محاضرة طريق الخلاص بعنوان ” مفهوم الخطيئة وبدايتها “

Khoranat alqosh1 أبريل 2014168 مشاهدةآخر تحديث :
محاضرة طريق الخلاص بعنوان ” مفهوم الخطيئة وبدايتها “

يوم الجمعه المصادف 28/3/2014 قامت الاخت انتصار غزالة باللقاء محاضرة في لقاء طريق الخلاص في كنيسة مارقرداغ .

سفر التكوين والفصل الثالث

مفهوم الخطيئة وبدايتها

مقدمة عن قصة الخلق
لم تكن لدى اناس العصور القديمة وقائع علمية كالتي عندنا اليوم , فكانوا
يردون كل الاشياء الانسان غير قادر على خلقها يرودها الى عمل الله , وعلى
هذا الاساس كونوا فكرتهم عن قصة الخلق في سفر التكوين باسلوب ادبي قصصي ,
كقصة رمزية تعليمية , لكن بتعليم الهي وضح فيها حقائق اساسية لبداية كل شيء
:
1 – الله الخالق , السماء والارض ,اليابسة والماء , الشمس والقمر , الطيور
والحيوانات بأنواعها .
2 – خلق الانسان من تراب وروح ليكون بشر لا اله .
3 – خلقه على صورة الله ومثاله ليميزه عن بقية الخلائق ووهبه عقل ليسمع صوت
الله ويفهم ارادته .
4 – خلق الرجل وخلق المراة من نفس العظم واللحم ليكونا متساويين بالطبيعة
والمنزلة والكرامة .
5 – جعل الانسان وكيله وسلمه مسؤولية فلاحة الارض وحراستها ومنحه الحرية
وارادة القرار .
6 – سلمه وصيه واحدة فقط .
وكاستنتاج من هذه الحقائق , كل ما خلقه الله كان حسن وصالح والعلاقات كلها
متوجهة للخير , اذن الخطيئة لم تخلق مع طبيعة الانسان بل الانسان تضعف
وانجذب لها وفسد وادخل الخطيئة للعالم واستمرت على مر الاجيال .

الخطيئة الاولى
يحكي لنا ف 3 من سر التكوين , ان ادم وحواء عاشا مع حضور الله بحياتهم في
جنة مليئة خيرات وثمار كثيرة ومتنوعة , واوصاهم ان ياكلوا من كل الاشجار
ماعدا شجرة معرفة الخير والشر وحذرهم ان يوم ياكلان منها يموتان !
بلا شك لم يخلق الله الانسان ليميته , لكنه كان يريد اختبار الانسان هذه
الوصية البسيطة بماديتها لمدى تحمله مسؤولية الحياة واحترامه لله اب
الخليقة وحفظ الامانة لخصوصياته , لكن قوة الشر اثرت عليهم وجذبتهم
بوسائلها التي يمكن ايضاحها بالنقاط التالية :
1 – الشك بنية الله والوثوق بكلام الحية ( احقا قال الله لا تاكلا من جميع
شجر الجنة .. )
2 – الضمان بعدم الموت بل البرهان لتنافس الله ( لن تموتا بل تصيران مثل
الله .. )
3 – شهوة الطمع للاكل رغم وجود اثمار اخرى ( الثمرة طيبة الماكل وشهية
للعين ..)
لانهم قلبوا نظام الخلق وتراتبية علاقاته . فخافوا وكسوا اجسادهم من ورق
الشجر والتجاوا للاختباء ليغطوا على فعلهم وكان لا شيء حدث .

المحاكمة والاستجواب
طبيعة الانسان مخلوق نحو الخير والصلاح لكن عندما يخطا الانسان , يلجا الى
الاحتيال باسقاط التهم على الاخرين ليبرر نفسه من الخطيئة ويحافظ على
برارته كما فعل ادم وحواء :
_ عندما سأل الله ادم لماذا اكلت من الشجرة ؟ اسقط السبب على المرأة قائلا :
لست انا بل المراة التي خلقتها لي معينة هي التي اعطتني الثمرة ! لم يسمع
لصوت الله بوصيته واهمل مسؤوليته في الامتناع عن الاكل .
_ عندما سأل الله حواء لماذا ؟ اسقطت السبب على الحية قائلة : لست انا بل
الحية هي التي اغوتني ! لم تسمع صوت الله , واتخذت القرار لوحدها دون
استشارة الشريك ( يا ادم نأكل ام لا نأكل ) .
_ لم يسأل الله الحية ! لأنها الحيوان التي لامسؤوليه عليها .

نتائج الخطيئة
لا يستخف الانسان بمادة فعل الخطيئة مهما كان بسيط , كمادة كل شيء قابل
للاصلاح والتعويض , لكننا نحمل صورة الله ومثاله ونعيش معه بحياة الروح ,
لذا فأية خطيئة لا تقاس بماديتها بل بتاثيرها الروحي على الخلل والتشويه في
العلاقات :
– ابعد الانسان الله عن حياته وجعل نفسه هو مكان الله ( محبة الله ) .
– عدم انسجام بعلاقاته مع الانسان الاخر ( محبة القريب ) .
– حدث انقسام بذاته بشعوره بالخجل والخوف والشهوه والعار , اين كان واين
اصبح !

السؤال :
ماذا كان المفروض ان تكون اجابة ادم وحواء لله ؟
( الاعتراف ) نعم يالله خطئت لاني ضعيف اغفر لي وساعدني كي اتصالح مع نفسي
ومعك ومع الاخر ؟ لكنهم لم يعترفوا بخطيتهم فجاء الحكم بالعقوبات

العقوبات
للعقوبة فوائد , السيطرة على ذاته وعدم تكرارها , تطهير نفسه من رواسب
الخطيئة والبدء بحياة جديدة نقية , ومع ذلك عقوبات الله اختلفت عن عقوبات
الانسان :
1 – رغم مسؤولية ادم وحواء بخطيئتهم لكن الله لم يلعنهم لان الانسان مقدس (
صورة ومثال ) , لكن لعن الحية ونسلها .
2 – رغم تمردهم لكن الله رحيم وغفر لهم وكساهم لباسا من جلد الحيوان .
3 – رغم ان الله قال لادم وحواء اذا اكلتم موتا تموتون , لكن لم يفنيهم ,
ابعدهم فقط عن ثمر الجنة ليتحملوا هم مسؤولية تدبير حياتهم : العمل للرجل
وولادة البنين للمرأة بتعب وهذه هدف وجود الانسان (ليفلحها ويحرسها ….
اكثروا واملئوا الارض ).

الخاتمة
بدأ ادم وحواء خطيئتهم ولم تقف عندهم بل تناقلت على ابنائهم بخطايا اخرى
حتى زمن نوح ظلم وقتل ..واستغاثوا الله وانذرهم بالطوفان لبداية خلق حياة
انسانية جديدة , وبدا مع ابراهيم وابنائه حتى زمن يوسف وبعده اخطئوا اكثر
حتى استعبدهم وظلمهم المصريين واستغاثوا الله وخلصهم بالخروج لبداية خلق
حياة انسانية جديدة , ومنحهم ارض خيرات وشريعة وملوكية ولكنهم ايضا اخطئوا
اكثر من الملك الى الانسان البسيط وكان ينذرهم بصوت الانبياء ولم يسمعوا
وواجهوا حروب وسبي وتشتت واستغاثوا الله وخلصهم وارجعهم لبداية خلق حياة
انسانية جديدة وايضا اخطئوا وجسد الله لهم يسوع ليعلمهم بقوة الارداة
والاتكال بالله ليتغلبون على الخطيئة وقدم نفسه ذبيحة لمحو خطاياهم لبداية
حياة انسانية جديدة وحتى يومنا هذا مازالت الخطيئة تكثر وتكبر
واليوم في صلاة الابانا نستغيث الله …لاتدخلنا في التجربة لكن نجنا من
الشرير لان تبقى حاجة الانسان الدائمة لحضور الله وعونه وغفرانه في حياته .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!