشريعة “( متى 36:22).
يجيب يسوع: أحبب الربّ إلهك بكل قلبك وكلّ نفسك وكلّ ذهنك. تلك هي الوصيّة الكبرى والأولى. والثانية مثلها: أحبب قريبك حبّك لنفسِكَ. بهاتين الوصيّتين ترتبط الشريعة كلّها والأنبياء.(متى 37:22-40).
فالوصايا العشر يجب أن تُشرح في ضوء هذه الوصيّة المزدوجة الواحدة، وصيّة المحبّة كمال الشريعة.
فالمحبّة لا تصنع بالقريب شرّاً. فالمحبّة إذاً “كمال الشريعة “(رومة 10:13).
في هذه المقدمة تبرز ثلاثة مفاهيم تختص بالوصايا العشر:
أولها الحرية: ان الله الذي أعطى هذه الوصايا لشعبه قال: “أنا أخرجتكم من بيت العبودية”. فالذي يعيش بحسب هذه الوصايا يتحرر من العبوديات التي تدمِّر الروح الانسانية كالمخدرات، والحروب، واغراءات الجنس، والانانية والكسل. ويبعد عن العالم شبح الفقر، والتمييز العرقي، والتلوث وما شابه ذلك من الامور التي تهدد العالم في عصرنا الحاضر.
المفهوم الثاني هو ضبط النفس: تذكّرنا الوصايا بوجود عدو في داخلنا. لذلك يلزم ضبط الميل الداخلي الذي فينا الذي يدفعنا لارتكاب الخطيئة. يقول يسوع : الفكر الشهواني يعادل ارتكاب الزنا. يجب أن نطبق الناموس ليس على أفعالنا فقط بل على نوايانا ودوافعنا أيضاً.
المفهوم الثالث هو المحبة: ان العمل بحسب وصايا الناموس يتلخص في مبدأ أساسي هو “تحب الرب الهك من قلبك وقريبك كنفسك”. ان محبة الله والانسان هي الدافع الأفعل للعيش بحسب وصاياالله. ومن لا يحب الله لا يمكنه حفظ وصاياه. كذا من لا يحب أخاه الانسان. قال يسوع: “من يحبني يحفظ وصاياي، ومن عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني”.
ملاحظة: في ممارسة التعليم المسيحي في كنيستنا ، ترقيم الكلمات العشر أو تقطيعها لم يكن دائماً التقطيع المتبع في الكتاب. هكذا جمع القديس أغوسطينوس الوصيتين الأوليتين في واحدة وجزّأ إلى اثنتين الوصية الأخيرة . فضلاً عن مسودة قديمة من الوصايا العشر في سفر الخروج 34/14-16 ، وصلنا النص الموحى للكلمات العشر ، في تعابير مماثلة من خلال تقليدين مختلفين : خروج 20/2-17 وتثنية الاشتراع 5/6-21 . الوصايا العشر هي ذاتها فيهما وحسب الترتيب نفسه.